الحدث - غزة
قال مسؤولان أمنيان في حكومة غزة السابقة، إن التحصينات الأمنية التي تُنفذها قوات الأمن في قطاع غزة، على الحدود مع مصر، "اعتيادية"، وتهدف لتأمين الشريط الحدودي، ولا علاقة لها بالتوتر الحاصل بين الحركة والقيادة المصرية.
وقال رئيس جهاز الأمن الوطني في غزة اللواء حسين أبو عاذرة، خلال جولة نفذها على الحدود برفقة عدد من الضباط، والصحفيين، إن نقل بعض المواقع العسكرية، أمر روتيني، ويهدف لتحصين الحدود، ولا علاقة له بما يشاع عبر وسائل الإعلام من نية الجيش المصري توجيه ضربة للقطاع.
وأضاف خلال حديثه مع الصحفيين:" نقل المواقع الأمنية، لأماكن أخرى مرتفعة تبعد نحو 20 مترًا عن المواقع القديمة، هو أمر اعتيادي، لتأمين الحدود، والدليل أنها مواقع من الصفيح لا تقي من إطلاق النار".
واستبعد أبو عاذرة إقدام الجيش المصري على تنفيذ أي عمل عسكري ضد غزة.
وقال: "نوجه رسالة لمصر، شعبا وجيشا وقيادة، ونقول لهم: نحن جزء من المنظومة الأمنية على الحدود، والجيش المصري جزء منها، ولم ولن تسمح مصر للتاريخ بأن يُسجل أنها ضربت غزة".
وأضاف: "هم أشقائنا وأهلنا على مر العقود والقرون الماضية وسيبقون كذلك، والجيش المصري لن ننظر له سوى نظرة عسكرية أخوية صديقة (..) هنا في غزة نزفت دماء المصريين، وشاركونا في الحروب والمعارك وهمومنا".
بدوره، قال اللواء جمال الجرّاح، نائب رئيس جهاز "الأمن الوطني الفلسطيني"، إن نقل المواقع الأمنية أمر دوري وطبيعي، لكنه أخذ بُعدا غير سليم في وسائل الإعلام، حرفه عن مساره الصحيح".
وأضاف الجراح في تصريح خاص لوكالة الأناضول للأنباء:" نقوم بخطوات ونشاطات دورية في هذه المنطقة، إن كان على صعيد الأفراد، أو المركبات العسكرية، والمواقع، أو التسليح".
وتابع:" حدثت خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة عدة غارات جوية إسرائيلية استهدفت مواقع للأمن الوطني الملاصقة للشريط مع مصر، وأحدثت حفرا عميقة، وكذلك أحدثت السيول التي صاحبت المنخفضات الجوية الأخيرة، تغيرات في المنطقة وأزالت بعض المواقع، فكان واجب علينا ترميم المواقع، ووضعها بمناطق آمنة وأفضل مما هي عليه".
واستطرد الجراح:"هناك مواقع تقع في أرض منخفضة، فأردنا نقلها لمواقع مرتفعة، لنحافظ على هذه المنطقة، لأنها منطقتنا، وتتعلق بأمننا الشخصي، وأمن الشقيقة مصر، وليس له علاقة بما يُشاع هنا وهناك من إشاعات حول ضرب الجيش المصري لغزة وما شابه".
وقال المسؤول الأمني:" لدى قواتنا سياسة معروفة، وهي أن هؤلاء الجنود المصريين أشقاء وأخوة يجب أن نحافظ عليهم ونحميهم ونحافظ على أنفسنا كذلك، وهذا ما حدث على أرض الواقع عندما شاهد الأخوة عبوة ناسفة، فأبلغوا الجهات المصرية المُختصة عنها".
واستدرك "هذا الأمر ليس لأول مرة، فالتواصل ميدانيًا يحدث، لأن السياسات مفتوحة بهذا الإطار، متى يتطلب الأمر، فأحيانًا كان الجنود على الجانبين، يمدون بعضهم البعض بالطعام والشراب من وقت لآخر، لكن نظرًا للسياسة الأخيرة انقطع الاتصال".
وكانت وكالة الأناضول للأنباء، قد نشرت أمس الأربعاء تقريرا كشفت خلاله أن قوات الأمن الوطني الفلسطينية، التابعة لحركة (حماس)، تعزز، منذ أيام، تحصيناتها على الحدود مع مصر، جنوبي قطاع غزة، في وقت يشتد فيه التوتر بين الحركة والسلطات المصرية.
وأفاد مراسل الأناضول بأن قوات الأمن المتمركزة على الحدود الفلسطينية - المصرية شيدت سواتر ترابية مرتفعة في محيط مواقعها الأمنية، ونقلت بعض المواقع العسكرية، المجاورة للشريط الحدودي مع مصر، إلى مناطق أكثر ارتفاعًا.
وفي الشهر الماضي اتهمت وزارة الداخلية في غزة قواتا من الجيش المصري بإطلاق النار تجاه موقعين تابعين لها على الحدود مع مصر.
وآنذاك نفى مصدر عسكري مصري، في تصريح للأناضول، صحة هذا الاتهام، قائلا إن "الجيش المصري لم يفعلها قبل ذلك، ولم يفعلها اليوم، ولو فعلنا سنعلن صراحة، ونوضح الملابسات التي دعتنا للقيام بذلك، ولكن هذا لم يحدث".
وقضت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة، يوم السبت الماضي، باعتبار حركة حماس "منظمة إرهابية"، وهو حكم أولي نددت به فصائل فلسطينية، واعتبرته حماس "مُسيساً"، بينما تقول السلطات المصرية إن القضاء لديها "مستقل".
وقضت المحكمة ذاتها يوم 31 يناير/ كانون الثاني الماضي، باعتبار "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحماس، "منظمة إرهابية".
وتوترت علاقة حركة "حماس"، المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين، مع مصر إثر عزل الرئيس المصري الأسبق، محمد مرسي، التابع لجماعة الإخوان، في الثالث من يوليو/ تموز 2013، حيث اتهمت وسائل إعلام مصرية مقربة من السلطات الحركة بالضلوع في هجمات وتفجيرات تستهدف قوات الأمن والجيش في شبه جزيرة سيناء (شمال شرقي مصر)، وهو ما تنفيه الحركة بشكل متواصل، مرددة أنها لا توجه سلاحها إلا إلى "الاحتلال الإسرائيلي".
وشددت السلطات المصرية من إجراءاتها الأمنية على حدودها مع غزة، وطالت تلك الإجراءات حركة أنفاق تهريب أسفل الحدود المشتركة، مع إغلاق معبر رفح البري مع القطاع، وفتحه استثنائيا على فترات متباعدة للحالات الإنسانية.
وتحاصر إسرائيل غزة منذ أن فازت حركة "حماس" بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في يناير/ كانون الثاني 2006، وشددت هذا الحصار إثر سيطرة الحركة على غزة في يونيو/ حزيران من العام التالي.
ومنذ العام الماضي، تعمل السلطات المصرية على إنشاء منطقة عازلة في الشريط الحدودي مع قطاع غزة، وتحديدا في مدينة رفح، تبلغ مساحتها كيلو متر من أجل "مكافحة الإرهاب" كما تقول السلطات المصرية.