الحدث الفلسطيني
بدخول إيمان جودة وأثينا سلمان للكونغرس الأميركي، تصبح هناك ثلاث نساء من أصل فلسطيني بعد رشيدة طليب، التي تمكنت من الفوز بمقعد عن ولاية ميشيغان، للمرة الثانية على التوالي. هذا بالإضافة إلى الفلسطيني الأصل فادي قدورة الذي فاز بمقعد في مجلس الشيوخ.
إيمان جودة
نجحت المرشحة الديمقراطية من أصول فلسطينية إيمان جودة في الفوز بمقعد عن ولاية كولورادو. وهي ابنة المهاجر محمد قدورة المولود في قرية قولونيا القريبة من القدس، وكان قد وصل إلى مدينة دنفر مع زوجته المولدة في قرية لفتا المتاخمة لقرية زوجها. وقد تم تدمير القريتين عام 1948
عمل الزوجان في التدريس. بعدها قرر الزوج أن يفتح مشروعه الخاص وبدأ في التجارة حتى أصبح أحد رجال الأعمال المعروفين
وُلدت إيمان وأختها وأخوها في دنفر. ووجدوا في أميركا فرصة للحصول على تعليم جيد حتى مرحلة الدراسات العليا. وحصلت النائبة الجديدة على شهادتها الجامعية الأولى ثم على "الماستر" في العلوم السياسية لتصبح بعد تخرجها منسقة لأنشطة جمعية تحالف الأديان بولاية كولورادو. لكنها تركت الجمعية وأسست منظمة غير ربحية سمتها "تعرف على الشرق الأوسط".
انتقلت إيمان جودة بعد ذلك لتحاضر في جامعة كولورادو التي تخرجت منها، وكان موضوعها تحديداً عن الإسلام والمناخ الجيو- سياسي في الشرق الأوسط
تزور جودة فلسطين بشكل منتظم حيث يملك والدها منزلاً في رام الله. وهي قد تعرفت على السيناتور بيرني ساندرز الذي رأى فيها سياسية مستقبلية فدعمها وحثها على الدخول في معترك السياسة، وقدم لها المساعدة في حملتها الانتخابية، عن الحزب الديمقراطي.
وعلى الرغم من أن الإعلام الأميركي يصفها بأنها أول مسلمة تفوز بالمقعد النيابي عن الولاية الأميركية وذلك عقب فوزها على منافسها الجمهوري، بوب أندروز، إلا أنها ترفض هذا التوصيف وتقول عن نفسها بأنها تقدمية مدافعة عن القيم الاجتماعية، بالإضافة إلى إعلانها بأنها تنتمي إلى المهاجرين فإنها تؤكد أنها فخورة بكونها مسلمة وفلسطينية وأميركية، وقد أتيحت لها الفرصة لتمثيل مجتمعها ومواطنيها في الهيئة التشريعية لولاية كولورادو
رشيدة طليب
أما رشيدة طليب، ذات الأصل الفلسطيني أيضاً، فهي قد خاضت معركة صعبة داخل حزبها الديمقراطي للفوز في الانتخابات النيابية التمهيدية لترشيحها عن المنطقة الـ 13 في ولاية ميشيغان ضد بريندا جونز، رئيسة بلدية مدينة ديترويت والداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولة فلسطينية.
وكانت العديد من الجماعات اليهودية الأميركية قد تعهدت بدعم أي أحد يخوض الانتخابات ضد طليب "بعد أن دعت إلى مقاطعة إسرائيل" لمنعها من الفوز بولاية ثانية. إلا أنها نجحت بالفوز بالترشيح بأصوات العرب والأقليات وبعض الأصوات اليهودية كذلك.
أثينا سلمان
الفلسطينية الثالثة التي فازت بولاية ثانية لعضوية مجلس النواب عن ولاية أريزونا هي أثينا سلمان المولودة عام 1989 في فينكس لوالد فلسطيني من الضفة الغربية وأم ألمانية مكسيكية. ونجحت البنت في التخرج بامتياز مع مرتبة الشرف من جامعة أريزونا في الاقتصاد والعلوم السياسية
كانت أثينا ناشطة سياسية وصريحة منذ صغرها. اختارت أن تسمع صوتها للآخرين بمساعدة العديد من أقرانها المهاجرين
انتخبت لعضوية مجلس ولاية أريزونا في عام 2016، حيث واصلت النضال من أجل الحرية الدينية وإصلاح العدالة الجنائية وحقوق المرأة
فادي قدّورة
وإذا كانت الفلسطينيات الثلاث قد فزن بمقاعدهن في مجلس النواب فإن فادي قدورة قد فاز بمقعده في مجلس الشيوخ عن ولاية أنديانا ليصبح أول مسلم يمثل هذه الولاية
فادي قدّورة هاجر من فلسطين قبل 19 عاما بهدف دراسة علوم الكمبيوتر، خسر منزله وعاش فترة صعبة مع عائلته بعد إعصار "كاترينا" الذي ضرب الولايات المتحدة
وتُظهر الأبحاث الأمريكية أن أكثر من 90 أميركيًّا مسلماً أو من أصول عربية، أغلبهم من الديمقراطيين، قد ترشحوا للانتخابات الحالية، ويعد ذلك العدد من المرشحين هو الأعلى من نوعه منذ عشرين عاماً.