الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

شراء الوقت في انتظار ما ستسفر عنه نتائج الانتخابات الأمريكية/ بقلم: نبهان خريشة

2020-10-04 12:20:46 PM
شراء الوقت في انتظار ما ستسفر عنه نتائج الانتخابات الأمريكية/ بقلم: نبهان خريشة
نبهان خريشة

بيان اللجنة المركزية لحركة فتح الصادر بعد اجتماعها الخميس الماضي (1/10/2020 )، جاء فيه أن اللجنة صادقت على التفاهمات التي جرت مع حركة حماس مؤخراً، خلال اللقاء الثنائي الذي عقد في إسطنبول، إلا أن البيان لم يوضح ما هي طبيعة هذه التفاهمات.  

إن بيان المركزية فضفاض وقابل للتأويل بكل المقاييس، إذ تضمن عبارات مثل "مسار الشراكة الوطنية خيار استراتيجي لا رجعة عنه" و"أهمية الشراكة النضالية في مواجهة صفقة القرن والضم والتطبيع"، "والعمل على تطوير هذه الشراكة من خلال الانتخابات الحرة والنزيهة"، إلا أن جميع هذه العبارات وغيرها التي وردت في البيان، لا تشي بمتى ستعقد الانتخابات، ولا متى سيصدر الرئيس محمود عباس المراسيم الرئاسية المتعلقة بموعد عقدها،  ويتضافر هذا مع تأجيل اجتماع الأمناء العامين، الذي كانت مصادر رسمية قد أفادت بأنه سيعقد السبت ٢٠٢٠/١٠/٣، إلا أنه تأجل إلى أجل غير مسمى.. 

إن الاستنتاج المنطقي لما سبق ذكره هو أن الرئيس محمود عباس يشتري الوقت في انتظار نتائج الانتخابات الأمريكية، فهو يراهن على فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن، وخسارة دونالد ترامب.. ولكن السؤال، ماذا سيقدم بايدن للفلسطينيين في حال فوزه؟ 

خبراء في العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية، أعربوا عن اعتقادهم بأن فوز بايدن سيكون موضع ترحيب من المؤسستين السياسية والعسكرية الإسرائيلية، وليس فقط من قبل خصوم نتنياهو "اليساريين"، إذ عُرف عن بايدن بأنه مؤيد صريح لإسرائيل، حيث قال في خطاب ألقاه في عام 2015، إنه يجب على الولايات المتحدة التمسك “بوعدها المقدس بحماية وطن الشعب اليهودي”.

إن بايدن، يمكنه استعادة الدور الأمريكي التقليدي كمحاور بين إسرائيل والفلسطينيين، بعد أن قطعت السلطة الفلسطينية العلاقات مع إدارة ترامب بسبب تحيزها الصارخ لإسرائيل، إلا أنه لن يعيد سفارة بلاده إلى تل أبيب وبالتأكيد فإن سياسة إدارته تجاه الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي قد ترتكز في بعض محاورها على خطة صفقة القرن الترامبية لأن الولايات المتحدة هي دولة مؤسسات لا يمحي رئيس جديد نهج سلفه كاملا ( باستثناء ترامب). 

ولن آتي بجديد إذا قلت بأن الرئيس عباس، هو رجل براغماتي ويؤمن بالتوصل إلى السلام مع إسرائيل، ولهذا فإنه في حالة فوز بايدن فإن العلاقات الأمريكية - الفلسطينية ستعود إلى سابق عهدها، لانتفاء سبب قطعها بخروج ترامب من البيت الأبيض من وجهة نظر الرئيس عباس، الذي سينخرط بعملية السلام مجددا برعاية أمريكية، بعد فوز بايدن "الافتراضي" مع إسرائيل، وهذا سيؤدي إلى انتهاء شهر العسل بين فتح وحماس، وسيتم إدخال تفاهمات اسطنبول في أرشيف سابقاتها من التفاهمات والاتفاقيات منذ العام ٢٠٠٧ حتى العام ٢٠١٧، وستعود العلاقات بين الجانبين إلى المربع الأول!!  

ولكن ماذا إذا فاز ترامب؟ 

إن فوز ترامب في الانتخابات في مطلع تشرين الثاني المقبل، هو بكل أسف "الفرصة الذهبية" لإجراء الانتخابات الفلسطينية، ولكن استعادة الوحدة وإنهاء الانقسام بين جناحي الوطن، لا يزال موضع شك، في ظل غياب أية إشارة بشأن ذلك في تصريحات أي من مسؤولي الحركتين، والتي تركزت حول انتخابات تشريعية ورئاسية وللمجلس الوطني بالتوالي فقط.