الحدث- محمد غفري
أصبح المحامي أيمن عودة، المنتخب مؤخرا كرئيس للقائمة المشتركة في انتخابات الكنيست الإسرائيلي، الشغل الشاغل للإعلام العبري، ومحل اهتمام وجدل واسع في إسرائيل، حتى أطلقوا عليه لقب "الزعيم الجديد لعرب إسرائيل".
ولد أيمن عادل عودة في اليوم الأول من العام 1975 في مدينة حيفا المحتلة، وترعرع خلال ثمانينيات القرن الماضي، التي شهدت اجتياح لبنان عام 1982 والإنتفاضة الأولى عام 1987، مما ترك الأثر الأكبر على وجدانه وشخصيته، وهو يقول إن صحيفة الحزب الشيوعي التي كانت تصل بيتهم يوميا صقلت شخصيته، بعد الدور الذي قام به والديه وحديثهما وتربيتهما الوطنية كجزء أساسي في المنزل.
أيمن عودة متزوج د. نردين عاصلة ولهما ثلاثة أولاد: الطيّب، أسيل وشام، وهو محام وسياسي فلسطيني من مدينة حيفا، والأمين العام للجبهة الديمقراطيَّة للسلام والمساواة منذ العام 2006.
شغل منصب عضو المجلس البلدي في مدينة حيفا 1998 - 2003 في فترة رئاسة عمرام متسناع للبلدية، وعرف عنه دفاعه الدؤوب عن حقوق المواطنين العرب في المدينة والطبقات الشعبية.
قاد الحملة الشعبية ضد تجنيد الشباب العرب الفلسطينين ضمن الجيش الإسرائيلي والخدمة المدنيَّة من خلال رئاسته لجنة مناهضة الخدمة المدنيَّة وكافَّة أشكال التجنّد وبمؤازرة جميع الأحزاب والفعاليات السياسية.
أحد المشاريع التي اهتمّ بها على مستوى الهوية الوطنية، هو إطلاق أسماء لشوارع القرى والمدن العربية، وقد تحقق ذلك في عدد لا يتجاوز عشرة قرى ومدن، وكان يدعو إلى إطلاق الأسماء الوطنية الجامعة من أجل تعزيز الانتماء الوطني الجامع.
في عام 2009 قرر أن يسكن بالنقب شهرا متواصلا على أن يزور كل القرى غير المعترف بها وتبلغ أربعين قرية عربية، وقد زار كل القرى وتعرّف بشكل مباشر على قضايا عرب النقب، إلا أنه بعد أسبوع من انقضاء الشهر هُدمت قرية العراقيب للمرة الأولى (ولاحقا ستون مرة، وأضحت رمزًا بارزًا للقرى غير المعترف بها ورمزًا للصمود) فقاوم الهدم الأول مع اهل القرية، واعتقل أربع مرات في عمليات الهدم اللاحقة.
كانت أحد الأهداف التي آمن بها هي ضرورة التقريب بين عرب الجليل والمثلث والساحل وعرب النقب، ولا شكّ أنه في السنوات الأخيرة تطوّر الوعي نحو قضايا النقب بشكل كبير، وكان لهذا مساهمة في فعاليات كبرى ومظاهرات في شمال البلاد تضامنا مع النقب وقضاياه.
يعتقد أيمن عودة، رئيس القائمة العربية الموحّدة، التي ستخوض انتخابات الكنيست الإسرائيلي، بعد أسبوعين، أنّ نسبة كبيرة من اليهود سيصوّتون للحزب العربي والسبب هو "هذه هي المرة الأولى في التاريخ التي يفرض فيها السكان العرب أنفسهم على عامة الشعب الإسرائيلي".
والقائمة المشتركة، وُلدت من خلال الاتحاد التاريخي بين ثلاثة أحزاب عربية: الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، القائمة العربية الموحّدة والتجمّع الوطني الديمقراطي.
ووفقا لبعض التوقعات واستطلاعات الرأي، قد تحرز القائمة العربية عددا غير مسبوق من المقاعد في الكنيست الإسرائيلي.