الجمعة  22 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

صندوق رام الله في الانتخابات الأمريكية/ بقلم: نبيل عمرو

2020-11-02 10:57:17 AM
صندوق رام الله في الانتخابات الأمريكية/ بقلم: نبيل عمرو
نبيل عمرو

 

لو وضعت صحيفة الحدث مثلا صندوق اقتراع في ميدان المنارة، متزامنا مع صناديق الاقتراع في الولايات المتحدة، لحصل المرشح جو بايدن على أصوات كثيرة ولحصل دونالد ترامب على أصوات أقل، ولوجدت كمية لا بأس بها من الأوراق البيضاء التي تعني لا هذا ولا ذاك.

ولو أجرى مركز أبحاث مهني دراسة للنتائج ودوافعها لخرج بما يلي:

الذين صوتوا لبايدن هم أهل السلطة الذين يرون فيه الأفضل إذا كان المقياس المعتمد هو من سيواصل التعامل مع السلطة إلى جانب أمور أخرى.

جو بايدن أو رجال حملته وحزبه بعثوا إشارات ترجح عودة العلاقات الأمريكية الفلسطينية إلى ما هو قريب من سابق عهدها.. مثلا دعم مالي للسلطة ولوكالة الغوث وبعض التزام دبلوماسي بحل الدولتين، وبعض اعتراض على ضم الأراضي التي ما تزال على الأجندة الإسرائيلية، وهذا بالمقاييس الفلسطينية "أحسن من بلاش".

وكلمة "بعض" هي الأكثر دقة في التشخيص لأنها تقتصر على المواقف المعلنة، دون أن تسحب نفسها كتطبيق على الأرض في سياق تسوية نهائية.

أما الأوراق التي صوت أصحابها لترامب فهي تلك التي تخص الذين بدأوا ولو على بعض استحياء في إظهار براغماتية تصل حد الدعوة للتعامل مع صفقة القرن وأيضا ضمن مبدأ "أحسن من بلاش" ويضاف إلى هؤلاء الذين ما يزالون أقلية أشد السياسيين جذرية في العداء لأمريكا، ممن يرون أن وجود رئيس سيء في البيت الأبيض سوف يعجل في انهيار أمريكا، مثلما عجل غورباتشوف في انهيار الاتحاد السوفياتي.

أما اصحاب الأوراق البيضاء فهم من يعتنقون مبدأ "شهاب الدين أسوأ من أخيه" دون حاجة لاعتذار من صديقي زياد أبو زياد الذي سبقني في استخدام هذا القول، وهؤلاء كثيرون في المجتمع الفلسطيني خصوصا من أبناء الجيل القديم الذي عاصر عددا كبيرا من الرؤساء الأمريكيين وتوصل إلى نتيجة حاسمة مفادها الجيد نسبيا منهم لا يستطيع والسيء منهم لا يريد وفي النتيجة لا هذا ولا ذاك يستحق الرهان عليه، إذا فالورقة البيضاء هي الحل.

ولو رغب قارىء في إحراجي بسؤالي أي ورقة تضع؟ لقلت لبايدن وذلك لسبب غير سياسي ولا يحمل أي قدر من الرهان، بل لأنني في حال فوزه سأستمتع برؤية ترامب راسبا ورؤية الرئيس أبو مازن مبتسما بعد انتظار عمره أربع سنوات وتكشيرة بذات العمر.