الحدث- علا عطا لله
شهد قطاع غزة على مدار الأسابيع القليلة الماضية، زيارة عدد من المسؤولين الأمميين، والوفود البرلمانية والدبلوماسية الأوروبية، في خطوة رأى مراقبون فلسطينيون أنها تهدف إلى إطفاء ما وصفوه بـ"حريق الانفجار"، في ظل تأخر إعمار وبناء ما خلفته الحرب الإسرائيلية الأخيرة.
وتسعى أمريكا والدول الأوروبية في ظل تماوج الأوضاع في العالم العربي، والمنطقة إلى تهدئة قطاع غزة كما يرى وليد المدلل، رئيس مركز الدراسات السياسية والتنموية في غزة.
ويقول المدلل، إنّ زيارات الوفود الغربية إلى قطاع غزة مؤخرا، تسعى إلى إطفاء حريق الانفجار، وتدهور الوضع الميداني في ظل تأخر الإعمار، وتردي الوضع الإنساني والاقتصادي.
وتابع: "ما من شك أن هناك رغبة دولية واضحة في تهدئة الوضع بغزة، ومحاولة البحث عن حلول من شأنها أن تعمل على إطفاء حريق الانفجار القادم، وتسكين آلام وأوجاع قرابة مليوني مواطن".
وفي الوقت الحالي، ليس من مصلحة أمريكا وأوروبا بحسب المدلل، أن تعود الأوضاع بغزة إلى الانفجار مجددا، وهو ما يدفع كثير من المسؤولين الأوروبيين والدوليين إلى صياغة وبلورة موقف من شأنه تحسين ظروف القطاع الإنسانية.
وتحذر مؤسسات دولية، وأممية من كارثة إنسانية وصحية في قطاع غزة؛ جراء ما خلفته الحرب الإسرائيلية الأخيرة ، بالتزامن مع إغلاق المعابر، وتأخر الإعمار.
وما يجري من أحداث في الدول العربية، تدفع نحو حراك أوروبي لمنع تدهور الأوضاع في قطاع غزة، وفق ما يرى عبد الستار قاسم، الكاتب الفلسطيني، وأستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت برام الله في الضفة الغربية.
ويقول قاسم، إنّ المنطقة تشهد الكثير من النزاعات، وتماوج الأحداث السياسية، والميدانية ما يخلق رغبة أمريكية ودولية، في عدم تفجير الوضع في قطاع غزة، وإشعال حرب أخرى.
وأضاف: "هناك ملفات شائكة تظهر الآن في المنطقة، وستعمل أمريكا ودول أوروبا قدر الإمكان على إطفاء أي حرائق بغزة، من خلال تسهيلات وحراك يهدف إلى إنعاش الوضع الاقتصادي، والبدء في الإعمار ولو بشكل جزئي".
وتشهد عدد من دول المنطقة الكثير من الاضطرابات الداخلية، في ظل تنظيم سيطرة "داعش" على عدة مناطق في العراق وسوريا وليبيا.
ولا يريد المجتمع الدولي، أن تنشغل المنطقة بصراع جديد تكون بوابته غزة كما يقول الكاتب هاني حبيب الكاتب السياسي في صحيفة "الأيام" الفلسطينية الصادرة من مدينة رام الله بالضفة الغربية.
وأضاف حبيب ، أن تهدئة الوضع الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة، رغبة دولية ملحة في الوقت الراهن، في ظل تصاعد وتوالي الأزمات في المنطقة.
وتابع: "من الواضح أن السياسة الأمريكية والأوروبية تخطط لاحتواء غزة، ومنع أي انفجار يدفع نحو إشعال جبهات أخرى من الصراع، لهذا فإنّ الزيارات الأوروبية والدولية تأتي في هذا السياق".
ويتوقع حبيب أن تثمر الزيارات الدولية، عن حراك نحو تفعيل ملف إعمار غزة، وبناء ما خلفته الحرب الإسرائيلية الأخيرة من دمار واسع.
ويستدرك بالقول: "هذه الوفود تحمل رسائل إلى حركة حماس، بأنه يجب تهدئة الوضع بغزة، ومنع انفجارها، من خلال تقديم مساعدات مالية وإغاثية لسكان القطاع، والبدء في إعمار آثار الحرب.