الحدث ـ محمد بدر
بدأ المحللون والمراقبون الإسرائيليون يتوقعون شكل العلاقة بين رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو والمرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية جو بايدن، وكأن تقدم بايدن الملحوظ حتى اللحظة (264 بايدن ــ 214 ترامب) قد فرض عليهم البدء برسم سيناريوهات العلاقة.
وإذا فاز بايدن، فهذا يعني أنه جاء بعد فترة هي الأكثر دفئا في تاريخ العلاقات الإسرائيلية الأمريكية. قدّم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال السنوات الماضية خدمات جليلة للإسرائيليين من الإعلان عن القدس كعاصمة لإسرائيل إلى الاعتراف بسيادة "إسرائيل" على الجولان والتضييق على النظام الإيراني واغتيال أحد أهم رموزه العسكريين قاسم سليماني، وأخيرا، اتفاقيات التطبيع مع ثلاث دول عربية.
ويشير عدد من التقارير الإسرائيلية إلى أن نتنياهو ومن حوله يأملون سرًا في حدوث معجزة تُبقي ترامب أربع سنوات أخرى في البيت الأبيض، لكن التصريحات العلنية في هذا السياق ممنوعة، وفق ما كشف موقع واللا العبري، موضحا أن نتنياهو طلب من جميع وزراء حزب الليكود بعدم التحدث علنًا عن الانتخابات الأمريكية حتى تتضح النتائج النهائية.
وبحسب صحيفة "إسرائيل اليوم" المقربة من نتنياهو واليهود الأمريكيين المؤيدين لترامب، فإن دخول جو بايدن البيت الأبيض، سيقلب العلاقات الأمريكية مع "إسرائيل" في لحظة، على الرغم من أن الرئيس القادم سيُطلب منه أولاً معالجة القضايا الداخلية، وأبرزها كورونا، لكن عاجلاً أم آجلاً، سيأتي الشرق الأوسط إلى طاولة المفاوضات.
وأوضحت الصحيفة المقربة من نتنياهو أنه على الرغم من أن بايدن يمتلك روحا دافئة وإيجابية بالنسبة لإسرائيل، فإن السؤال هو، أولاً وقبل كل شي، هل بنيته التوصل إلى اتفاق نووي جديد مع إيران بتعديلات أو بدون تعديلات على الاتفاق الأصلي؟ حيث إنه وبكل الأحوال ستكون "إسرائيل" طرفا معارضا لأي اتفاق مع إيران.
وقالت الصحيفة إن الخلافات التالية والحتمية سوف تدور حول القضية الفلسطينية، لإرضاء النواة المعادية لإسرائيل في حزبه، وقد يلغي بايدن العديد من الخطوات التي اتخذها ترامب، ومن أهمها: فتح مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، وإعادة ميزانيات الأونروا، وقد يتم فتح قنصلية في القدس الشرقية.
ومن المحتمل أن يطالب بايدن بوقف الاستيطان في الضفة الغربية والقدس، مع العلم أنه هو الذي كان يقف وراء الأزمة الكبيرة وغير المسبوقة بين الإدارة الأمريكية برئاسة باراك أوباما و"إسرائيل" بعد نشر مشروع لبناء 1600 وحدة استيطانية في "رمات شلومو" عام 2010.
وأوضحت "إسرائيل اليوم" أن ترامب رفع التكلفة بين الولايات المتحدة وإسرائيل إلى مستوى عالٍ لدرجة أن أي رئيس يأتي من بعده سيضطر إلى العمل بجد لكسر أرقامه القياسية، لكن إذا سيطر الديمقراطيون على البيت الأبيض والكونغرس، فإن "إسرائيل" ستعود إلى المشي على البيض مع الولايات المتحدة.
وكشف موقع واللا العبري أنه على الرغم من أن نتنياهو لم يرغب في اتخاذ موقف علني من المواجهة بين ترامب وبايدن حتى لا يخلق انطباعًا بالتدخل في الانتخابات الأمريكية، إلا أنه أعرب في محادثات مغلقة عن أمله في فوز الرئيس الحالي. وقالت مصادر مقربة من نتنياهو إنه كان قلقا في الأيام الأخيرة من "موجة زرقاء" تمنح بايدن انتصارا كبيرا على ترامب.
وبيّن الموقع أنه مع وصول النتائج الأولى التي تظهر فوز ترامب في فلوريدا وأوهايو، أعرب نتنياهو عن رضاه بل وأبدى تفاؤلا حذرا بأن الرئيس ترامب قد ينجح في الفوز، بحسب مصادر مقربة منه.
حَذرُ نتنياهو كان سابقا لأوانه حتى، فرغم ما قدم له ترامب من مساعدات وقرارات إلا أنه رفض خلال المكالمة الهاتفية التي أعلنوا خلالها عن اتفاق التطبيع مع السودان، إبداء موقف مؤيد لترامب، بعد أن سأله الأخير عما إذا كان يعتقد أن مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن "النائم" سينجح في تحقيق مثل هذا الإنجاز (اتفاق التطبيع).
نتنياهو تجنب جيدا حقل الألغام السياسي وأجاب بطريقة دبلوماسية بأنه سيكون سعيدا للعمل مع أي شخص في أمريكا يريد دفع عجلة السلام قدما. بعد ساعات قليلة، جرت محادثة غير رسمية بين أحد مستشاري ترامب وأحد مستشاري نتنياهو. وقال مصدر مقرب من نتنياهو إن مستشار ترامب أبلغ نظيره الإسرائيلي أن الرئيس الأمريكي يشعر بخيبة أمل من رد فعل نتنياهو، حيث كان يتوقع أن يحظى بدعم أكبر منه.
ورغم أن نتنياهو استعد للعمل مع المرشح بايدن، وفق ما كشفت صحيفة معاريف، إلا أن الأمنيات الإسرائيلية السرية بفوز ترامب يمكن قرائتها بين الكلمات في العناوين الرئيسية على وسائل الإعلام الإسرائيلية وفي التسريبات التي تكشف عن ذلك.