الثلاثاء  26 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خان يونس: القنابل الدخانية والحارقة سلاح إسرائيل المرعب بوجه مزارعي الشعير

2015-03-05 11:44:38 AM
خان يونس: القنابل الدخانية والحارقة سلاح إسرائيل المرعب بوجه مزارعي الشعير
صورة ارشيفية
 
الحدث- محمد مصطفى
مع ميل الأجواء للدفء التدريجي ربيع كل عام، تتبدل فرحة مزارعوا القمح والشعير، ممن تقع أراضيهم قرب خط التحديد شرق مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة، إلى مشاعر من الخوف والقلق، خشية أن يضيع تعبهم خلال الأشهر الستة الماضية هباءاً منثوراً.
 
فجفاف المحصول واقتراب حصاده، يفتح شهية جنود الاحتلال المنتشرين على طول خط التحديد، لإطلاق قنابل دخانية وحارقة، تستهدف بشكل متعمد المزارع والأراضي، بهدف التسبب بإشعال الحرائق فيها.
 
وأبدى مزارعون قلقهم من تكرار نفس السيناريو في كل عام، لما يشكله ذلك من تهديد كبير عليهم، وقد يعرضهم لخسائر فادحة، خاصة وأنه لا توجد لديهم حلول عملية لمنع حدوث هذا الأمر.
 
المزارع أحمد عياش، يمتلك أرضاً شرق مدينة خان يونس، أكد أنه زرع أرضه بمحصول الشعير بداية شهر تشرين الثاني من العام المنصرم، وتابعه واجتهد من أجل رعايته، وقد نما المحصول، الذي اعتمد في ريه على مياه الأمطار بشكل سريع، وحققت النباتات أطوال ممتازة لم تحققها منذ سنوات، وهذا مؤشر جيد على إنتاج وفير.
 
وبين لـ"الحدث" أنه ينتظر بفارغ الصبر لحظة الحصاد، لبيع المحصول سواء الحبوب، أو السيقان الجافة، كأعلاف للحيوانات، ويوفر لعائلته دخلا يعيلهم من خلاله، لكن هاجس الاحتلال واعتداءاته لا يفارق تفكيره، ويخشى أن يتحول محصوله إلى أكوام من الرماد الأسود، كما حدث مع كثير من المزارعين في الأعوام الماضية.
 
وتمنى عياش أن يمر الشهرين المقبلين على خير، وأن لا يحدث لمحصوله أو محاصيل المزارعين أي مكروه يحزنه، فمن الصعب تخيل أن جهد ستة أشهر يذهب في لحظة.
 
مخاوف مشروعة
 
أما المزارع إبراهيم سعود، أكد أن مناطق شرق خان يونس، تكون في ربيع كل عام على موعد مع حرائق إسرائيلية مفتعلة، تنتج عن قذائف دخانية وحارقة تطلقها الدبابات بصورة متعمدة تجاه المحاصيل الجافة.
 
وأوضح سعود لـ"الحدث" أن ما كان يحدث في الأعوام الماضية، يدل بشكل واضح على نية جنود الاحتلال تكبيد المزارعين خسائر كبيرة، موضحاً أن الاحتلال كان يترك المزارعين يحصدون محصولهم لأيام طويلة، وبعد وضع النباتات الجافة في أكوام "تجرين"، تمهيداً لدرسها، لفصل الحبوب عن السيقان، تطلق القذائف الحارقة تجاهها، وجفاف المحصول يسهل من عمليات احتراقه.
 
وبين سعود أن بعض المزارعين يفكرون بصورة جدية في جني محصولهم مكبراً، ونقله بواسطة عربات كارو لمناطق آمنة، تركه ليجف، قبل درسه، وهذا قد يجنبه عمليات إحراق مقصودة.
 
وكانت دبابة إسرائيلية أطلقت عدداً من القذائف الدخانية، خلال عملية توغل محدودة وقعت صباح أمس، واستهدفت مناطق زراعية شرق مدينة رفح.
 
يذكر أن آلاف الدونمات تزرع في خريف كل عام بمحصولي الشعير والقمح، الذي يعتمد المزارعون في ريه على مياه الأمطار، وقد حقق المحصول في السنوات الماضية إنتاج ضعيف وهزيل، بسبب قلة الأمطار، ونتيجة إحراق مساحات واسعة من الأراضي المزروعة به، لكنه من المتوقع هذا العام مع سقوط كميات وفيره من الأمطار، أن يحقق المحصول مكاسب نافعة.