الحدث- القدس
حاول موظف أميركي رفيع طمأنة إسرائيل حول اتفاق نووي محتمل بين الدول الكبرى الست وإيران، وقال إن صلاحية اتفاق كهذا لا تنتهي بعد عشر سنين وإنما سيكون بالإمكان تمديده والتأكد من أن برنامج إيران النووي هو لأغراض سلمية وليس عسكرية.
ونقلت صحيفة "هآرتس"، اليوم الاثنين، عن الموظف الأميركي، الذي وصفته بأنه ضالع في المفاوضات مع إيران، قوله لمراسلين إسرائيليين أمس، إن الولايات المتحدة والدول العظمى "ليست مسرعة إلى أي مكان" فيما يتعلق بالاتفاق النووي، وأنه على الرغم من أن الولايات المتحدة معنية بالتوصل إلى اتفاق حتى تاريخ الهدف، بحلول 31 آذار الجاري، "لكننا نريد التوصل إلى الاتفاق الصحيح وألا نعمل تحت ضغط الوقت".
وأوضح المسؤول الأميركي أن هدف الولايات المتحدة هو تحقيق اتفاق على مراحل، وأن يكون ساري المفعول لأكثر من عشر سنوات. وقال إنه "بإمكاننا تحقيق صفقة لفترة زمنية تزيد بكثير عن عقد. ونتحدث عن عدة مراحل، تستمر لفترة غير محدودة من أجل التأكد من أن البرنامج النووي الإيراني غايته احتياجات سلمية".
وأضاف الموظف الأميركي أنه حتى بعد انتهاء سريان الاتفاق، ستكون إيران ملتزمة بقواعد معاهدة حظر نشر السلاح النووي، التي وقعت عليها، وكذلك بسلسلة من اتفاقيات الإشراف الأخرى، وستطالب بالتوقيع على "البروتوكول الإضافي" لمعاهدة حظر نشر السلاح النووي.
وتابع أنه "نريد حلا طويل الأمد ونحن نعي المخاوف بشأن ما سيحدث في اليوم الذي يلي انتهاء سريان الاتفاق". وقال إن مراحل الاتفاق المطلوب تحقيقه هي "فترة تكون فيها قيود مشددة على البرنامج النووي الإيراني، ومرحلة أخرى من القيود إلى جانب إشراف متشدد لفترة طويلة، وبعد ذلك المرحلة التي تكون فيها إيران موقعة على معاهدة حظر نشر السلاح النووي، وستطالب بتطبيق البروتوكول الإضافي والالتزام بتعهدات مثل أي دولة أخرى توقع على المعاهدة".
وقال الموظف الأميركي إنه في حال قررت إيران صنع قنبلة نووية في المستقبل، فإن سيكون بإمكان الولايات المتحدة فرض عقوبات أخرى عليها وحتى توجيه ضربة عسكرية ضدها. وأضاف "نحن قلقون مما يمكن أن يفعله الإيرانيون في السر، ولذلك فإننا بحاجة لقيود وإشراف، وأن يمنحونا نقطة مراقبة جيدة على برنامجهم النووي".
ورفض الموظف أقوال رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، خلال خطابه في الكونغرس بأن اتفاقا مع إيران سيدفع دولا أخرى في المنطقة إلى تطوير برامج نووية، معتبر أن المراقبة المشددة على البرنامج النووي الإيراني سيمنع دولا أخرى عن القيام بذلك، وقال إنه "لا أعتقد أن دولا أخرى ستكون مهتمة بذلك، ومعظم الدول تدرك أن هذه هي الطريق الصحيحة، كما أن ذلك يكلف مالا كثيرا".