الحدث- أ. ف.ب
بعد 6 أشهر على الحرب الإسرائيلية ضد غزة، يسابق مقاتلو حركة «الجهاد الإسلامي» الزمن لإعادة بناء قدراتهم العسكرية، مستخدمين شبكة إنفاق قتالية استعداداً لمواجهة يقول أحد قادتهم إنها باتت قريبة.
وقال «أبو البراء»، وهو قيادي كبير في «سرايا القدس»، الجناح العسكري لـ «الجهاد» في حديث الى وكالة «فرانس برس»: «نحن على أعلى درجة من الجهوزية لأي مواجهة لأننا تعودنا أن المحتل يغدر ولا يحترم أي هدنة ولا أي اتفاقات».
وأجريت المقابلة مع أبو البراء في نفق تحت الأرض، اذ تمكن طاقم من الوكالة من دخوله بعدما عصبت أعين أعضائه وتم اصطحابهم في سيارة مغلقة سارت مسافة أقل من نصف ساعة.
وأكد «أبو البراء» أن «الضربة التي لا تميتنا تزيدنا قوة، نحاول أن نعيد توازننا من جديد، والحرب مستمرة»، مشيراً الى أن «الأنفاق من اهم ركائز العمل العسكري، خصوصاً في الحروب. نمتلك أنفاقاً أمامية تستخدم لضرب المحتل بقذائف الهاون و(أخرى) للوصول الى مرابض الصواريخ وتصب في مصلحة تعزيز المقاومة».
وفي موقع «حطين» في خان يونس، قدم نحو مئتي مقاتل انضموا «حديثاً» لـ «سرايا القدس»، وفقاً للقيادي «أبو سيف»، عروضاً عسكرية متنوعة كالقفز على حواجز نيران، وهم يرددون هتافات: «الموت لإسرائيل، الموت لأميركا». وأضاف أن إعمار هؤلاء الشبان تتراوح بين 19 و22 عاماً، وكانوا ملثمين ويرتدون بزات عسكرية.
ويقول أحد مدربيهم، «أبو احمد»، إنهم يتلقون علوماً عسكرية «متطورة جداً»، فـ «كل دورة تدريب تستمر ما بين 36 يوماً الى 6 اشهر قبل فرز المجاهدين في وحدات متخصصة، مثل وحدات المدفعية والصواريخ والرماية واقتحام المدن».
وشرح «أبو سيف»، وهو المشرف على التدريب، أن هذه المناورة «تهدف إلى إظهار قدرات عناصر نخبة الاقتحامات في تنفيذ اختراق ومهاجمة مواقع عسكرية حصينة للعدو». وشدد على أن جناحه العسكري «يعد المجاهدين لما يتحتم علينا مواجهته في الأيام المقبلة».
ويؤكد «أبو البراء» أن حركته «تمتلك الكثير من الخيارات، ولا تعتمد على الأنفاق وحدها»، مضيفا: «نستثمر في الإنسان بفكره وعقيدته القتالية، وهو سيحرر هذه الأرض».
وعادة لا تفصح حركتا «حماس» و «الجهاد» عن عدد مقاتليهما أو حجم القدرات العسكرية لديهما ونوعها. لكن بعض التقديرات المحلية يشير الى أن «سرايا القدس» تضم ما بين عشرة الى خمسة عشر ألف مقاتل، وضعفهم ينتمي الى «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لـ «حماس».
من جهته، قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر للوكالة: «نحتاج لأن نكون مستعدين، لأن حماس والجهاد أعلنتا أنهما أعادتا بناء الأنفاق، واختبرتا صواريخ وأشياء أخرى»، مضيفاً: «قمنا باتخاذ الخطوات اللازمة لنكون مستعدين». وتابع: «لا يستطيع تأكيد أن حماس ومجموعات مسلحة أخرى كانت تستخدم مواد البناء التي تدخل من إسرائيل الى غزة»، والمخصصة للإعمار. لكنه أضاف أن من «الأنسب أن نفترض أن هذا ما ستفعله».
وتستفيد «سرايا القدس» والمنظمات المسلحة الأخرى في إعادة بناء منظومتها العسكرية من الهدنة الهشة التي تسود حدود جبهة قطاع غزة. لكن وفقاً لمراقبين، فإنها تعاني من عدم إمكان تهريب أسلحة ثقيلة وصواريخ من الخارج بسبب إغلاق مصر مئات الأنفاق التي كانت تنتشر على طول حدودها مع غزة.
في هذا الصدد، يؤكد «أبو البراء» أن منظمته «تعتمد على إمكاناتها الذاتية في تصنيع أسلحتها والصواريخ وتطويرها».
وتبدو معظم مساحات جدران النفق مكسوة بألواح خرسانية مركبة، أما سقفه الأسمنتي فمقوس. وهو بعمق أكثر من عشرة أمتار، بحسب مسؤول في «سرايا القدس».
وبعدما أكد وجود تنسيق «وثيق وقوي مع الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة، خصوصا كتائب القسام»، قال «أبو البراء» إن «الاحتلال سيجد منا ما لم يره من قبل، جرائم المحتل لن تسقط بالتقادم، وسندع الميدان يتكلم عن إمكانات سرايا القدس».