السبت  23 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

يا ليت ترامب فاز

2020-11-08 12:35:18 PM
يا ليت ترامب فاز

 

بينما يظهر الموقف الرسمي الفلسطيني، متفائلاً، والشعبي مبتهجاً، لفوز جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، يبدو أيضاً أن التصرف الرسمي الفلسطيني مكرور، على قاعدة Déjà vu،  أي شاهدت هذا السيناريو من قبل. إذ بالإمكان توقع أن تنتظر القيادة الفلسطينية إلى ما بعد تنصيب بايدن في بداية العام، ومرور الأشهر الأولى لولايته لترى وتتفحص سياسته الخارجية وموقفه من القضية الفلسطينية، عاقدة إصبعي السبابة والوسطى في أن تعود المفاوضات السياسية إلى مجاريها التي فاضت وابتلعت كل ما تبقى من القضية الفلسطينية.

وتعود، من بين نصوص هذا السيناريو المشروخ، عملية إعادة ترتيب الواقع الفلسطيني "المكركب" بفعل تناقص الشرعيات وبفعل الانقسام، إلى الدرج الأخير من طاولة الحوارات الفلسطينية-الفلسطينية التي تبدأ في كل مكان ولا تنتهي في فلسطين، فبالأمس انتهت المهلة غير المعلنة التي منحتها القيادة الفلسطينية لنفسها، انتظاراً وترقباً لما بعد الانتخابات الأمريكية من أجل ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني، انتهت كما تأملت القيادة الفلسطينية، بفوز بايدن. وكأن قدر الفلسطيني محصور فقط في أن ينتظر بترقب وينظر بتأسٍ إلى تعاقب الرؤساء الأمريكيين، ورؤساء الوزراء الإسرائيليين رئيساً تلو رئيس، ورئيس وزراء تلو رئيس وزراء، من أجل أن تتحسن الأوضاع الفلسطينية، حتى ليبهت الناظر منا ويعتقد أن كل الانتخابات هي انتخابات فلسطينية، وينسى أنها تحصل هناك، بينما لا تحصل هنا انتخابات أبداً!

إن المؤسف في انتخاب بايدن، هو أنه سيرخي أعصاب حماس وفتح، وقيادتيها، لأنهما لن تكونا مضطرتين من جديد كي تتظاهرا بأنهما تسعيان لتحقيق المصالحة، فلو بقي ترامب لربما كانتا أتمتا الزواج بالإكراه، بعدما حشرهما ترامب في زاوية المصالحة أو بديلها الهاوية.

المؤسف أن يكون مصيرُ أبناء فلسطين معلقا بين زوجين مطلقين، لا يعقلان إلا بجلبهما غصباً إلى بيت الطاعة، وقد كان ترامب قادراً على فعل ذلك دون أن يدري، أما بايدن فمن المتوقع أن يعيد فتح مسارات المفاوضات والمناورات، من جديد، دون أن يحصل جديد، فتظل المياه تجري من تحت أقدام الفلسطينيين وهم وحدهم الذين يغرقون فيها.

فيا ليت ترامب هو من فاز!