الخميس  21 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

"دون تحفظات"

2015-03-10 01:32:04 AM
صورة ارشيفية
 
رولا سرحان
 
سُئِلتُ من أحد الصحفيين ماذا يعني لي يوم المرأة؛ فأجبتُ: في منظومتنا الحالية لا شيء. لكن هنالك موضوعاً غريباً آخر يعنيني وهو أن دولة فلسطين قد انضمت دون تحفظات العام الماضي لاتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة "سيداو". وفلسطين هي الدولة العربية الوحيدة التي انضمت إلى "سيداو" دون أن تبدي أية تحفظات على هذه الاتفاقية وغيرها.
 
وعبارة "دون تحفظات"، تعني الكثير، ومن بين ما تعنيه:
-       أهلية كاملة للمرأة في الزواج دون ولي أو وصي.
-       شهادة رجل مقابل شهادة امرأة واحدة.
-       المساواة في الميراث؛ للأنثى مثل حظ الذكر.
-       الحرية في اختيار الزوج بمعزل عن دينه أو معتقده.
-       مشروعية التبني.
-       لا وجود لتعدد الزوجات.
-       تساوي الحقوق في الطلاق وكيفية إيقاع الطلاق.
-       تساوي حقوق القِوامة، فالرجال ليسوا قوّامين على النساء.
-       حق متساوٍ لها في إكساب أطفالها جنسيتها.
 
كل تلك الأمور والقضايا الشائكة، وغيرها بطبيعة الحال، صادمة للمجتمع، وإن طُبقت ستخلق شرخاً مجتمعياً لا قبلَ لنا به، والموقعون على الاتفاقية يعلمون ذلك، فلمَ وقعوا دون تحفظات إذن؟
أما وأنهم قد وقعوا دون تحفظات، وسبق السيف العذل، ألا تستحق كل تلك القضايا الشائكة أن يتم فتح حوار مجتمعي جدي ومنفتح بشأنها لمناقشة كيفية إدماجها على مستوى التشريعات والسياسات وفي الأحكام القضائية، خاصة وأن اللجنة الأممية المكلفة بمتابعة تطبيق هذه الاتفاقية ستقوم بمناقشة كل تلك التفاصيل مع الجانب الفلسطيني ومدى التزامه بها وتطبيقه لها؟ وهل التقارير الرسمية والتقارير الموازية التي تعدها المؤسسات الأهلية والنسوية جاهزة أساساً للتقديم بداية شهر أيار المقبل كما توجب ذلك الاتفاقية؟
والسؤال الصعب، متى سيصدر إجراء تشريعي يحدد قيمة وقوة هذه الاتفاقية بالنسبة للتشريعات الفلسطينية؟