عقد اتحاد الصحفيين في كوريا الجنوبية، في منتصف ايلول 2020 مؤتمرا بواسطة تطبيق "زوم"، شارك فيه نحو 500 صحفي من 55 دولة حول العالم ،كانت نقابة الصحفيين الفلسطينيين من بينها، حيث عرضت أوراق وجرت نقاشات ومداخلات، حول التجارب الدولية لمكافحة ظاهرة الاخبارالزائفة في وسائل الاعلام ..
إن الاخبار الزائفة ومقاطع الفيديو المفبركة، تنتشر انتشار النار بالهشيم في صفحات ناشطين فلسطينيين في الفيسبوك والتويتر، وهي تأتي على حلفية الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي و الصراع الفلسطيني الداخلي..
وعلى مستوى الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، فإن الاجهزة الامنية الاسرائيلية، والادارة المدنية في الضفة الغربية ،وحتى أفراد اسرائيليون ،ينشرون في وسائل التواصل الاجتماعي موضوعات مزيفة موجهه للفلسطينيين ، في اطار الحرب النفسية بهدف إضعاف معنويات الفلسسطينيين، وتحطيم ارادتهم وجعلهم يفقدون الامل. ويقف خلف هكذا منشورات مستعربون وخبراء في علم النفس وفي الثقافة العربية، منهم على سبيل المثال إيدي كوهين المولود في لبنان والذي يتحدث العربية كاللغة الام .. كوهين هذا يغرد في التويتر وينشر في صفحته على الفيسبوك باللغة العربية ، ومن تغريداته الاخيره مثلا " أن هناك زعيمان عربيان من اصول يهودية لن تكشف اسرائيل عنهما الا انها ستطالب برفاتهما بعد موتهما "!!
في المقابل فان الفلسطينيين ليس لديهم الادوات لنشر اخبارا مزوره او غير مزوره عبر وسائل التواصل الاجتماعي الاسرائيلية او وسائل الاعلام الاسرائيليه التقليديه ، ولهذا فإن الاخبار الكاذبة والمفبركة تسير باتجاه واحد : من اسرائيل الى فلسطين ...
ولعل الظاهرة الأخطر لللأخبار المزيفه ومقاطع الفيديو المفبركة، هي تلك التي تأتي في اطار الصراع الفلسطيني الداخلي، سواء بين حركتي فتح وحماس او بين مراكز القوى المتصارعة داخل فتح او داخل السلطة، إذ أننا كثيرا ما نقرأ مواضيع منشورة في الفيسبوك على شكل اعلانات مدفوعة الأجر ( sponsored ) تتستر باسماء مواقع صحفية وهمية، وتفتقر لأي قاعدة من قواعد الصحافة المهنية، كغياب مفهوم الاسئلة الخمسة (من ومتى واين وكيف ولماذا)، بل إن اكثر ما يميز زيف مثل هكذا منشورات هوعدم وجود مصادر محددة تستند اليها هذه التقارير(مثلا قالت مصادر مطلعه ... وافادت المصادر .. وقالت مصادر مقربة من هذا وذاك .. الخ
إن مثل هذه التقارير تعمل على شيطنة ضحاياها الذين هم في الغالب مسؤولين بمستويات مختلفه، وحتى اغتيال شخصياتهم وهم أحياء ،ولأن الجمهور ليس خبيرا بقواعد الصحافة فانه سيتأثر بمضمون مثل هذه التقارير وسيعتقد انها صحيحة
وكانت نقابة الصحفيين قد اعتمدت المرصد الفلسطيني للتحقق وضبط المهنية ( كاشف ) الذي يهدف لايجاد إعلام فلسطيني أكثر مصداقية واكثر مراعاة لمبادئ التربية الإعلامية وكذلك جمهور يمتلك أدوات التحقق والقراءة الناقدة لمضامين وسائل الاعلام
ان الاخبار والتقارير المزيفة ومقاطع الفيديو المفبركة، تلحق الضرر بالسلم الاهلي كما انها تزعزع ثقة الجمهور بصناعة الاخبار الحقيقية، ولهذا فانه من الضروري اعتماد مادة التربية الاعلامية في المنهاج الفلسطيني لمحو الامية الاعلامية، لهدف تنمية أساليب التفكير الناقد وتدعيم مهارات المتعلم في البحث والتحليل والتقييم لكل ما يعرض عبر وسائل الإعلام ..