الماندالا الهندي بأيادٍ غزيّة

الحدث الثقافي- سوار عبد ربه

مع انتشار الفيروس ودخول الناس في حالة الحجر الصحي لفترات طويلة، كثيرون راحوا يبحثون عن أساليب تسلية وترفيه، تملي عليهم وقتهم، وتخلصهم من الشعور بالملل والاكتئاب، البعض أخذ يبحث عن وسيلة تتناسب مع ميوله وموهبته، والبعض الآخر قرر أن يستكشف وسائل جديدة تضفي على معرفته، معرفة جديدة.

فهذه روان شلدن، فتاة غزيّة لجأت إلى تعلم فن الماندالا خلال فترة الحجر وتعرفت عليه من خلال تصفحها لمواقع التواصل الاجتماعي، "لفت انتباهي لأنه دقيق جدا ومليء بالتفاصيل، ويعتمد على تكرار الدوائر والأشكال للوصول بالنهاية إلى رسمة"، تقول روان.

ويعرف الماندالا أيضا باسم "فن البهجة" فالممارس لهذا الفن يشعر بارتياح وهدوء ما ان يباشر رسمته.

تشبه شلدن الماندالا بحبات المهدئ لأنه يساعدها على تخفيف التوتر والاكتئاب وتقول: "قرأت عنه وكنت بحاجة لوسيلة تخفف عني الضغط النفسي بسبب الحجر والملل فلجأت للماندالا الذي يعتبر بالأساس نوعا من الفنون المعالجة للتوتر والضغوط النفسية وهذا ما يميزه".

وتضيف: "أصبح الماندالا جزء من حياتي لا يمكنني الاستغناء عنه، تعلمته من خلال مقاطع فيديو عبر موقع يوتيوب وبعد رسمتين أتقنته فتعلمه سهل لكنه يحتاج إلى تركيز ونفس طويل، وبعدها أصبحت أرسم رسوماتي الخاصة، موضحة: عادة ما يعتمد الماندالا على الزخارف، ولكنني أحببت أن أتميز وأبتعد عن الزخرفات فرسمت رسومات عادية وفرغتها بالماندالا كي تلفت انتباه من يراها ويفهمها الصغير قبل الكبير".

تتابع: "هذا النوع من الفن بمتناول الجميع فلا يحتاج إلى موهبة خاصة وتعقيدات حتى أن أدواته بسيطة جدا، وهي أدوات الهندسة خصوصا المسطرة والفرجار ونوع خاص من الأقلام ودفتر (سكيتش) مؤكدة على الفنون الحرة تثير اهتمامها منذ الصغر وترغب بتعلم المزيد كي تضيف إلى قدراتها".

وتطمح روان للمشاركة في معارض محلية ودولية، متمنية أن يلقى هذا الفن تشجيعا واهتماما أكبر من المجتمع، وأن يتعلمه الجميع لما فيه من فوائد نفسية وابداع وخيال.

يذكر أن الماندالا هي دوائر مقدسة استخدمت لتسهيل عملية التأمل في الديانات الهندية والبوذية وتعني الكلمة في اللغة السنسكريتية "الدوائر" التي يشاع رؤيتها في الهالات وعجلات الصلاة والرموز الدينية الأخرى، كذلك العمارة.