الحدث الصحي
الصيام المتقطع من الأنظمة الغذائية الحديثة والمنتشرة بشكل واسع، وقد أثبت فعاليته في خسارة الوزن، بالإضافة إلى دوره في تعزيز الصحة وأسلوب الحياة.
وفي الواقع فإن العديد من الدراسات أشارت إلى تأثير الصيام المتقطع على جسم الإنسان، والدماغ، وجودة الحياة.
ومن خلال هذا المقال ستتعرف أكثر على رجيم الصيام المتقطع وأنواعه، بالإضافة إلى دوره في خسارة الوزن.
ما هو رجيم الصيام المتقطع
الصيام المتقطع Intermittent Fasting هو نمط غذائي يعتمد بشكل أساسي على وجود فترات معينة لتناول الطعام، وأخرى للامتناع عن تناوله.
ولا يتم تحديد أنواع الأطعمة التي عليك تناولها وإنما وقت تناولها، ويُعتبر هذا النمط شائعاً بين الحضارات والديانات وبأكثر من طريقة.
وفي الواقع فإن الإنسان بطبيعته قادراً على تحمل فترات من الوقت دون تناول الطعام، وهذا من شأنه جعل نظام الصيام المتقطع مناسباً للكثيرين، وله شعبية كبيرة في عالم الصحة واللياقة البدنية.
هناك عدة أنواع لنظام الصيام المتقطع، وأكثر من طريقة يمكن من خلالها اتباعه، وفيما يأتي نذكر 5 من تلك الأنواع:
تعتمد طريقة 16/8 على الصيام لمدة 14-16 ساعة في اليوم، مقابل 8-10 ساعات يمكن خلالها تناول الطعام. ويمكن توزيعه على وجبتين أو أكثر بما يتناسب مع أسلوب الحياة. كذلك يمكن استهلاك المشروبات الخالية من السعرات كالقهوة بدون سكر أو الماء خلال فترة الصيام.
ومن المهم اختيار أنواع الأطعمة الصحية والابتعاد عن الوجبات السريعة أو الأطعمة الغير صحية والتي تسبب زيادة استهلاك السعرات الحرارية.
تعتمد طريقة 5:2 على تناول الطعام كالمعتاد لمدة 5 أيام في الأسبوع، وتناول كمية لا تتجاوز 500-600 سعرة حرارية في اليومين الباقيين.
على سبيل المثال، تقوم باختيار يومي الإثنين والخميس وتتناول وجبتين صغيرتين، تحتوي كل منهما على 250-300 سعرة حرارية، وباقي الأيام تتناول الطعام بصورة طبيعية.
تعتمد هذه الطريقة في الصيام المتقطع على التوقف عن تناول الطعام لمدة 24 ساعة متواصلة مرة أو مرتين في الأسبوع. على سبيل المثال تناول وجبة العشاء الساعة 8 مساء يوم الأحد، وابدأ بالصيام حتى الساعة 8 مساء يوم الاثنين. ويمكن استهلاك المشروبات الخالية من السعرات الحرارية فترة الصيام.
وقد يجد الكثيرون صعوبةً في اتباع هذه الطريقة، فيمكن عدم اللجوء إليها مباشرةً، وإنما البدء بالطريقة الأسهل من رجيم الصيام المتقطع وهي طريقة 16/8.
ويمكن تطبيق هذا النظام من خلال تناول كميات صغيرة من الخضراوات والفواكه خلال النهار، وتناول وجبة واحدة كبيرة في الليل. ويجب اعتماد الأطعمة الصحية والكاملة والابتعاد عن الوجبات السريعة أو الأطعمة المُصنّعة.
يقوم هذا النظام على الصيام لأكثر من يوم في الأسبوع، أي الصوم ليوم وتناول الطعام في اليوم التالي كالمعتاد، ثم العودة للصيام مرة أخرى وهكذا. وفي بعض الأنواع منه يُسمح بتناول الطعام بكمية لا تتجاوز 500 سعرة حرارية خلال أيام الصيام أو الامتناع عن الطعام بشكل كامل. وفي الواقع يعتبر هذا الشكل صعباً وغير ممتع ولا يمكن أن يكون مستداماً للعديد من الأشخاص.
يتميز نظام الصيام المتقطع بوجود فترات متفاوتة من تناول الطعام والامتناع عن تناوله كما ذكرنا سابقاً. وهذا يجعله يتفوق على الأنظمة الغذائية المعتمدة على تقليل السعرات الحرارية لفترات طويلة.
إذ يتكيف الجسم مع كمية السعرات الحرارية القليلة ويبدأ في مقاومة فقدان الوزن. بينما في أنظمة الصيام المتعددة فإن تلك التغيرات الفسيولوجية لن تحدث في الجسم وسيستمر في خسارة الوزن.
وبالعودة إلى أشكال الصيام المختلفة المذكورة أعلاه، فجميعها له دور في جعل استهلاك السعرات الحرارية أقل بشكل يومي. وفي الواقع تساعد تلك الأ نظمة على خسارة الوزن بنسبة 3-8% على مدار 3-24 أسبوعاً، أو ما يعادل خسارة 0.25-0.75 كيلوغراماً في الأسبوع الواحد. كما تساعد على خسارة ما نسبته 4-7% من محيط الخصر.
لا تقتصر فوائد الصيام المتقطع على خسارة الوزن، بل له تأثيرات إيجابية على العديد من الحالات المرضية المرتبطة بالسُمنة كالسكري، وبعض أنواع السرطان، ومشكلة انقطاع النفس النومي.
كما يساعد على تقليل الإلتهاب، والأعراض المرتبطة ببعض الأمراض، كالزهايمر، والتهاب المفاصل، والربو، والسكتة الدماغية، والتصلب المتعدد.
ومع وجود أنواع متعددة للصيام المتقطع، فهذا يجعله نظاماً سلساً يمكنك اختيار النوع المناسب لأسلوب حياتك والبدء به. وسيساعدك اتباعه على خسارة الوزن والتمتع بالعديد من الفوائد الصحية.