الحدث-رفح- محمد مصطفى
يخيم الصمت والهدوء على معبر رفح البري الواقع جنوب شرق مدينة رفح لليوم الثالث والأربعين على التوالي، عدا حركة خجولة لموظفين ورجال أمن يقومون على حراسته.
فبوابة المعبر المصري لازالت موصدة في وجه أكثر من 40 ألف عالق فلسطيني في قطاع غزة، معظمهم فقدوا الأمل في مغادرة القطاع على الأقل خلال الفترة القريبة المنظورة.
معاناة متواصلة
المواطن أحمد أبو عمر، عالق في قطاع غزة منذ ثلاثة أشهر، أكد أنه بدأ بفقد الأمل في خروجه من غزة قريباً، مع غياب أي أفق أو أمل في فتح المعبر خلال الأيام المقبلة.
وأكد أبو عمر، أنه كغيرة من المغتربين، وصل القطاع في زيارة ظن أنها ستكون قصيرة، لرؤية أقربائه وقضاء بعض المصالح التي وصفها بالهامة، على أمل أن يعود إلى محل عمله وإقامته في إحدى الدول العربية، لكن الأمر طال أكثر بكثير مما هو متوقع.
وبين أبو عمر أن مستقبله بات مهدد بشكل حقيقي، نظراً لقرب انتهاء إقامته في إحدى الدول العربية، إضافة إلى قرب انتهاء الأجازة التي منحت له من عمله.
وناشد السلطات المصرية، والرئيس محمود عباس وكل الجهات المعنية، بالتدخل السريع والعاجل، من أجل فتح المعبر مجدداً خلال وقت قصير، وتمكين العالقين والمرضى من السفر.
مرضى في خطر
وبدا حال المرضى أكثر سوءاً، خاصة أولئك ممن حصلوا على تحويلات مرضية عاجلة للعلاج من أمراض خطيرة ومستعصية، مثل السرطان والفشل الكلوي وغيرها.
وأمام بوابة المعبر كان يقف المواطن حسام سالم، يسأل أحد رجال الشرطة إن كان ثمة معلومات متوفرة لديه حول مواعيد جديدة لفتح المعبر، غير أن الشرطي أبلغه بأن الأمور لازالت على حالها، ولم تبلغ السلطات المصرية بفتحه مجدداً.
وقال سالم إن أحد أقربائه من الدرجة الأولى، حصل على تحويلة للعلاج في الخارج، وهو ينتظر منذ أسابيع فتح المعبر ليتمكن من العلاج في المشافي المصرية، وكل يوم تأخير يزيد حالته الصحية سوءاً، وقد بدأ المريض الذي كان متفائلا في البداية، بفقد الأمل، وسيطرت عليه حالة من اليأس.
وأوضح سالم، أن جميع الأقرباء يناشدون كل المعنيين بسرعة فتح معبر رفح، لإنهاء معاناة العالقين والمرضى، وتخفيف معاناة سكان القطاع.
وكان ماهر أبو صبحة، مدير عام هيئة المعابر والحدود في قطاع غزة، أكد أنه وبعد الأحداث الأخيرة في شبه جزيرة سيناء، والتحريض غير المسبوق من قبل الإعلام المصري ضد غزة، وما تبع ذلك من توتر العلاقة ما بين مصر والقطاع، باتت الاتصالات المصرية مع إدارة معبر رفح شبه متوقفة.