الحدث- الناصرة
وصف الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية في إسرائيل، تصريحات وتهديدات وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان الأخيرة، بأنها "إعلان حرب"
وقال الشيخ صلاح، في إشارة مباشرة إلى ليبرمان: "هو صاحب شخصية هوجاء، وصاحب تصريحات باتت تجسد إعلان حرب على مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى الأمة الإسلامية، والعالم العربي، والشعب الفلسطيني".
وبحسب ما نقلت عنه وسائل إعلام إسرائيلية، قال ليبرمان، أمس الأول الأحد، إن "العرب الذين يدعموننا يجب أن يحصلوا على كل شيء ، أما الذين يعارضوننا، لا محالة، علينا رفع الفأس وقطع رؤوسهم ، وبغير ذلك لن نبقى هنا".
وسبق ذلك أن دفع ليبرمان، قبل أسبوعين، باتجاه توزيع نسخ من مجلة "شارلي إبدو" الفرنسية، تضمنت رسوماً مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
من جهة أخرى، رجح الشيخ صلاح، أن يرأس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الحكومة القادمة بعد الانتخابات البرلمانية المقررة الثلاثاء المقبل، إلا أنه قال: "أتوقع لها أمرين، الأول أنها ستكون ذات سلوكيات صبيانية ومغامرة، والثاني، أظن أنها لن تطول بمعنى أن عمرها سيكون قصيراً".
قضية المسجد الأقصى كانت هي الأخرى، أحد محاور الحديث مع الشيخ صلاح، حيث حذر من المخاطر التي سيتعرض لها المسجد، في ظل الحكومة الإسرائيلية القادمة.
وتظهر استطلاعات الرأي العام الإسرائيلية تفوقاً طفيفاً لأحزاب اليمين الإسرائيلي على أحزاب اليسار والوسط، في الدورة العشرين المقبلة للكنيست.
وفيما يلي نص الحوار :-
* توعد وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان بقطع رؤوس من يقفون ضد إسرائيل من عرب الداخل الفلسطيني، كيف تنظرون إلى هذا التهديد؟
- أقول بكل قناعة، إن ليبرمان لا يستحق التعقيب على تصريحاته التي يطلقها، فهو صاحب شخصية هوجاء، وصاحب تصريحات باتت تجسد إعلان حرب على مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى الأمة الإسلامية، والعالم العربي، والشعب الفلسطيني.
وأظن أن من الدوافع الأساسية لتصريحات ليبرمان، هو طمعه بأن ينقذ نفسه من الفشل الذريع المتوقع له في انتخابات الكنيست (البرلمان) القريبة.
* ليبرمان قال أيضاً، إنه سيسعى في الكنيست القادم، إلى إخراج الحركة الإسلامية التي تتزعمها عن القانون، ما رأيك بهذا؟
- هذه التصريحات تحتاج إلى موسوعة حتى يَلُم الإنسان بها، فهو لم يترك أي طرف من الأطراف الإسلامية والعربية والفلسطينية إلا وهاجمه، بما في ذلك الحركة الإسلامية، وهو حقيقة يهدد منذ زمن بتفكيك الحركة.
أنا أقول إنه إذا عرف السبب فقد بطل العجب، فمن هو ليبرمان؟ هو عبارة عن إنسان عمل في الماضي حارساً لنادٍ ليلي، وبالتالي فإن هذه هي ثقافته، وهذا ما قد يصدر عن هكذا شخص.
* مع قرب الانتخابات الإسرائيلية المقررة في الـ17 من الشهر الجاري، ما هي قراءتك لإسرائيل ما بعد هذه الانتخابات؟ هل تتفق على أنها ستصبح أكثر يمينية؟
- لا تزال أجواء الانتخابات غامضة ، بمعنى أنه من الصعب التكهن الآن بنوعية وشكل الحكومة القادمة، ولكن يغلب على ظني أن هذه الحكومة سيقف على رأسها بنيامين نتنياهو مرة أخرى.
وإذا ما كان الأمر كذلك، فأنا أتوقع لها أمرين، الأول أنها ستكون ذات سلوكيات صبيانية ومغامرة، والثاني أظن أنها لن تطول بمعنى أن عمرها سيكون قصيراً.
* حذرت دائماً من المخاطر التي يتعرض لها المسجد الأقصى، وقد شهدنا وقفات من سكان القدس والداخل الفلسطيني في وجه الهجمة الإسرائيلية في ظل صمت عالمي، فهل تعتقد في ضوء قراءتك هذه أن الوضع في المسجد سيكون أكثر صعوبة مستقبلاً؟
- بطبيعة الحال نحن لا نعول على الموقف العالمي، ونقول بعد توكلنا على الله إننا نعول على أنفسنا، على صعيد أهلنا في القدس والداخل الفلسطيني 1948، لأننا نتوقع أن الحكومة القادمة ستحاول القيام بخطوات خطيرة جدا ضد المسجد الأقصى.
قد تحاول هذه الحكومة السير بالأمور باتجاه فرض قوانين تقسيم زماني أو مكاني على المسجد (تقسيمه زمانياً ومكانياً بين المسلمين واليهود)، وقد يكون الخطر أكبر من ذلك، لأن هذه الحكومة، كما قلت ستكون ذات سلوكيات صبيانية ومغامرة.
* الحركة الإسلامية قررت عدم خوض الانتخابات الإسرائيلية دون الدعوة صراحة إلى مقاطعة هذه الانتخابات، لماذا اتخذتم هذا القرار؟
- نحن أكدنا على أن الكنيست هي من مؤسسات المشروع الصهيوني، وهي مؤسسة ذات نزعة صهيونية تعمل على الحفاظ على حقوق المجتمع الإسرائيلي وشرعنة ما نعاني من ظلم تاريخي واضطهاد ديني وتمييز قومي ضدنا.
وواضح لدينا من تجربة أعضاء الكنيست العرب، وهي طويلة جداً لأنها تمتد على مدار 19 دورة من دورات الكنيست السابقة، أنه لم تكن نتيجة هذه الجهود إلا قربها من الصفر، فلم يتم تحقيق أي حق لنا، ولم يتم رفع أي ظلم عنا، وفي نفس الوقت فإن المؤسسة الإسرائيلية استغلت وجودهم لتجمل وجهها القبيح أمام المجتمع الدولي.
ولكل هذه المبررات الواضحة والتي بدأنا نزداد قناعة بها مع الأيام، فإننا لسنا مع الكنيست، ولا مع انتخاباته.