ترجمة الحدث ــ براء بدر
هذه القصة مترجمة من The Guardian
في جنازة والدتي، كنت أحمل ابن أخي البالغ من العمر 11 شهرًا عندما سألني أحد أصدقائي: "متى سيكون لديك أطفال؟" على الرغم من أنه رجل لطيف جدا، لكن السؤال بدا وكأنه ضربة بمطرقة ثقيلة.
كثيرا ما أتلقى هذا السؤال وقد سئمت من الإجابة عليه. تشعر أنه يتعين عليك الكشف عن تفاصيل حياتك الشخصية لإرضاء فضول شخص آخر. لقد عملت بجد حتى لا أهتم بما يعتقده الآخرون عني ولكن بعض الناس يفترضون أنني ما زلت عالقا في العشرينات بينما أعيش في الأربعينيات من عمري.
لست شخصا بلا هدف. لدي مسؤوليات مثل أي شخص آخر، لا تشمل الأطفال فقط. لا يزال لدي فواتير يتعين علي دفعها، وهناك صحتي علي أن أحافظ عليها، والتزامات العمل التي يجب الوفاء بها.
منذ اليوم الذي أحببت فيه الأطفال، أخبرني الكثير من الناس، أنني يجب أن أكون معلمة في رياض الأطفال لأنني كنت دائمًا محظوظة. شعرت حقًا أن الساعة تدق منذ أن كان عمري 30 عامًا وتزوج أخي الأصغر. أتذكر والدتي وهي تقول لي: "الوقت ينفد!"، "سيكون من الرائع أن تجدين شخصًا ما".
يقال: "ستكون سعيدًا جدًا إذا كان لديك أطفال". فكرت: "أنا في الواقع سعيدة كما أنا ولكن هل سأكون أكثر سعادة إذا كان لدي أطفال؟. أعتقد الآن أن هناك نوعين من السعادة، مع الأطفال وبدونهم. في الواقع، هناك الكثير من أنواع السعادة".
لو وجدت شخصًا مناسبا أنجب منه أطفالًا، لكنت فعلت ذلك. ولكن، لم أجد ذلك الشخص، لذا كان الخيار هو عدم إنجاب أطفال من الشخص الخطأ. لم يكن خياري أن أكون بلا أطفال؛ بل كان عدم تواجدي مع الشخص الخطأ.
كانت عملية إدراكي لفكرة أنني لن أنجب أطفال مطولة جدا. عشت مع قليل من الأمل لفترة طويلة ولكن بدأ هذا الأمل بالتلاشي يوما بعد يوم مع اقترابي من الأربعينيات من عمري، أدركت بعدها أن ذلك لن يحدث. وقد ذهبت لتلقي استشارة نفسية من مستشار بارع ليساعدني على أن أعتقد بأنني لست عديمة القيمة لمجرد أنني بلا أطفال.
إن عدم إنجابي للأطفال يثير مشاعر الحزن لدي ولكني أصبحت أتقبل ذلك. فأنا كنت أرى موت والدتي على أنه صخرة كبيرة داكنة على كتفي، ولكني أعتدت عليه. والأمر نفسه مع عدم إنجاب الأطفال، هو ألم موجود دائمًا ولكني اعتدت عليه وحتى أني أشعر بالراحة معه.
لدي أصدقاء يركبون نفس "القارب" مثلي تماما ونعاني من الكثير من الافتراضات والإشاعات التي تدور حولنا، حيث يفترض بعض الناس أنني مثلية، ويعتقد البعض الآخر أنني أكره الرجال، وأن هناك شيئًا خاطئًا حدث معي لذلك لم أتمكن من العثور على شخص أنجب منه أطفالًا، أو أن الحياة سهلة وليس لدي ما يدعو للقلق.
شعورك بالراحة والتقبل تجاه الواقع أمر جيد، فهو يجعلك تبحث عن الإيجابيات لكل أمر، حيث يمكنني الذهاب في رحلة عفوية إذا أردت. لدي الوقت لأفعل أشياء وأساعد بها الاخرين.
ولدي الكثير من الأطفال في حياتي. أنا فخورة جدًا بأن يتم إخباري أنني أعظم عمّة في العالم ولدي الكثير من الحب لأقدمه.
في سن السادسة والثلاثين، بدأت مهنة جديدة كمعلمة مدرسة. لقد جئت من سلالة طويلة من المعلمين لذلك أشعر أنها مهنة تسري في دمي. عندما يسأل الناس عما إذا كان لدي أطفال أقول: "لدي 19 منهم".
لا يتوقف المجتمع عن إخبارك أنه يجب أن تكون متزوجًا ولديك أطفال لتكون سعيدًا ومرضيًا، لكنني أدركت أنه يمكنك أن تكون كذلك بدون أطفال وشريك حياة.
أنا متقبلة ومحبة لفكرة وجود شخص ما في حياتي ولكني لست على استعداد لتحمل شخص ليس جيدًا بالنسبة لي.
عندما توفيت أمي، كانت ترغب بأن ارتبط وأستقر. لا أدري ما إذا كانت قد فهمت تمامًا أنني يمكن أن أكون سعيدة وأستقر بمفردي. لدي حياة عظيمة. لدي أصدقاء جيدون وأنا سعيدة حقًا بما أنا عليه في هذه الحياة. فقط يحتاج الناس إلى فهم أن حياة الجميع لا تسير على النحو الذي يريدونه، ولا بأس بذلك.