الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

لا مساومة.. جاء نتنياهو أم طار / بقلم: سامي سرحان

2015-03-10 02:15:24 PM
لا مساومة.. جاء نتنياهو أم طار / بقلم: سامي سرحان
صورة ارشيفية

سبعة أيام بالتمام والكمال على موعد إجراء الانتخابات المبكرة للكنيست الإسرائيلي. ولم تتضح الصورة بعد أي المعسكرين الصهيوني العمالي الذي يتزعمه هيرتزوغ- ليفني أم الصهيوني اليمني الديني المتطرف الذي يتزعمه نتنياهو ليبرمان-بينيت، سيعهد إليه تشكيل الحكومة الائتلافية القادمة؟
 
استطلاعات الرأي قبل أيام تقول إن شعبية نتنياهو قد ارتفعت بين الإسرائيليين بعد إلقاء خطابه أمام الكونغرس الأمريكي متحدياً إدارة أوباما والحزب الديمقراطي الأمريكي، ولم يأت خطاب رئيس الحكومة الإسرائيلية بجديد بشأن الملف النووي الإيراني وفق وصف الرئيس الأمريكي أوباما للخطاب ورغم ذلك قوبل الخطاب بعواصف متتالية من التصنيف والوقوف وكأن نتنياهو هو من قاد الولايات المتحدة الأمريكية في حرب الاستقلال عن المستعمر البريطاني، أو هو من أعاد وحدة شمال الولايات المتحدة مع جنوبها أو هو من حرر العبيد.
 
تملق ونفاق رجال الكونغرس الأمريكي ظهر جلياً وبات المرء يشك في من يقود من ومن يتبع من، هل واشنطن تابع ذليل لتل أبيب أم أن تل أبيب ذيل ذليل لواشنطن. إن حلف نتنياهو دفعه إلى نحي الإدارة الأمريكية في عقر دارها طالما أن الوصول إلى مجلس النواب والشيوخ الأمريكيين لا يتم إلا بالصوت اليهودي وبالمال اليهودي الأمريكي، وطالما هذا الصوت وهذا المال موحدان خلف الحكومة الإسرائيلية وهذا يفسر لنا ما هي المواقف الأمريكية مع السياسات الإسرائيلية سواء كانت سياسات إسرائيل عدوانية أو عنصرية أو يقترف قادة إسرائيل جرائم حرب ضد الشعب الفلسطيني وضد الإنسانية، فماذا عسى الفلسطيني أن يفعل في ظل هذا الانحياز الأمريكي الأعمى للعدوان الإسرائيلي وللجرائم الإسرائيلية، لقد اتخذت القيادة الفلسطينية قراراً بالانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية وشرعت في إعداد ملفات الإدعاء على القيادات الإسرائيلية، فاعتبر السيد جون كيري التوجه إلى الجنائية الدولية خطاً أحمر واتخذت القيادة الفلسطينية على مستوى المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية قرارا يوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل بكل أشكاله فاعتبر كيري القرار خطأ لم تلجأ القيادة الفلسطينية إلى هذه المواقف إلا بعد أن سدّت إسرائيل كل الطرق أمام المفاوضات للوصول إلى سلام عادل ومصالحة تاريخية يقوم على حل الدولتين، دولة فلسطين في حدود الرابع من حزيران عام 67 وعاصمتها القدس الشرقية خالية من الاٍستيطان والمستوطنين وحق اللاجئين وفق قرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة، وفي مقدمتها القرار 194، ودولة إسرائيل آمنه وفي حدود معترف بها.
 
لكن إسرائيل التي تعيش اليوم أزمة قيادة هي الأخطر منذ قيام الدولة وفق ما أعلنه مائير داغان رئيس المخابرات الإسرائيلية السابق، ليست في وارد التسوية التاريخية أو المرحلية وهي تعيش وهم قوتها النووية ولذة الحكم وامتيازاته، وترى أمامها عالماً عربياً إسلامياً مفككاً ومتناحراً ودولاً تتآكل وثروات تضيع في بنوك الغرب نهبت من أقوات الناس وصحتهم وتعليمهم.
 
وليس أمام القيادة الفلسطينية مجال للمساومة على الانضمام للمحكمة الجنائية الدولية كما يقول الرئيس أبو مازن وعلى إسرائيل أن تتحمل مسؤولية جرائمها ضد الشعب الفلسطيني.
 
كما ليست أمام القيادة الفلسطينية مجال للمساومة على وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل بعد قرار المجلس المركزي بوقف التنسيق الأمني بكل أشكاله مع إسرائيل، ولا مجال للدخول في جدل قانوني حول قرارات المجلس المركزي هل هي ملزمة للسلطة الوطنية المنبثقة عن منظمة التحرير الفلسطينية أم هي مجرد توصيات قد يؤخذ بها أو لا يؤخذ، وهل نقايض التنسيق الأمني مع إسرائيل بأموال ضرائبنا التي تحتجزها إسرائيل.
 
لم يعد هناك مجال للمساومات والمقايضات مع حكومة إسرائيلية تقول كل أفعالها أنها لا تعترف بالشعب الفلسطيني ولا تعترف بحق الفلسطينيين بدولة مستقلة ولا تعترف بأي حق للفلسطينيين في القدس، وهي ماضية في الاستيطان ومصادرة الأرض وطرد الناس من بيوتهم وهدمها، وهذا حال لا يتغير مع تغيير الحكومات في إسرائيل سواء ذهب نتنياهو أو جاء هيرتزوغ يوم 17 آذار الجاري.