الجمعة  22 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

صحيفة: يجب على أمريكا دمج القدرة الهجومية مع أنظمة الدفاع الصاروخي

2020-09-10 09:11:07 AM
صحيفة: يجب على أمريكا دمج القدرة الهجومية مع أنظمة الدفاع الصاروخي
صواريخ دفاع جوي - أرشيفية

الحدث- جهاد الدين البدوي 

نشرت صحيفة "c4isrnet" مقالاً للباحث غير المقيم في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية براين ر. غرين والذي شغل منصب نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي. وأشار غرين في مقالته إلى أنه خلال هذا الصيف قامت وحدات الدفاع الجوي التابعة للجيش الأمريكي في صحراء نيو مكسيكو بالكشف عن الصواريخ البالستية وصواريخ كروز وتعقبها وإسقاطها. هذه الجهود تختبر، بنجاح كبير، نظام قيادة المعركة الدفاعية الجوية والصاروخية المتكاملة، وقدرته على ربط أجهزة الاستشعار والصواريخ المتنوعة.

يضيف الباحث أن الكلمة الرئيس هنا "التكامل". وهي كلمة طنانة لدى البنتاغون، ولم يفهم معنى التكامل ولا إمكانياتها المستقبلية لمواجهة التهديدات الجوية والصاروخية بشكل كاف.

يرى الباحث والأكاديمي غرين أن ساحة المعركة الحديثة، التي يسكنها عدد أكبر من التهديدات الصاروخية المتنوعة ذات المناورة والدقة والتطور، أصبحت أسرع وأكثر فتكاً. كما أن خصوماً مثل الصين وروسيا وكوريا الشمالية وإيران يطورون طرقاً أكثر ابتكاراً لتوظيفها. ونتيجة لذلك، لم يعد بوسع الولايات المتحدة أن تعتبر القدرة على نشر قوات عسكرية متفوقة كلما دعت الحاجة إليها أمراً مسلماً به. ومع بدء الضغوط المفروضة على ميزانية الدفاع في الظهور، فإن التحدي يتمثل في إيجاد نهجاً مبتكراً من شأنه أن يهزم هذه التهديدات بشكل فعال.

يتابع غرين: لقد أدرك القادة العسكريون منذ فترة طويلة أن الدفاع الجوي والصاروخي المتكامل هو جزء من الحل. ويسمح هذا التكامل للجيش باستخدام قواته الدفاعية بشكل أسرع وأكثر كفاءة وفعالية. فالتجارب الحالية للجيش تؤكد أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح. ولكن دمج مختلف عناصر الدفاعات الجوية والصاروخية النشطة ليس سوى جزء من الحل.

ويجب أن يكون الهدف الأشمل هو الجمع بين القدرات الهجومية والدفاعية. فعلى مدى السنوات العديدة الماضية، بدأ قادة البنتاغون في الدعوة إلى تحسين دمج الدفاعات الجوية والصاروخية مع القوات الهجومية لهزيمة كل من صواريخ العدو في الجو وقاذفاتها على الأرض.

وقد أعيد تأكيد هذه الرؤية في مراجعة الدفاع الصاروخي لعام 2019. فأنظمة الدفاع لا يمكنها أن تحمي البلاد للأبد، ويمكن أن تكون الهجمات فعالة للغاية، ولكنها تعتمد على استهداف متقن وقد لا تحمي القوات الأمريكية من الموجات المبكرة للهجوم. إذا تمكن الجيش من تدمير منصة الاطلاق أو "القاذفة" وحمولتها في نفس الاشتباك، فإن القوات الموجودة في ساحة المعركة الحديثة ستحظى بفرصة أفضل للنجاة والفوز.

يشير الأكاديمي إلى أنه لسوء الحظ، ليست هذه هي الطريقة التي يعمل بها الجيش الأمريكي اليوم. تنسق جميع الجيوش العمليات الهجومية والدفاعية على مستوى عالٍ، لكن القوات الهجومية والدفاعية عادة ما يتم فصلها إلى وحدات وعمليات وسلاسل قيادة منفصلة. الأنظمة التي يستخدمونها غالبًا لا تتواصل مع بعضها البعض.

يقول الباحث غرين أنه على الرغم من التأييد الكبير لمزيد من التكامل بين الهجوم والدفاع، فإن التفكير في كيفية التأثير عليه يتخلف عن الرؤية.

يتساءل الباحث عما يمثله هذا النهج هل هو استراتيجي أو تشغيلي أم تكتيكي؟ فبما أن خصائص التهديد الجوي والصاروخي تمتزج أو تتلاقى، فعلى سبيل المثال، مع الصواريخ الفرط صوتية - هل ينبغي أن يشمل تكامل الدفاع عن الهجوم جميع أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي، أو أن يكون أكثر تركيزاً على صواريخ معينة؟ وما الذي يحتاج الجيش إلى تغييره لدمج أنظمته الهجومية والدفاعية بشكل فعال في قوة "هزيمة الصواريخ"؟

ينوه الباحث إلى أن إحدى المقاربات الجيدة لهذا التعقيد تتمثل في تفكير القوى للنجاة من المعركة وهزيمة التهديد بدلاً من الهجوم، بـ (إطلاق النار على العدو) و"الدفاع" (إطلاق النار على من يطلقه العدو علينا). ويمكن دمج القوات الهجومية والدفاعية في وحدات على مستويات أدنى مما هي عليه اليوم، واستخدام نفس أنظمة القيادة والسيطرة. ومن شأن هذا التغيير أن يساعد قواتنا على العمل بشكل أفضل في إطار الجداول الزمنية الصعبة التي تفرضها التهديدات الجوية والصاروخية المعاصرة.

يرى الباحث أن تنفيذ هذه الرؤيا المتعلقة بالتكامل بين الهجوم والدفاع ستشكل تحدياً. وبذلك، فإن الجمع بينها سيشمل عبور خطوط الخدمات، ومجالات ومستويات الصراع، فضلاً عن الجمع بين المفاهيم التنظيمية الحالية والمفاهيم التشغيلية. ويشمل التحدي الكامل؛ العقيدة والتنظيم والتدريب والمواد واللوجستيات. وقد تكون الصواريخ متعددة المهام والرادارات المشتركة والقاذفات المشتركة جزءاً من الحل.

يكمن الجانب التقني الأكثر أهمية في تحقيق هذه الرؤية في إدارة المعركة وشبكات القيادة والسيطرة بشكل أفضل. فأجهزة الاستشعار والبيانات والاتصالات والبرمجيات ليست هجومية أو دفاعية بطبيعتها، وقد يعتقد المرء أن هذا التكامل سيكون سهلاً. إنه ليس كذلك. على مر السنين طورت الخدمات أنظمة "C2" (نظام القيادة والسيطرة وتُعرف أيضًا باسم القيادة والتحكم) الخاصة بالقوات الدفاعية – البحرية المتكاملة لمكافحة الهجمات الجوية- لإدارة المعركة الدفاعية، ولكن جميع الخدمات لديها أيضًا أنظمة C2 منفصلة لإدارة المعركة الهجومية.

ولحسن الحظ، يبدو أن الاهتمام بالتكامل بين الدفاع والهجوم آخذ في الازدياد. فعلى مدى الأشهر الستة الماضية، بدأ قادة الجيش يعربون عن اهتمام كبير باستخدام هذه الشبكات معاً لدمج القدرات الهجومية والدفاعية على حد سواء. من خلال استيعاب القدرات الهجومية والدفاعية، يمكن لكل من NIFC-CA وIBCS المساهمة بشكل أفضل في القيادة والتحكم المشتركين في جميع المجالات.