خاص الحدث
يحاول المواطن سامح مناصرة، من مدينة طولكرم، أن يشير إلى مأساة الكهرباء في المدينة، كما يصفها، من خلال التسجيل بشكل يومي لعدد المرات، التي تفصل فيها الكهرباء عن آلاف المنازل هناك، وهو ما أدى لاحتراق وتعطل أجهزة إلكترونية وكهربائية، كما يوضح في مقابلة مع صحيفة الحدث.
مناصرة كما كثيرون في طولكرم، فقدوا الأمل في حل أزمة الكهرباء، التي زاد عمرها عن 12 عاما، وبدل أن تتجه الأمور نحو تخفيف آثار الأزمة أو حدتها، تفاقمت وتيرتها في ظل عدم تحمل الأطراف ذات الصلة للمسؤولية في هذا السياق، كما يؤكد في حديثه، وكما ثبت خلال إعداد هذا التقرير.
توجهنا إلى شركة كهرباء الشمال، وأخبرتنا دائرة العلاقات العامة أن مناطق امتياز الشركة في شمال الضفة الغربية، ولكن طولكرم تحديدا تتلقى الكهرباء بشكل مباشر من القطرية الإسرائيلية. لكن ومن خلال موقع الشركة على الإنترنت، يشار إلى أن نطاق عملها في ست محافظات، وهي جنين ونابلس وسلفيت وطوباس وقلقيلية وطولكرم.
ويعلّق سلطان برهم، مدير العلاقات العامة في شركة كهرباء الشمال، على ذلك، بأن طولكرم تقع ضمن امتياز الشركة، لكن الشركة لا تزود المدينة بالكهرباء، وأن نقص القدرة الكهربائية مصدره إسرائيل، وأن الشركة تعاني كما طولكرم من هذا الأمر. مؤكد أن الذي يمكنه الإجابة على الأسئلة المتعلقة بالأزمة هو سلطة الطاقة.
طلبنا من المهندس أيمن إسماعيل، مساعد رئيس سلطة الطاقة، توضيحا للأسباب الكامنة وراء أزمة الكهرباء في طولكرم، لكنه وجهنا إلى المهندس معن راشد مدير عام المشاريع سلطة الطاقة، بصفته مطلعا على الأزمة وأسبابها والحلول، لكن الأخير أكد أنه غير مخول بالتصريح بخصوص أزمة الكهرباء في طولكرم، وطلب منا التواصل مع مكتب رئيس سلطة الطاقة.
تواصلنا مع مكتب رئيس سلطة الطاقة، وأبلغونا بضرورة التواصل مع مكتب المدير العام للشركة الفلسطينية لنقل الكهرباء، على أن شركة النقل هي المخولة والمطلعة على الأمر. حددنا موعدا مع العلاقات العامة في شركة النقل وأبلغناهم بالموضوع، الذي ننوي إثارته، بعد ساعات اتصلوا وقاموا بإلغاء الموعد بسبب أمر استجد لدى المدير، وطلبوا الأسئلة بشكل مسبق.
تواصلنا مع المهندس محمد الجلاد، مسؤول ملف الكهرباء في بلدية طولكرم، والذي بدوره اعتذر عن التصريح مؤكدا أن هذا من اختصاص رئيس البلدية، رغم أننا وجدنا من خلال البحث أنه قد صرح بشأن أزمة الكهرباء قبل شهر من إعداد هذا التقرير. رئيس بلدية طولكرم محمد يعقوب، وجهنا للتواصل مع المهندس الجلاد، الذي حاولنا التواصل معه مرة أخرى، لكن دون رد.
ومن خلال البحث في صفحة بلدية طولكرم على فيسبوك، يتضح أنها تنشر بشكل يومي برنامجا لقطع التيار الكهربائي، وهو الأمر، الذي ينسحب على بلديات تقع ضمن نطاق المحافظة. وقد استدعت الأزمة المستمرة في الكهرباء لإصدار بيان عن فصائل العمل الوطني في محافظة طولكرم أمس الثلاثاء، طالبت فيه مجلس الوزراء بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه ووعد به حول حل مشكلة كهرباء طولكرم وذلك في شهر شباط الماضي من خلال تزويد المحافظة بزيادة القدرة الكهربائية.
كما وطالبت الفصائل، سلطة الطاقة والحكم المحلي بتشكيل لجان خبراء مهنية وفنية محايدة للعمل على حل مشكلة الكهرباء المستمرة في المحافظة والمدينة، وطالبت أيضا بلدية طولكرم بكافة طواقمها الإدارية والهندسية والفنية والمالية للقيام بواجباتها ومسؤولياتها تجاه ما تتعرض له مدينة طولكرم من جراء الانقطاع المتكرر للكهرباء لما له من آثار ضارة على كافة المواطنين والمرافق العامة.