الحدث ـ محمد بدر
اعتبرت القناة العبرية الثانية أن تكرار وجود حليف وصديق كـ"دونالد ترامب" في البيت الأبيض أمر مستبعد، حتى الرئيس المنتخب جو بايدن، الذي تربطه علاقات وثيقة بـ"إسرائيل" تمتد لأربعين عاما، لن يقدم ما قدمه ترامب للمصالح الإسرائيلية الحيوية.
وترى القناة أن الديمقراطيين يؤمنون بضرورة دعم وإسناد "إسرائيل" لكنهم لا يتبنون وجهات النظر اليمينية في "إسرائيل" حتى النهاية، وهو ما عبّر عنه باراك أوباما في 2008 قائلا: ليس بالضرورة أن تكون من مؤيدي حزب الليكود لكي تكون صديقا لإسرائيل.
وبحسب القناة، وسط هذه المخاوف الإسرائيلية من نتائج الانتخابات الأمريكية، جاءت التعيينات الأولى لإدارة بايدن تبشر بالخير لـ"إسرائيل" خاصة وأن وزير الخارجية الجديد، توني بلينكن، الرجل الأقرب لبايدن، يهودي ومحب لـ"إسرائيل".
وفي الولاية الأولى لإدارة أوباما، عمل بلينكن مستشارًا للأمن القومي لبايدن، وفي ولايته الثانية كان نائب وزير الخارجية جون كيري، وعلى عكس العديد من زملائه في إدارة أوباما، ليس لدى بلينكن حسابات سابقة ليغلقها مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.
ولن يكون بلينكن اليهودي الوحيد في الإدارة الجديدة. حتى الآن، تم تعيين اليخاندرو ماجوراس وزيراً للأمن الداخلي وجانيت يلين وزيرة للمالية. بالإضافة إلى ذلك، تم تعيين عضو الكونجرس السابق رون كلاين في منصب مرموق في البيت الأبيض.
وتُبيّن القناة أنه على الرغم من ارتفاع عدد اليهود في المناصب العليا الأخرى في إدارة بايدن، إلا أن الكثير من الإسرائيليين يدّعون أن الإدارة الجديدة "تكره إسرائيل"، رغم أن بايدن أول رئيس أمريكي يعين هذا العدد من اليهود في مناصب حساسة ومهمة.
وسيكون بلينكن ثاني يهودي يشغل منصب وزير الخارجية، حيث كان أول يهودي يشغل هذا المنصب هنري كيسنجر، قبل 47 عامًا في إدارة نيكسون، وسيكون مايركاس أول يهودي في وزارة الأمن الداخلي، التي أُنشئت بعد أحداث أيلول 2001.
وتوضح القناة أن الشك والتخوف من الإدارة الجديدة في "إسرائيل" هو بالأساس مشاعر تجتاح اليمين الإسرائيلي، لأن التعيينات اليهودية في عهد ترامب في الأساس من اليهود المحافظين، ومعظمهم من الأرثوذكس، ولديهم لغة مشتركة مع اليمين الإسرائيلي.
وتضيف القناة، "كلاين بلينكن ويلين ومايوركاس، مثل الغالبية العظمى من يهود أمريكا، هم ليبراليون يجدون صعوبة في كثير من الأحيان في تقبل بعض مواقف الحكومة الإسرائيلية حتى فيما يخص الدين والدولة، وسيصاحب ذلك فجوات في النظرة للعالم حتى في القضايا السياسية".
وتكشف القناة أن أكثر التعيينات إثارة للقلق بالنسبة لنتنياهو هو تعيين جاك سوليفان، مستشارًا للأمن القومي، وقد صرح بوضوح أن إدارة بايدن تتجه للتوقيع على اتفاقية نووية جديدة مع إيران، لذلك فلا عجب أن الحكومة الإسرائيلية ودول الخليج نظرت إلى تعيينه على أنه إشارة خطيرة.
وتتابع القناة: "قد تؤدي المفاوضات السريعة مع إيران إلى زيادة توطيد العلاقات الجديدة بين إسرائيل ودول الخليج. في الواقع، قد تقترب المملكة العربية السعودية من إسرائيل لأنها تعاني من أزمة ثقة مع الحزب الديمقراطي الأمريكي خاصة بعد مقتل جمال خاشقجي".
وتختم القناة بأن الفلسطينيين، الذين يحتفلون اليوم بتعيين ريما دودين، الأردنية من أصول فلسطينية، في طاقم البيت الأبيض، سيقتنعون أنه بدون دعم دول الخليج، ستبقى المفاوضات السياسية في أسفل أولويات الإدارة الجديدة.