الثلاثاء  26 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

أول نقابة للفلاحات في مصر.. البحث عن حقوق "الغائبات" عن عيد المرأة

2015-03-08 10:04:49 AM
أول نقابة للفلاحات في مصر.. البحث عن حقوق
صورة ارشيفية

الحدث- وكالات
 
بينما يتم تسليط الأضواء في مثل هذا، اليوم، على نماذج نسوية تسعى لتمكين المرأة سياسيا، وأخريات منهمكات في التصدي لشيوع "الثقافة الذكورية" في المجتمع، هناك في صعيد مصر، بعيدا عن صخب العاصمة، نساء يشغلهن قضايا أخرى تتعلق بـ "لقمة العيش".
 
هؤلاء السيدات، كانوا محور اهتمام هناء عبد الحميد، نقيبه العاملات بالفلاحة في محافظة المنيا، وسط البلاد، وهي أول نقابه من نوعها في البلاد، وتهدف إلى البحث عن حقوق العاملات في مجال الفلاحة في كافة قرى المحافظة، وغالبيتهن من النساء المعيلات لأسرهن، واللائي يعانين من التهميش.
 
تبلورت فكرة إنشاء النقابة لدى هناء منذ ما يقرب من عام بعد أن رأت، ملاك الأراضي يهضمون حقوق الفلاحات من الأرامل والمطلقات من الأجر الكامل، بينما يغيب دور الحكومة في رعايتهن ومنحهن الحقوق.
 
ووفقا لتعداد السكان المصري في عام 2010، بلغ عدد العاملين فى قطاع الزراعة 6.7 مليون نسمة يمثلون 82.2% من إجمالي القوة العاملة، منهم 2 مليون نسمة من الإناث تقريبا، ونحو 4.7 مليون من الذكور.
 
وتضيف هناء، سارده الحيثيات التي دفعها لإنشاء هذه النقابة، "بينما يصل أجر السيدة العاملة في مجال الزراعة إلى 20 جنيها (2.5 دولار تقريبا) فقط فى اليوم يحصل الرجل على 60 جنيها (نحو 7.5 دولار)؛ أي أن أجر المرأة يمثل ثلث أجر الرجل؛ وهذا ظلم يقع على المرأة، رغم أنها تؤدى نفس الدور الذى يؤديه الرجل في الزراعة من ري وزرع وحصاد".
 
ويقع مقر النقابة، التي حصلت على ترخيص من الدولة في 15 فبراير/شباط هذا العام، في قرية "طحا الأعمدة" بمدينة سمالوط، إحدى مدن محافظة المنيا، وكما تقول هناء، عارض الرجال مشروع إنشاء النقابة بشدة؛ حيث اعترض على انشائها عدد من مسؤولي وزارات الزراعة والري والقوى العاملة والوحدات المحلية بالمحافظة.
 
وتمضي: "الاعتراضات كانت للمضايقة، وحملت معظمها انتقاصا من قدرة المرأة على تحقيق هذا الحلم، لكني نجحت عبر اتباع الاجراءات القانونية في إشهار أول نقابة تعني بحقوق الفلاحة المصرية بشكل قانوني تضم 97 عضوا".
وعن دور هذه  النقابة تشرح هناء أهم برامجها قائلة: "نقوم بعقد دورات تدريبية لتوعية السيدات بحقوقهن لدى الغير وتمكينهن من الحصول عليها، كما تسعى النقابة إلى مساعدتهن على تطوير أنفسهن من خلال خلق مجالات وفرص عمل أخرى لهن غير الزراعة، وتقوم النقابة في هذا الإطار بتنظيم دورات في محو الأمية وتعليم الحرف اليدوية والبيئية".
 
ولفتت نقيبة الفلاحات إلى أن ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، جاءت من أجل العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، إلا أن هذه الشعارات لم تصل المرأة حتى الآن، وهو ما تسعى لتحقيقه من خلال النقابة.
 
عبير على، عضو في النقابة، وهي امرأة ريفية تجاوزت العقد الرابع من عمرها، وتعمل منذ 21 عاما من أجل إعالة ابنتيها وزوجها المريض.
 
تقول عبير إنها "تخرج إلى الحقول تزرع عند ملاك الأراضي، وتجيد العمل فى الحدائق"، مضيفة: "نجحت في تجهيز ابنتي الكبرى (توفير مستلزمات زواجها)، واقتربت من الانتهاء من تجهيز الثانية، فضلا عن صرف (توفير) علاج زوجي قعيد الفراش".

ويوافق اليوم العالمي للمرأة، الثامن من شهر مارس / آذار من كل عام، وفيه يتم الاحتفال عالميا بالإنجازات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للنساء.