الحدث ـ محمد بدر
عبر مسؤولون كبار في المملكة العربية السعودية في حديث لصحيفة "إسرائيل اليوم"، عن قلقهم من فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الأمريكية، وقالوا إنه "موال لإيران ويتبنى سياسة تصالحية معها، وهذا من شأنه أن يعرض أمن المنطقة للخطر".
وحول زيارة مبعوث الإدارة الإدارة الأمريكية للشؤون الإيرانية، إليوت أبرامز، هذا الأسبوع إلى "إسرائيل" والسعودية، قال مسؤول سعودي رفيع لـ''إسرائيل اليوم '' إن الزيارة مخطط لها حتى قبل إعلان نتائج الانتخابات".
لكن مسؤولين في الرياض أكدوا أنه لم يتم التخطيط بشكل كامل حتى الآن لتطبيع العلاقات بين السعودية و"إسرائيل". ومع ذلك، توقعوا أن يساهم دخول بايدن إلى البيت الأبيض بالرغبة في مواصلة تنظيم العلاقات بين تل أبيب والرياض بل سيعزز أيضًا التحالف الذي تم تشكيله ضد إيران في المنطقة.
واعترف مسؤول إماراتي كبير للصحيفة بأن "هناك مخاوف كبيرة من أن خلية بايدن الاستشارية ستتألف من أفراد من إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وأن إدارة بايدن سترفع العقوبات عن طهران"، كما وعبر مسؤولون مصريون وبحرينيون عن خيبة أملهم من اختيار بايدن.
ونقل موقع واللا العبري عن مصادر دبلوماسية أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ستقوم بتطبيق خطة عقوبات طويلة الأمد في الأسابيع العشرة المتبقية حتى تنصيب جو بايدن كرئيس للولايات المتحدة في 20 يناير القادم.
وعلم الموقع من ثلاثة مصادر إسرائيلية وعربية مطلعة على الموضوع، أن إعداد الخطة سيتم بالتنسيق بين إدارة ترامب و"إسرائيل" ودول الخليج، بهدف تعقيد إمكانية عودة بايدن إلى الاتفاق النووي مع إيران.
ووصل المبعوث الأمريكي للشؤون الإيرانية، إليوت أبرامز، إلى "إسرائيل" أمس الأحد والتقى برئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ومستشار الأمن القومي مئير بن شبات، ومن المتوقع أن يلتقي بوزير الجيش بني غانتس ووزير الخارجية غابي أشكنازي.
وقالت مصادر إسرائيلية إنه في المشاورات بين كبار مسؤولي إدارة ترامب وحكومة نتنياهو، كان هناك قلق بالغ من أن إدارة بايدن ستعمل على رفع الكثير من العقوبات التي فرضها الرئيس الجمهوري على إيران منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي. وبهذه الطريقة سينخفض الضغط على إيران بشكل كبير وستزداد فرص التفاوض على عودة الاتفاق النووي.
وأعدت إدارة ترامب - بتشجيع ومساعدة من النظام السياسي والأمني الإسرائيلي - "بنك أهداف" إيراني ستُفرض عليه عقوبات. قال أبرامز في مناقشة مغلقة في الأيام الأخيرة إن الإدارة الأمريكية تعتزم إعلان عقوبات أسبوعية ضد طهران حتى 20 يناير.
وتشير مصادر إسرائيلية إلى أن العقوبات الجديدة لن تتعامل مع الملف النووي، لأن هناك فرصة جيدة بأن يرفع بايدن العقوبات في هذا المجال للسماح بالعودة إلى اتفاق 2015 مع إيران. وبدلاً من ذلك، ستركز إدارة ترامب على العقوبات المرتبطة بمساعدة حركات المقاومة والبرنامج الصاروخي.
وأشار الموقع إلى أن تقييم إدارة ترامب والحكومة الإسرائيلية هو أنه سيكون من الصعب للغاية على إدارة بايدن رفع هذا النوع العقوبات، وبالتالي سيتم الحفاظ على بعض الضغط على إيران، حتى لو تم رفع العقوبات الأخرى. في مثل هذه الحالة، يُقدر في "إسرائيل"، بأنه سيكون من الصعب على إدارة بايدن الترويج لاتفاق نووي جديد مع الإيرانيين.
وقال مصدر إسرائيلي مطلع على التفاصيل إن "الهدف هو فرض أكبر عدد ممكن من العقوبات على إيران قبل 20 يناير". وأضاف مسؤول عربي كبير مشارك في المناقشات أن "هدف إدارة ترامب هو فرض عقوبات لن يتمكن بايدن من إزالتها".
وتزعم مصادر إسرائيلية أن موظفي مكتب الأمن القومي ومكتب رئيس الحكومة ووزارة الخارجية يدعمون عقوبات ترامب الجديدة على إيران. من ناحية أخرى، أبدى مسؤولون في وزارة الجيش والمؤسسة العسكرية الإسرائيلية تحفظات عليها وأشاروا إلى أنه يجب ألا يُنظر إلى "إسرائيل" على أنها تعمل مع إدارة ترامب لتخريب خطط إدارة بايدن.
بعد زيارة "إسرائيل"، سيزور أبرامز الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية - الحليفان الرئيسيان لإدارة ترامب وإسرائيل - في الحرب ضد طهران. كل من الإمارات والسعوديين قلقون للغاية من السياسة التي ستتبناها إدارة بايدن بشأن القضية الإيرانية.
ويأتي وصول أبرامز إلى "إسرائيل" تمهيدا لزيارة أخرى لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو. ومن المتوقع أن يصل "إسرائيل" في 18 نوفمبر، ويزور عدة دول خليجية أخرى، وستتناول زيارة بومبيو أيضًا العقوبات التي تريد الولايات المتحدة فرضها على طهران.