الحدث- وكالات
في إطار أسبوع رفض جدار الفصل وسياسة التمييز العنصري الإسرائيلية الذي بدأ في الأول من مارس/ آذار وينتهي اليوم الأحد، عرضت الحملة النمساوية المستقلة لرفض الجدار وسياسة التمييز العنصري الإسرائيلي مساء السبت بفيينا، الفيلم الوثائقي "آلية برتقال يافا" للمخرج الإسرائيلي إيال سيفان، حضره عدد كبير من النشطاء اليهود والنمساويين والفلسطينيين والعرب.
يمزج الفيلم الذي استغرق إعداده وتصويره 5 سنوات في ثمانينيات القرن العشرين، بين برتقال يافا الشهير، والسياسة، حيث يعكس فكرة إمكانية إعادة كتابة التاريخ الرسمي لإسرائيل من خلال زراعة البرتقال التي ترجع في الأصل إلى العرب الفلسطينيين.
وأبرز الفيلم قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي بداية الألفية الثالثة باقتلاع أشجار البرتقال من غزة بحجة عدم اتخاذها كغطاء من أفراد "المقاومة الفلسطينية"، فيما سمح للغزيين بزراعة الفراولة لأن أشجارها صغير ولا تسمح بالاختباء حولها بالإضافة إلى موالح أخرى كاليوسفي، بحسب المخرج خلال مناقشات الفيلم.
وخلال المناقشات التي أعقبت الفيلم الذي تجاوزت مدته الساعتين ونصف الساعة، وأدارتها الناشطة الألمانية العضوة بالحملة فرينا هيننبرج، حدثت مشادات بين بعض الفلسطينيين واليهود الرافضين للحق الفلسطيني، حيث قال الفلسطينيون إنهم أول من زرعوا البرتقال في الأراضي المحتلة، فيما قال اليهود إن الأرض أصبحت إسرائيلية بعد إعلان الدولة عام 1948 ولم يعد للفلسطينيين حق فيها.
وحالت المشادات دون إتمام المناقشات حول الفيلم، كان اليهود الذين أثاروا المشكلة تعمدوا إنهاء النقاش والجدل حول الحق التاريخي للفلسطينيين في الأرض التي تقوم عليها دولة إسرائيل.
ومن جانبه قال بيشوي ساويرس، إن "الفيلم وثق أحقية الفلسطينيين في زراعة البرتقال قبل مئات السنين من وجود دولة إسرائيل حيث كانوا يزرعونه على شواطئ فلسطين".
وأضاف: "يجب مقاطعة المنتجات الإسرائيلية التي تزرع في أرض المستوطنات غير الشرعية المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة حسب قرارات الاتحاد الأوروبي".
وكان الاتحاد الأوروبي قد نفذ مطلع العام الماضي رسميا، حملة مقاطعة اقتصادية وتجارية وثقافية وأكاديمية لأية شركات أو مؤسسات إسرائيلية، ضليعة بأية نشاطات في مستوطنات الضفة الغربية، اعتماداً على الأحكام الصادرة عن المحكمة الدولية في لاهاي عام 2004، القاضية بضرورة اتخاذ موقف من المستوطنات الإسرائيلية المقامة على أراضي الضفة الغربية، وأنها تخرق البند 49 من ميثاق جنيف، الذي يحظر على دولة محتلة أن توطن سكانها إلى المناطق التي احتلتها.
وأشار الفيلم إلى أحقية الفلسطينيين في الأرض التي قامت عليها دولة إسرائيل من خلال توثيق أن الفلسطينيين زرعوا برتقال يافا الشهير في الأرض الفلسطينية قبل مئات السنين، مما يعني أن الشعب الفلسطيني كان يعيش على هذه الأرض قبل الإسرائيليين بمئات السنين.