الجمعة  15 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

أثاث بصبغة تراثية من صناديق خشبية .. تلك "أفانين" فلسطينية

2015-03-03 11:14:15 AM
أثاث بصبغة تراثية من صناديق خشبية .. تلك
صورة ارشيفية
 
 الحدث- قيس أبو سمرة

 

يمضي الشاب الفلسطيني، أزاد شمس (24 عاما)، جل وقته في تحويل قطع خشبية قديمة إلى قطع أثاث بلمسات فنية ذات صبغة تراثية تحاكي الأثاث القديم، ضمن مشروع أطلق عليه اسم "أفانين".
 
و"أفانين"، بحسب حديث شمس مع وكالة الأناضول، هي تسمية مشتقة من كلمة الفن، وهي "جمالية الأشياء، وتعتمد على صناعة قطع أثاث من خشب المنصات التي تستخدم لنقل البضائع". 
 
وهذا المشروع هو أحد مشروعات عديدة لـ"بيت الحياة"، وهي مؤسسة شبابية غير ربحية فلسطينية تأسست مطلع عام 2013، ومقرها في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، وهو عبارة عن طابق واحد مساحته حوالي 150 مترا مربعا مع حديقة نحو 50 مترا مربعا.
 
شمس، وهو مؤسس "بيت الحياة"، خصص غرفة في مقر المؤسسة، بحي الجنان في مدينة البيرة قرب رام الله، لصناعة قطع الأثاث، مستخدما أداوت بسيطة، تتمثل في قاطع خشب كهربائي بسيط، ومطرقة وفرشاة طلاء.
 
الشاب، الذي أنهى قبل عامين دراسته للتسويق بجامعة بير زيت قرب رام الله، يقول إن "هذا المشروع يمثل رافدا لتمويل مشروعات بيت الحياة، الذي يرفض أي تمويل خارجي، ويعتمد على مشروعات بسيطة ينفذها أهل البيت، وهم حوالي 30 متطوعا ومتطوعة لا يحصل أي منهم على أجر، فلكل منهم عمل خارج "البيت".
وخشب المنصات هو صناديق خشبية توضع أسفل البضائع خلال نقلها بالشاحنات، ويحصل عليه شمس من المصانع، إما بالمجان أو بأسعار رمزية.
 
وبينما يطرق بمطرقته خشبا لصناعة طاولة بسيطة، يمضي قائلا: "نصنع عدة أشياء، منها كراسي ومكتبة وطاولات، وتعليقات ملابس، ونثريات، وهي قطع فنية مكتبية صغيرة، إضافة إلى قطع أخرى حسب توصية زبائن".
 
وتسوق منتجات "أفانين" عبر صفحة خاصة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تحمل اسم المشروع.
وتتراوح أسعار قطع الأثاث التي يصنعها شمس بين 30 دولارا أمريكيا 200 دولار، بحسب حجم وطبيعة كل قطعة.
 
شمس يعمل في مشروعه وحيدا، ويسعى إلى عقد دورة تدريبية لعدد من أهل البيت (المتطوعون في مؤسسة بيت الحياة)، كما يعكف على إنتاج قطع أثاث خشبية لتأثيث "حوش الفنانين البصريين" التابع لبلدية رام الله، وهي حديقة يجتمع فيها رسامون للرسم.
 
وهي أعمال يراها "ذات أهمية وقيمة فنية، حيث نخلق قطعا جمالية من أخشاب كان مصيرها حاويات النفايات".
 
ورغم أن عمر "أفانين" لا يتعدى الشهر ونصف الشهر، إلا أن شمس يرى فيه "مشروعا مهما اكتسب ثقة الجمهور".
 
وفي زوايا "بيت الحياة"، الذي يضم صالونا ثقافيا ومطبخ ومكتبة وحوش البيت، توجد قطع أثاث خشبية صنعها شمس، فأضافت إلى البيت البسيط لمسة جمالية فنية عبر طاولة ومكتبة ورفوف، وحتى ثرية لمبات مضيئة من الخشب.
 
ويأمل الشاب الفلسطيني، الذي يقول إنه لا ينتمي إلى أي تنظيم سياسي، في تطوير مشروعه ليلبي رغبات الجمهور بشكل أسرع.
 
وإلى جانب استخدام شمس خشب المنصات، يستخدم خشبا خام في إنتاج قطع جمالية أخرى.
 
وعن الخشب يقول "هناك مثل صيني يقول: الخشب ذهب الفقراء".
 
قبل أن يستدرك شمس بقوله: "بات الخشب ذهبا للفقراء والأغنياء، لما له من جمالية خاصة".
 
وردة البرغوثي (57 عاما) سيدة فلسطينية اقتنع قطعتين أثاث من إنتاج شمس، وهما علاقة وخزانة ملابس، وترى فيهما "إبداع حقيقي يستحق أن تكون جزءا من أثاث المنزل".
 
وتتابع، في حديث مع وكالة الأناضول، أن "تلك الأعمال الفنية ذات قيمة جمالية، وقوة".
 
و"بيت الحياة" هو مشروع شبابي له برامج مشتقة من كل بيت، وتتمثل في "صالون البيت"، وهو صالون ثقافي يستضيف أدباء ومثقفين، و"تلفزيون البيت"، ويعرض أفلاما تتم مناقشتها عقب عرضها.
 
إضافة إلى "قوارب"، وهو برنامج يقدم دعما إنسانيا للمحتاجين، وتبرع بكميات كبيرة من مواد غذائية وأدوية
من مواطنين إلى قطاع غزة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، التي بدأت في يوليو/ تموز الماضي، ودامت 51 يوما، مخلفة دمارا واسعا في الممتلكات العامة والخاصة.
 
و"مطبخ البيت" وهو ورشة يطلق على مقدمها "الشيف"، و"مشاوير البيت"، وهي رحلات استكشاف لأهل البيت (المتطوعون في بيت الحياة)، إلى جانب برنامج "أفانين"، وهو مشروع إنتاجي.
 
ويأمل القائمون على "بيت الحياة" نشر فكرته في دول عربية أخرى، بحيث يصبح لديهم برنامج يطلق عليه "منام البيت"، بحيث يتمكن أي من أهل البيت من زيارة أي بلد عربي، ويجد بيتا له ينام فيه، ويشارك أهل البيت في تلك الدول أفلامهم ومشاريعهم، وغيرها من أنشطتهم.

المصدر: وكالة الأناضول