الحدث-علا عطاالله
يتخوف قادة حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، التي صدر حكم أمس في مصر باعتبارها "منظمة إرهابية"، من احتمالية توجيه القاهرة ضربة عسكرية ضد قطاع غزة، على خلفية ما تردده وسائل إعلام مصرية من اتهامات لعناصر من كتائب القسام، الجناح المسلح للحركة، بالتسلل إلى سيناء والتخطيط لتنفيذ هجمات.
ولم يستبعد قادة حماس في تصريحاتهم احتمال توجيه مصر ضربة عسكرية لأهداف في قطاع غزة، غير أن محللين سياسيين قالوا في أحاديث منفصلة، إنّ صناع القرار في مصر يدركون تداعيات خطورة تلك "الخطوة" وتحويل "الفرضيّة" إلى واقع.
وكانت وسائل إعلام مصرية، قالت مؤخرا، إن الجيش المصري رفع درجة التأهب في شمال سيناء بعد تلقيه معلومات تفيد بتسلل عناصر مسلحة تابعة للقسام وتنظيمات سلفية من غزة إلى سيناء، وهو ما لم يعقب عليه الجيش المصري رسميا.
وقضت محكمة مصرية، في 31 يناير/ كانون الثاني الماضي، في حكم أولي، باعتبار كتائب القسام الجناح العسكري لحماس، "منظمة إرهابية"، وهو القرار الذي رفضته حركة حماس، نافية أي علاقة لذراعها العسكري بتنفيذ أي هجمات داخل الأراضي المصرية.
كما قضت محكمة مصرية، أمس السبت، في حكم أولي باعتبار حركة "حماس" الفلسطينية "منظمة إرهابية"، وهو الحكم الذي وصفته الحركة بأنه "صادم" و"خطير".
ومن المستبعد أن يقوم الجيش المصري بتوجيه أي ضربات عسكرية تجاه غزة، كما يقول طلال عوكل، الكاتب السياسي في صحيفة "الأيام" الفلسطينية الصادرة من مدينة رام الله بالضفة الغربية.
ويضيف عوكل أن أصحاب وصناع القرار في مصر يدركون تماما خطورة تداعيات تلك الخطوة في حال حدوثها.
ويستدرك بالقول: "ضرب غزة فرضيّة، ولا أعتقد أنها ستتجاوز حيز التكهنات، والتحريض، فمصر كقيادة سياسية تعرف تماما أنهما من أمر يستدعي القيام بأي عمل عسكري في غزة".
ورأى عوكل، أنّ مصر ليست في وارد التورط في عمل قد يجر نتائج عكسية على الفلسطينيين، والمنطقة مؤكدا أن العلاقة بين غزة ومصر تاريخية وسياسية، وبين الجانبين ملفات كثيرة مشتركة.
ولا يجب وفق عوكل، أن يتم الرد على حملات الإعلام المصري بحملة أخرى فلسطينية وردود تتمثل في ما وصفه بالخطاب الناري لقادة حماس مؤخرا.
ويتابع: "يجب احتواء الأزمة، وتكثيف الجهود الدبلوماسية، لمنع تأجيج وتهيئة الرأي العام سواء المصري أو الفلسطيني".
وكان القيادي في حركة "حماس" صلاح البردويل قال إن حركته "لن تصمت" على أي هجوم مصري محتمل ضد غزة متهما بعض الإعلاميين المصريين بتهيئة الرأي العام لتقبل ذلك.
وقال البردويل خلال لقاء مع الصحفيين في غزة الاثنين الماضي: "لن نصمت على أي اعتداء مصري أو غيره وسندافع عن أنفسنا لكننا لن نعتدي على أحد".
ويتفق عدنان أبو عامر، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة بغزة، مع الرأي السابق (عوكل)، في ضرورة أن تلتزم غزة الصمت وعدم الرد على حملات "التحريض" التي تشنها وسائل الإعلام المصرية.
ويتابع: "صحيح أن تخوفات حركة حماس مشروعة، وقد تكون منطقية أمام رفع الإعلام لوتيرة التصعيد، وبعض الشواهد الميدانية لكن عليها ألا تواجه الحملة بأخرى".
ويؤكد أبو عامر، أنّ حركة حماس مطالبة بالقيام بحملة دبلوماسية مكثفة خلف الكواليس، لكبح جماح ما وصفه بأي "تهور" من القاهرة.
ويستدرك بالقول: "وحتى في حال تحققت هذه الفرضية، ووجه الجيش المصري ضربة تجاه غزة، المطلوب التعامل مع الخطوة بعقلانية شديدة، والأهم استباقها بإجراءات وقائية تتمثل في الجهد الدبلوماسي، وإيصال رسائل من أصحاب القرار في غزة على أهمية الدور المصري، ومكانة القاهرة في رعاية الملفات الفلسطينية".
ويلفت أبو عامر إلى أن "صناع القرار في مصر وحدهم من يملكون الإجابة حول إمكانية توجيه الجيش المصري ضربة لغزة"، وهو ما يستدعي وفق أستاذ العلوم السياسية "تجاهل الحملات الإعلامية والتركيز على الحراك الدبلوماسي بعيدا عن أي عواطف".
ومن المستبعد أن توجه مصر ضربة تجاه قطاع غزة، لاعتبارات سياسية وميدانية كما يرى محمود العجرمي، المحلل السياسي، ونائب وزير الخارجية الفلسطيني السابق.
ويقول العجرمي إنه "من غير الوارد أن تخاطر مصر بعلاقتها التاريخية مع فلسطين، وما يربطها بشكل خاص مع غزة من ملفات ترعاها بشكل مستمر".
كما أن أي خطوة بهذه الحجم تحتاج إلى قبول عربي وحتى دولي، وهو ما لن يتم وفق تأكيد العجرمي الذي استدرك بالقول: "رفع السلاح في وجه الفلسطينيين من قبل مصر أو أي دولة عربية غير منطقي ومقبول، مهما وصلت حدة الخلاف السياسي والإعلامي وله تداعيات خطيرة".
ويشير العجرمي إلى أنّ حركة حماس مطالبة بعدم الالتفات إلى الحملات الإعلامية، وتركيز خطابها على أهمية الدور المصري.
وتنفي حركة "حماس" أي علاقة لذراعها العسكري بتنفيذ أي هجمات داخل الأراضي المصرية، وتؤكد بشكل مستمر أن سلاحها لا توجهه إلا لـ "الاحتلال الإسرائيلي".
المصدر: الاناضول