الحدث- سوار عبد ربه
صدر حديثا عن وزارة الثقافة الفلسطينية رواية حين يعمى القلب للكاتبة والأكاديمية في جامعة بيرزيت وداد البرغوثي.
بدأت وداد كتابة روايتها عام 2013 ثم توقفت وعادت لاستكمالها عام 2019 خلال فترة الإقامة الجبرية في الرام، فوداد أسيرة محررة أبعدها الاحتلال عن منزلها في قرية كوبر إلى منزل عائلة لا تعرفها في الرام.
وتدور أحداث حين يعمى القلب حول موضوع التمويل المشروط الذي شغل البرغوثي حتى قبل أن تسمع بمصطلح التمويل المشروط.
تقول الكاتبة: التمويل بحد ذاته كان موضوعا مزعجا بالنسبة لي خاصة أنه برز بشكل مكثف في بداية الانتفاضة الأولى وكانت تراودني أسئلة لماذا هذا التمويل ولماذا ظهرت هذه المؤسسات بهذه القوة وهذه الكثافة في هذه الفترة بالذات تحت مسمى دعم الشعب الفلسطيني ومن أين يأتي هذا التمويل؟ وما السبب؟"
وتضيف البرغوثي: اعتقدت في البداية أن السبب أن هناك ثمنا يجب أن ندفعه مقابل هذا المال والثمن كان الانتفاضة وهذا الاعتقاد أكدته لي الظروف مشيرة إلى أنها عبرت عن ذلك آنذاك في قصيدة نشرتها في جريدة القدس".
عادة ما تستلهم الكاتبة مواضيع كتاباتها من تجاربها الشخصية، وكان لها واحدة مع التمويل المشروط، حول هذا تقول: "تجربتي الشخصية عززت هذه القناعة حيث كنت أعمل في صحيفة صوت النساء وكانت تمول من قبل مؤسسة ألمانية ونظرا لصعوبة الظرف قبلت بهذه الوظيفة، وبعد سنتين تضاعف راتبي وهنا طرحت تساؤلا لماذا هذه المضاعفة؟"
وتتابع: كوننا صحيفة نسائية ركزنا في تلك الفترة على وضع الأسيرات الفلسطينيات وأيضا على وضع أسيرة فلسطينية مسجونة في ألمانيا اسمها سهيلة أندراوس، حيث وصلتنا رسائل ونشرناها في الصحيفة وكانت تحمل مطلبا للأسيرة بنقلها إلى سجن في النرويج حيث تقيم عائلتها، وهنا فوجئت برد فعل بعض القائمين على المؤسسة حيث انتقدوا اعتبروا أن الصحيفة أصبحت مسيسة"
ودار جدل حينها في المؤسسة هل المرأة بعيدة عن السياسية وهل المرأة الأسيرة يمكن أن تنتهي قضيتها كمرأة ونتيجة لتراكمات مشابهة قدمت البرغوثي استقالتها حيث كانت تعمل كرئيسة تحرير للصحيفة آنذاك، بعد اقتناعها بأن التمويل الألماني للمؤسسة مشروط.
"ولكن وافقت على كتابة مقالات وتقارير من خارج الصحيفة" تقول الكتابة، كتبت مقالين عن الاجتياح وهنا تحرك الممول وهدد الصحيفة بوقفها اذا استمرت مقالاتي التي تهدد "عملية السلام"، كما طلب مني الزميل الذي استلم رئاسة التحرير بعدي أن أخفف اللهجة إلى أن تهدأ العاصفة وكانت اجابتي: "انشالله عمرها ما تهدا" موضحة أنها سعيدة بهذا الموقف ولم تكتب ثانية في هذه الجريدة لأنها تأكدت قطعا أن التمويل مشروط.
وتركز الكاتبة في كتاباتها دائما على الوطن وقضاياه، لأنها ترى أنه الملهم الذي يفجر القريحة، معتبرة أن الإنسان الموهوب القادر على الكتابة ولا يكتب يعتبر ميتا، "فقضيتنا جديرة بالكتابة كل يوم وكل لحظة"
وكانت سجون الاحتلال شاهدة على اعتقال عائلة وداد بأكملها، فوالدها أسير ومن قبله جدها كان أسيرا عند الانجليز، كذلك زوجها وأولادها، ولا يزال نجلها قسام يقبع في سجن عوفر منذ 26 آب 2019.
كما تعرضت هي للاعتقال أكثر من مرة، ناهيك عن عدد المرات الكثيرة التي طلبت فيها للتحقيق، وكان آخر اعتقال لها في الأول من أيلول 2019.
وستطلق وداد رواية جديدة بعنوان البيوت خلال الأيام القليلة القادمة تروي فيها تفاصيل اعتقالها وما بعدها، لما تعنيه هذه التجربة بالنسبة لها، كذلك عن موقف الناس والبيوت الحاضنة للأسر التي تهدم بيوتها أو تبعد عن منزلها بعد الافراج عنها".
وللبرغوثي أكثر من 20 عملا ومخطوطة في مجالات متعددة وهي: البحث ، الشعر ، الرواية، القصص القصيرة، الزجل الشعبي، المسرح ، الترجمة.