الحدث- رام الله
أصدر نادي الأسيرالفلسطيني اليوم الأحد تقريراً توثيقياً حول الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال خلال شهر شباط (فبراير) المنصرم.
وتعرّض التقرير الذي وصل لـ"الحدث" نسخة منه، لعدد المواطنين الذين تعرضوا للاعتقال خلال الشهر الماضي، وعدد الأوامر الإدارية، إضافة إلى أبرز الأحداث داخل السّجون، وتصعيد الاحتلال ضد الأسرى، كما ولفت التقرير إلى أبرز الحالات من الأسرى المرضى الذين تفاقمت حالتهم الصحية جرّاء سياسة الإهمال الطبي.
(286) معتقلاً خلال شهر شباط
وأوضح النادي بأن الاحتلال اعتقل (286) مواطناً خلال الشهر المنصرم، منهم (90) معتقلاً من محافظة الخليل، و(45) معتقلاً من محافظة رام الله والبيرة، و(35) من محافظة نابلس، و(30) من القدس، و(26) من محافظة جنين منهم الطالبة الجامعية يمان عمارنة، كما واعتقل (21) مواطناً من محافظة بيت لحم، و(11) من محافظة أريحا، و(10) معتقلين من محافظة قلقيلية، وتسعة معتقلين من محافظة طولكرم، وستة من محافظة طوباس، إضافة إلى ثلاثة معتقلين من محافظة سلفيت.
الاعتقال الإداري
أصدرت المحكمة العسكرية للاحتلال في "عوفر" (89) أمراً إدارياً تعسفياً خلال الشهر الماضي، وأكد النادي بأن عدد الأسرى المعتقلين إدارياً وصل إلى أكثر من (450) معتقلاً، اعتقلوا دون تهمة محدّدة أو مسوّغ قانوني، وتتذرّع سلطات الاحتلال باعتقالهم بوجود ملف سرّي ضدّهم، ولا يُسمح للأسير أو محاميه بالاطّلاع عليه.
أبرز أحداث السّجون، التصريحات، الانتهاكات، خلال شهر شباط :
التنقلات وتصعيد الاحتلال في سجن "ريمون"
شنّت مصلحة سجون الاحتلال حملة تنقّلات واسعة خلال الشهر المنصرم استهدفت قيادات الفصائل في الحركة الأسيرة، وذلك للتأثير عليها وتقويض عملها التنظيمي، وشملت التنقّلات عدّة سجون أبرزها "عوفر" و"ريمون" و"ايشل" و"مجدو" و"نفحه".
وأوضح النّادي بأن مصلحة السجون صعّدت من إجراءاتها التنكيلية بحقّ أسرى حركة الجهاد الإسلامي في سجن "ريمون" عقب شروع الأسرى بخطوات احتجاجية ضد عمليات النقل التعسفيّة، واقتحمت قوات القمع الأقسام، ونقلت عدداً من الأسرى إلى عزل "أيلا" الجنائي، وعدداً آخر إلى عزل سجن "النقب" وفرضت غرامات مالية عالية على كل منهم. وأشار النادي إلى أن العقوبات طالت أيضاً الأسرى المتضامنين من الفصائل الأخرى.
مجندة تعتدي على والدة أسير مقعد داخل المحكمة
أقدمت إحدى مجندات الاحتلال على الاعتداء على والدة الأسير محمود أبو الكامل من مخيم جنين، وطرحتها أرضاً بعد أن طلبت الأم الحديث مع نجلها خلال جلسة محاكمته، وموافقة القاضي لها على ذلك، علماً أن الأسير أبو الكامل مقعد ويعاني من وضع صحي صعب إثر إصابة تعرض لها قبل اعتقاله، ويعتمد على أكياس للإخراج، وهو معتقل منذ ستة شهور وحكم بالسجن لعام إضافة إلى غرامة مالية قدرها (2000 شيكل).
قانون "إعدام الأسرى"
تعهّد زعيم حزب "اسرائيل بيتنا" اليميني المتطرف أفيغدور ليبرمان خلال الشهر المنصرم بأن تكون أولى الخطوات التي سينفذها حزبه في حال فوزه في الانتخابات الإسرائيلية هي إقرار قانون لـ"إعدام الأسرى الفلسطينيين".
وردّاً على ذلك، كان قد أكد رئيس نادي الأسير قدورة فارس بأن تصريحات ليبرمان التي أطلقها ما هي إلا جزء من حسابات انتخابية رخيصة في ظل التراجع الكبير الذي تعرّض له حزبه العنصري بسبب التحقيقات التي تجريها الشرطة على جرائم فساد متورط فيها وعدد من قيادات حزبه، مضيفاً أنه وبحكم ما يمثله ليبرمان من توجهات عدوانية وعنصرية وفاشية يفترض أن يكون موقوفاً على ذمة مجموعة كبيرة من القضايا أمام محكمة الجنايات الدولية، كونه مكون أساسي من المؤسسة التي اقترفت جرائم حرب بحق الشعب الفلسطيني.
ثمانية شهور مرت على اعتقال المحررين من صفقة "شاليط"
وأشار النادي إلى أن ثمانية شهور مرّت على اعتقال أكثر من (60) أسيراً أعادت سلطات الاحتلال اعتقالهم في الثامن عشر من حزيران من العام الماضي، وقامت بتشكيل لجنة عسكرية خاصة للنظر في ملفاتهم، وحتى اليوم أقدمت هذه اللجنة على إعادة الأحكام لأكثر من (25) أسيراً من بينهم أسرى محكومون بالسجن المؤبد، وكان آخرهم الأسير سامر المحروم من جنين.
الاحتلال يحكم على الطفل خالد الشيخ بالسجن أربعة شهور وغرامة مالية
حكمت المحكمة العسكرية للاحتلال في "عوفر" على الطفل خالد الشيخ (15 عاماً)، من قرية بيت عنان شمال غرب القدس، بالسّجن الفعلي لأربعة شهور إضافة إلى (2000 شيكل) غرامة مالية، علماً أن الطفل يعاني من مرض في الدم، ولا يقدّم له العلاج اللازم، وهو معتقل منذ تاريخ25 ديسمبر الماضي.
وكانت سلطات الاحتلال قد أفرجت عن الأسيرة الطفلة ملاك الخطيب (14 عاماً)، من رام الله، بعد قضاء فترة الحكم عليها بالسجن لشهرين وغرامة مالية بقيمة (6000 شيكل).
الأسرى المرضى
ولفت النّادي إلى أن عدداً من الأسرى المرضى تدهورت حالتهم الصحية خلال هذا الشهر جرّاء سياسة الاهمال الطبي ومماطلة الاحتلال في تقيدم العلاج، نذكر منهم الأسير ناهض الأقرع من مخيم الأمعري، والذي خضع لعملية جراحية، بُتر خلالها ما تبقى من ساقيه، علماً أن عملية البتر هذه هي الرابعة التي يتعرّض لها الأسير منذ اعتقاله عام 2007، وأقدمت مصلحة سجون الاحتلال على إعادة الأسير الأقرع إلى السّجن في نفس اليوم الذي أُخضع فيه للعملية الجراحية، الأمر الذي تسبب له بنزيف في ساقه. ويعتبر الأسير الأقرع من أخطر الحالات المرضية في سجون الاحتلال، وهو محكوم بالسجن المؤبد لثلاث مرات.
فيما طرأ تفاقماً على حالة الأسير عاهد منصور، من سلفيت، المحكوم بالسجن لـ(22) شهراً، والمعتقل منذ تاريخ 26 أيلول 2013، إثر إصابته بانفجار عصبي في الجهة اليسرى من وجهه إضافة إلى معاناته من ارتفاع في ضغط الدم، وكان الأسير قد أكد لمحامي النادي إثر زيارته له في سجن "النقب" أنه "نُقل مرتين إلى مستشفى "سوروكا" وإلى "عيادة سجن الرملة"، إلا أنه لازال يعاني من آلام شديدة".
كما أن الأسير سعيد البنّا، (35 عاماً)، من مخيم طولكرم، الذي لا يزال يعاني من آثار عملية استئصال لورم في المثانة أُخضع لها قبل أكثر من ثلاثة أشهر، ولفت الأسير لمحامي النادي خلال زيارته له في سجن "ايشل" إلى أنه "لم يُنقل للفحص الطبي منذ إجراء العملية"، علماً أنه محكوم بالمؤبد، وهو معتقل منذ العام 2003.
هذا علاوة على الأسير ماهر الهشلمون، من الخليل، الذي لا يزال يعاني آلام في الصدر والبطن ويده اليسرى، ومن رصاصة في صدره لم تتم إزالتها، وأشار خلال زيارة محامي النادي له في سجن "عوفر" إلى أنه "لا يتلقى أية أدوية أو مسكّنات"، يذكر أن الأسير الهشلمون، (30 عاماً)، واعتقل بتاريخ 10 تشرين الثاني 2014، بعد إصابته من على مفرق "عتصيون"، ولا يزال موقوفاً.
إلى ذلك، بيّن النادي أن (6200) أسيراً يقبعون في سجون الاحتلال، بينهم (21) أسيرة، و(213) أسيراً قاصراً منهم ثلاث فتيات، و(600) أسيراً يعانون من أمراض مختلفة، منهم (160) يعانون من أمراض مزمنة ويحتاجون لرعاية صحية دائمة.