مع انحسار موجة الحرارة التي سيطرت على المنطقة وأنهكت الزرع والحجر والبشر..
بدأت موجة حرارة أخرى تقترب من السواحل الفصائلية تحمل معها حُمى وحرارة الانتخابات التشريعية، والتي بدورها ستُنهك المفردات واللغة الفلسطينية..
هذه الموجة لا تواجه بالمكيفات أو الاستجمام بالمنتجعات، بل يجب أن تواجه بفكر عقلاني يَعي أهمية استعادة المجتمع الفلسطيني ثقافة الديمقراطية، بعد أن عاش الشعب أيام قحطٍ طالت كل أساسات مجتمعنا الوطنية والأخلاقية والتشريعية والقضائية والتنفيذية..
وهذا يعني إن صدقت النبوءة، فإننا نكون أمام تحدٍ أكبر من كل التصريحات والتحليلات
وكل مُدعيّ المصلحة الوطنية والغيرة على الشعب والوطن والقضية..
تحدٍ أكبر من منطق الفصائل والعشائر والمخاتير والعائلات..
تحدٍ أكبر من قطاع رجال الأعمال والشركات والمؤسسات..
تحدٍ أكبر من الشخصيات الاعتبارية والسياسية والنقابات..
تحدٍ لمستقبل الأجيال الفلسطينية، من أجل أن تقف أمام مسؤولياتها في هذا العالم الذي لا يحترم ولا يعترف إلا بمن يمارس القيم الإنسانية من حرية وشفافية ومساءلة قانونية وأخلاقية..
نحن أمام تحدٍ بأن يتقدم الصفوف كل من هم من جيل الأربعينات وما دون ليشكلوا القوائم التي ستقرر مستقبل هذا المجتمع الفلسطيني، بعد أن كان هذا الجيل وقوداً للانقسام والفساد والاستغلال والمحسوبيات..
وإذا ما التزمت الفصائل والسلطة التنفيذية باحترام الفكرة والنتائج، وتمت الانتخابات؛ فيجب أن نعلنها جميعاً ومن اليوم بأننا سنعمل بكل طاقاتنا وإمكانياتنا على أن نكون خلف كل القوائم التي تمثل أبناء شعبنا من الشباب والشابات..
قوائم بعيدة كل البعد عن العنصرية والطائفية..
قوائم تعمل على أن تسود قيم الديمقراطية والشفافية والمساءلة الوطنية والأخلاقية في المجتمع الفلسطيني..
قوائم تدعم المساواة وحرية المعتقدات الدينية والفكرية والحرية الشخصية، ما لم تهدد نسيجنا الاجتماعي وقيَمنا الأخلاقية..
قوائم تؤمن بأن الإنسان أغلى ما نملك، وما عدا ذلك سراب في رمال متحركة أو صحارى برية..
قوائم تؤمن بأن إطلاق طاقات العقل البشري المستمدة من تراثنا الفكري والثقافي والوطني، لهو التحدي الأكبر في المرحلة القادمة لإعادة صياغة المشروع الوطني، صياغة تليق بهذا الجيل القادر على النهوض واستعادة الحالة الوطنية الفلسطينية..