هذي القصيدةُ عنكِ
فخذي القصيدةَ عنّي
واتركي الشمسَ تنضجنا هنُا
في القمحِ..
أرهقني كلامُ الوردِ عن الجنّةِ
وإجاباتُ الفلّ عن الأسئـلة
وأريدُ قمحَكِ
فلا إمامَ يلقّنُ الأرضَ مكانَ السنبلة
أنتِ ما أسَرّت الأرضُ لنفسها
من حبق
وما أحمى رؤوس الخيلِ في جسدي
هياجاً في السنابل
خذي القصيدةَ عنّي
واتّبعي حوافري
تجدي آثاريَ في ظلّ الشجرة
كنتُ مطعوناً بالصمتِ
وأفتّشُ خزائنَ الأصواتِ عن صهيلي
أنا من شممتُ رائحةَ الجنسِ في قمحكِ،
كانوا عشاقاً
إغريقاً، وروماناً، وجاهليين
يمارسون الحبّ في سترِ السنابل
بعدما طردوا من الأوطان
وفرّوا إلى صدركِ من مهدّاتِ العدالة
كنتُ في الظلّ
أخثّرُ الدمَ عن عنقِ الحصان
عنقي الذي حزّتهُ أسنانُ امرأةٍ
كانت تقهقهُ حينَ أخبرها
أنني أبكي كلّ يومٍ
أنا حصانٌ طيبٌ
تعشقُ النساءُ صوري في المجلاتِ
ويشتهينَ ركوبَ كلامي
ثمّ يخفنَ منّي لأنّني
لا يمسّ فمي لجام
هذي القصيدةُ عنكِ
فتعالي أعلّمكِ الرقصَ من قلبِ هذي الثمالة
نحنُ السكارى يا سنابلي
نعبدُ كلّ ما يترنّحُ
وتركبنا شياطينُ الريحِ كالأنبياءِ
فننزلُ ملعونينَ إلى أرضِ القصيدة
أنتِ ما تزخّه الأرضُ من مطرٍ صاعدٍ للسماءِ
على قشّ الأماني
وما تبقّى من هتافاتِ الجياعِ
في ثوراتِ
ما تبقّى من الخبز