الثلاثاء  26 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

مواقع التواصل الاجتماعي عالم افتراضي يفر إليه شباب غزة

2015-03-07 11:05:09 AM
مواقع التواصل الاجتماعي عالم افتراضي يفر إليه شباب غزة
صورة ارشيفية
 
الحدث: غزة- محمد مصطفى
 
وجد آلاف الشبان المقهورين والمهمشين، في مواقع التواصل الاجتماعي ساحات افتراضية، فروا إليها من واقعهم المرير، وحولوها إلى واقع افتراضي، عبروا من خلالها عن آمالهم وطموحاتهم، ورسموا على صفحاتها مجتمعا فاضلا، تمنوا العيش فيه.
 
فتلك المواقع التي لم يعد أحداً من الشبان أو الفتيات إلا ويمتلك حساباً عليها، باتت تغص بمنشورات وصور، تتناول كل ما يتعلق بتفاصيل الحياة، والهموم اليومية، وينتقد زوارها السياسيين، ويهاجمون كل من تسبب في زيادة معاناتهم، وقد تحولت إلى ما يشبه الإدمان لدى البعض.
 
هروب من الواقع
 
الشاب شاي أبو دقة، من سكان مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة، فقد منزل عائلته خلال العدوان الأخير، ودمرت شقته التي كان انتهى من تجهيزها، وكان ينوي الزواج فيها، أكد أنه يعيش حالة يأس وإحباط غير مسبوقة، مع تأخر بدء الإعمار، وما صاحب ذلك من إشكاليات، موضحاً أن مواقع التواصل الاجتماعي باتت تمثل متنفس الشباب الوحيد، لتناسي همومهم، وعيش واقع افتراضي مغاير للوضع القائم.
 
وأشار أبو دقة إلى أنه وبعد ما أصابه من فجائع، بات يجلس ساعات طويلة على جهاز الحاسوب المتصل بشبكة الانترنت، ويتابع مواقع التوصل الاجتماعي، تارة يضع كتابات تعبر عما يجول بخاطره، وتارة أخرى ينشر صوراً شخصية وهو في شقته ويتحسر عليها، وأحيانا ينتقد صمت الجميع حيال معاناة المهجرين.
 
وأكد أبو دقة أنه يعلم في قرارة نفسه بأن تلك المواقع ما هي إلا عالم افتراضي، وما ينشره عليها لا أحد ينتبه له، وحتى الصداقات التي يبنيها من خلالها في معظمها وهمية، لكنه يجدها متنفسا ومضيعة للوقت، تنسيه بعضاً من همومه.
 
 
منعت الكبت والانتحار
 
أما طالبة الإعلام هبة المسحال، فأكدت أن الفيس بوك وتويتر باتت ساحات يفر إليها الشباب من واقعهم المرير، فالفقر والبطالة ومحدودة حرية التعبير، تحتم على الشباب البحث عن آفاق رحبة، حتى وإن لم تكن واقعية.
 
وأوضحت المسحال أن استخدام تلك المواقع أضحى على نطاق واسع، وبشكل غير مسبوق، فلدى البعض يضع صورا ومنشوات بكل خطوة يقوم بها، ومن أجلها ابتكروا حلولًا ليتمكنوا من استمرار تواجدهم عليها، خلال فترات انقطاع الكهرباء.
 
وأشارت المسحال إلى أن تلك المواقع، وبفضل ما توفره من حرية للتنفيس و"فش الغل"، استطاعت أن تحد من حالات كبت والاكتئاب، وحتى الانتحار لدى بعض الشباب اليائسين، لذلك ربما تكون الحكومات راضية عنها.
وعددت المسحال الكثير من مساوئ مواقع التواصل الاجتماعي، موضحة أن أكثر ما يزعجها الاستخدام الخاطئ لتلك المواقع، ووجود أشخاص متطفلين وسيئين، والبعض يحاول استخدامه لأغراض خبيثة ومصالح شخصية، كما أنه من الممكن أن يتحول إلى إدمان، يعطل الشخص عن القيام بمهامه وواجباته، وبالتالي من الممكن أن يحتجز طاقة الشباب التي يحتاجها المجتمع.
 
سخافات
 
أما الشاب محمود جمعة، فأعرب عن ثقته بأنه لو أجريت دراسة حول المواقع الأكثر استخداماً لدى الشباب على شبكة المعلومات الالكترونية، فإن موقعي فيس بوك وتويتر سيحتلان الصدارة، وبنسبة ربما تفوق 80%، من إجمالي استخدام الانترنت.
 
وأكد أن استخدام هذه المواقع تعدى حدود المعقول، ووصل لدرجة الإدمان، وبات الشباب يقضون عليها معظم أوقاتهم، فحتى وإن كانت هناك بطالة وقلة فرص عمل، فمن المفترض أن يفكر الشباب في أشياء أكثر فائدة، عوضاً عن التمسمر أمام شاشات الحاسوب.
 
ولفت إلى أن أكثر ما يغيظه، أنه يجد ما وصفه بـ"السخافات" عل تلك الموقع، فبدلاً من تبادل المعلومات القيمة والمفيدة، وتبادل الآراء، تجد فلاناً يضع صور طعام تناوله، وأخرى صورت مائدة عائلتها قبل الوجبات، وتلك تضع صورها الشخصية.
 
وشدد أن مواقع التواصل لم تخلق لهكذا أمور، ولكن إساءة استخدامها حولها إلى شيء تافه في الغالب، داعيا لتقنين استخدامها، واقتصاره على ما يجلب المنفعة.