انهضوا من سباتكم واعتبروا بما يجري حولكم....الهدف من الكتابة هو ابداء وجهة نظر وتسليط الضوء على بعض الأخطاء أو الخطايا وتقديم مقترحات للحل وهذا هو هدفي هنا نابعا من حسرتي وألمي ولشعوري بالحرقة والغيرة لما آل إليه وضعنا الداخلي والخارجي أيضا...بعيدا عن أية أجندات او تحزبات أو تجاذبات فأنا همي فلسطين وبوصلتي كانت ولا زالت تجاه القدس ومنذ أكثر من قرن من الزمان
أقول ليس من الحكمة المكابرة والتجاهل فيما تشتعل المنطقة والمكان والإقليم وكل المحيط..فالكل يسأل ويحلل ويستفسر لكن الغموض والضياع يسودان الموقف,فلا إجابة ولا تفسير ولا حلول حتى لو كانت مرحلية فيما الدمار والفساد والبلاء والوباء والإنقسام آخذين بالتمدد والإنتشار كالنار في الهشيم...بسم الله الرحمن الرحيم لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف..صدق الله العظيم فهذه السورة واضحة التفسير وهي موجهة للناس والحكام على السواء أنه كي تطلب من الناس السمع والطاعة فعليك أن تؤمن لهم طعامهم وأمنهم وهذا للأسف الشديد ما افتقده شعبنا مؤخرا...فالقيادات السابقة واللاحقة لم تؤمنهم من خوف وضياع وفلتان ولم تطعمهم من جوع الى حد ما..
فعلى مدار أكثر من ست وعشرون عاما مرت السلطة بمراحل مد وجذر وبحبوحة ودخل مادي هائل فأين كانت هي من المثل الشعبي القائل : خبي قرشك الأبيض ليومك الأسود أو المثل الألماني : القائد يجب أن يكون لديه دائما احتياط...فلو أن جهابذة المال والاقتصاد ادخروا عشرة ملايين دولار شهريا فقط لكان اليوم في خزينة وزارة المالية أكثر من ثلاثة مليارات دولار تستطيع بها الوفاء باحتياجات مواطنيها لأكثر من عام بدل أن نبقى رهينة المحتل والذي كلما "دق الكوز بالجرة "يمنع عنا أموالنا والضرائب والمقاصة الخ...ناهيك عن موضوع استعادة جزء ولو بسيط من الأموال المسروقة والمهدورة والتي قد تتجاوز هذا المبلغ بكثير!!!!
أما على صعيد الأمن والأمان فالفلتان والفوضى على أشدهما فالكل يسمع ويشاهد القتل اليومي للبشر والحجر والبقر و حتى الزهر كذلك اطلاق النار اليومي العشوائي أو العامودي متزامنا مع الانهيار المريع لمنظومتي الأمن والأخلاق!!!!
هل يطبق القانون على الكبير والصغير وعلى القوي والضعيف؟ هل حقا هذا ما يحدث هنا في فلسطين أرض الأقصى المبارك حولها؟ هل هذا هو شعب الفداء والتضحية والنضال شعب الجرحى والشهداء؟؟ هل نحن مدركون لأبعاد ذلك وتداعياته؟ ومن يتحمل مسؤولياته؟؟
إن متانة الجبهة الداخلية وسلامتها وقوتها أهم من الجبهة الخارجية فإذا كان بيتك الداخلي ممزق مهلهل فكيف تستطيع مواجهة أي عدو خارجي؟ وكل ما سبق ينسحب على العملية السياسية التي فشلت في كل شيء بدءا بتقسيمات A B C واتفاق باريس الاقتصادي وغيره والمخفي أعظم وليس انتهاء بتسليم عديد من مقاليد القيادة والنفوذ والحكم لكثيرين من مخلفات الاحتلال من عملاء ومتعاونين وروابط..
للاسف هذه هي الحقيقة لكننا دائما نكابر نزاود ونسير كالنعامة فيما الحقيقة واضحة كالشمس في كبد السماء..
هل تمت مساءلة أحد منذ عودة السلطة؟ او محاسبة او مراجعة لنهج ومنظومة؟ هل هذه المؤسسات والتشكيلات التي تقود الشعب هي ممثل حقيقي شرعي له وأفرزت بطريقة ديمقراطية صحيحة نزيهة؟؟؟هل الأطر القيادية في م ت ف والكثير من الفصائل أتت بطريق ديمقراطي سليم نزيه؟؟أعتقد أن الكل يعرف ويملك الجواب..
هل هناك من يبيعنا وهم ويسقينا سراب؟؟؟هل المؤسسة الأمنية الآن قادرة على فرض النظام وتطبيق القانون والحسم؟؟ كيف لجهاز عدد ضباطه أكثر من جنوده ان ينجح ويستمر؟ ومن نافلة القول الإشارة هنا لما يجري في المنظومة الأمنية لكيان الاحتلال (مع أني لا أحبذ هكذا مقارنة) فرئيس أركان جيشهم تمتد ولايته لثلاث سنوات فقط فقط وإذا ما تقرر التمديد له لأسباب ضرورية منطقية فتكون لعدة أشهر وبعد موافقة "برلمانهم" ...أما لدينا فإن إقالة أو تغيير لأي مسؤول أو قائد جهاز أصبحت تتطلب موافقات دولية وإقليمية وحتى أممية!!! ولم لا فمنصب الرئاسة نفسه له أربع دورات متتالية وغير واضح معالم الاستحقاق الرئاسي القادم...فأين هي الديمقراطية والعدالة النسبية وكيف لشعب أن يطيع ويبذل ويعطي ويضحي ويناضل؟
ألم تتساءل القيادة " الحكيمة" لماذا وصل ببعض الشبان على قلتهم أن يبدوا رغبتهم بالتطوع بجيش الاحتلال؟ ؟ بعودة الاحتلال.. بعودة الانتداب والمقارنة بأيامهم!!! لماذا؟
هل تعلم القيادة " الوطنية " "الحكيمة " أن كثيرا من الناس يشترون السلاح بأثمان باهظة لكن ليس لمقاومة الاحتلال هذه المرة إنما تحسبا لفوضى أو صراعات زرع بزرتها الإهمال واللامبالاة والصراعات الداخلية..ولا يظنن أحد أنه بمنأى عن أن تناله سهام وشظايا الفلتان...
هل تعلم القيادة ماذا يجري في باستيلات الاحتلال؟؟؟
ومع كل هذه الكوارث والتهديدات الوجودية ما يزال الانقسام مستمرا متفشيا مسيطرا متربعا رغم كل مؤتمرات ومسرحيات استعادة الوحدة أو إعادة اللحمة...
إن فشل المشروع لا سمح الله يعني العودة الى الخلف لأكثر من قرن من الزمن ...الى نقطة الصفر ...الى البدايات..
البلد آخذة بالتحول لمزارع وكانتونات ومربعات عصية ولوبيات فاصحوا وأصلحوا قبل فوات الأوان..
كتب ابن خلدون بمقدمته الشهيرة : " الطغاة يجلبون الغزاة " وأنا أضيف بعد إذن ابن خلدون أن الطغاة يجلبون ليس فقط الغزاة إنما يجلبون الدمار والهلاك والفقر والذل والهوان...
الاعتراف بالخطأ فضيلة والتراجع عنه أفضل لكن الاصرار عليه فهو جريمة بحق الوطن وامعانا في تدميره...
هذا غيض من فيض هدفه تسليط الضوء على بعض السلبيات قبل الطوفان..
ورغم كل هذا وذاك لا يجب أن نسمح لليأس والقنوط من التسلل الى نفوسنا إذ يبقى الأمل بالله وإيماننا بوعد الله الآت لا محالة بالنصر والتحرير والعودة أكبر و أعمق وأصدق ...فهذا ايمان عميق وعقيدة راسخة وثابتة فشعبنا كان وما يزال عصي على الكسر والهزيمة ..يرفض الذل والخنوع وقادر بعون الله على الخروج من تحت الرماد أصلب وأقوى...يرونه بعيدا ونراه قريبا وإنا وبإذن الله حتما لمنتصرون..
وأخيرا أقول : من كان منكم بلا خطيئة فليرجمني بحجر...والله والوطن من وراء القصد
أحمد محمد عزالدين القسام