الحدث ـ محمد بدر
نشر المسؤول السابق في جهاز الشاباك الإسرائيلي والباحث في شأن الصراع العربي الإسرائيلي، دورون متسا، مقالة حول اتفاقيات التطبيع الأخير بين الدول العربية و"إسرائيل"، قال فيها إن "اتفاقيات السلام" مع المغرب والإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان تثير جدلاً حول الثمن الذي من المحتمل أن تحصل عليه هذه الدول لقاء تطبيع علاقاتها مع "إسرائيل".
وأشار متسا إلى الثمن المعلن الذي جنته هذه الدول، والمتمثل بالاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، وبيع طائرات متقدمة لدول الخليج، وشطب السودان من قائمة الدول الراعية لـ"الإرهاب"، معتبرا أن التركيز الشديد على مبدأ المقايضة في هذه الاتفاقيات يقلل من أهميتها.
واعتبر المسؤول السابق في الشاباك أن الاتفاقيات الحقيقية الدافئة، هي التي تبنى على مصالح مشتركة بعيدا عن الحسابات الواقعية جدا والباردة، لكن الاتفاقيات في هذا العصر تتميز بالبرود ولا يكن الهدف منها إنشاء عالم قائم على شراكة قيمة.
وأضاف: "ظلت معاهدة السلام مع مصر اتفاقية بين الأنظمة وليس بين الشعوب، ونالت القاهرة مكافآت ملموسة مثل المساعدات الاقتصادية الأمريكية والأسلحة المتقدمة. وينطبق الشيء نفسه على اتفاقية السلام مع الأردن، وكذلك على الاتفاقات مع الفلسطينيين".
ويتابع: "لم يكن الخيال الرومانسي للمدرسة السياسية الأوروبية حول الاتفاقيات البراقة التي تمثل أساسًا لشراكة قيمة واستعدادًا للمصالحة الأبدية هو النمط الذي استند إليه السعي للتوصل إلى اتفاقيات بين إسرائيل وجيرانها، حتى لو حاولوا تسويقها على هذا النحو".
وبحسب متسا، الأمر مختلف في اتفاقيات التطبيع الأخيرة، لأن "إسرائيل" أثبتت نفسها في المجالات الأمنية والاقتصادية والتكنولوجية والسياسية، وفي العقود الأخيرة، أصبحت دولة لديها المزيد من مصادر القوة بالإضافة إلى الجيش.
وفق المسؤول السابق في الشاباك، هذا التفوق في عدة مجالات، يعطي "إسرائيل" قيمة مضافة في بيئتها، ولذلك يمكن تفسير الاتفاقيات من هذا المنظور، فالسودان بحاجة للتكنولوجيا الزراعية، والمغرب بحاجة لقوى سياسية تدعم فكرة بسط سيادته على الصحراء الغربية، ودول الخليج تعرف أن التعاون والتطبيع سيكون مثمرا اقتصاديا.