الثلاثاء  26 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

شفا عواد.. التحدي والأمل أهم سلاح في وجه أي مرض خطير

2015-03-11 01:23:55 PM
شفا عواد.. التحدي والأمل أهم سلاح في وجه أي مرض خطير
صورة ارشيفية
 
 
الحدث- فرح المصري
"كانت أوجاعا غريبة لم أشعر بها من قبل.. لكن لم أدري ما هي.. ولم يخطر في بالي ولو لبرهة أنه قد يكون مرضا خطيرا.. وجل ما فكرة به لحظتها أنني أتألم ولا بد لي من التوجه لاستشارة الطبيب.. لكن هنا كانت الصدمة الكبيرة لي.. ليكون ذلك مفترقا جديدا في حياتي".
 
"هي ثلاث سنوات مرة في حياتي كأنها عشرة أعوام أو تزيد.. آلم.. أفكار.. هواجس.. أحلام قد تكون ولت إلى الأبد.. وقد تكون مقبلة من الغد فأردتها كذلك.. بفضل عدد من الأصدقاء والأشخاص الذين وضعوا بصماتهم في حياتي في الوقت الذي كنت أمس الحاجة فيه إلى أي دعم ومساندة".
 
شفا عواد.. في العقد الثالث من عمرها..تمكنت من التغلب على المرض الذي أصابها..وهو سرطان الثدي..
 
كانت كغيرها من السيدات اللواتي أصبن بهذا المرض الذي زاد عدد الحالات المصابة به في فلسطين بشكل لافت في السنوات الأخيرة.. فخبرة مجتمعنا لم تكن بالكافية لتساعد شفا وغيرها من التغلب على المرض ومعرفة طرق العلاج والوقاية لولا وجود بارقة أمل توجت بمركز دنيا التخصصي لأورام النساء.
 
وتقول شفا عن تجربتها لـ"الحدث": "قبل ثلاثة سنوات.. عندما أحسست بألم في صدري.. قررت التوجه لاستشارة طبيب حول هذه الآلام.. وطلب مني التوجه لمركز دنيا.. في تلك اللحظة تملكتني الرهبة.. واعتقدت أن المركز هو مختبر كغيره من المختبرات.. حتى اكتشفت فيما بعد أنه مركز مختص لأورام النساء".
 
وتابعت: "ما زلت أذكر تلك اللحظة.. فهي من أصعب اللحظات التي واجهتها خلال تجربتي في صراع المرض.. فعندما أدركت طبيعة عمل المركز أدركت أني مصابة بمرض السرطان وأعتقدت حينها أني سأموت لا محالة.. حيث أني كنت أعتقد كغيري أن هذا المرض لا يوجد له علاج".
 
وبالفعل.. من خلال فحوصاتي في مركز دنيا، تبين أنه لدي كتلة سرطانية في الصدر.. وأول ما بادر ذهني في تلك اللحظة هو من أين أصابني هذا المرض.. في حين تبين أنه لا يوجد سبب واضح لهذا المرض..
 
وتضيف "في ذلك اليوم كان اللقاء الأول مع مركز دنيا، الذي شجعني على خوض تجربة العلاج حيث أنه قدم الدعم النفسي والمعنوي لي، وتم إطلاعي على كافة المعلومات الخاصة بالمرض.. وكيفية التعامل معه.. ومعرفة مراحل الكتلة وتطورها.. من خلال أجهزة الفحص المتطورة التي يملكونها.. ولاحقا تم توجيهي لمستشفى بيت جالا للعلاج هناك".
 
وتتذكر شفا في حديثها عن تجربتها؛ "من أصعب ما مررت به في هذه التجربة.. هو أن أقف وحدي في وجه الموت.. فعائلتي لم تقدم لي أي دعم.. ولم تساعدني حتى على تخطي هذه التجربة القاسية، بل على العكس من ذلك تماما.. قاموا بتوجيه اللوم لي واتهامي بالتقصير.. حتى وصل بهم الأمر باتهامي بعدم الاغتسال الأمر الذي تسبب بالمرض حسب اعتقادهم، ففي مجتمعنا يعد السرطان مرادفا للموت.. حتى أنهم يخشون ذكر اسمه خوفا من الإصابه به".
 
وتتابع "طوال فترة العلاج.. لم يكن أمامي سوى اتخاذ القرار بتحدي الموت.. وأن أتحدى الجميع من حولي.. فحتى المرضى من حولي جميعهم تملكتهم الرهبة واليأس.. والايمان أن العلاج لا جدوى منه وأن الموت قادم لا محالة.. وهنا كانت المهمة الأصعب بالنسبة لي.. كنت دائما أؤمن أنه لابد من نجاح العلاج ويجب أن تكون نفسيتي قوية كي أعيش وأنجح في تخطي المرض.. ولمن حولي من المرضى كنت أحال مساعدتهم ودعمهم بشكل مستمر.. من تقديم النصائح الغذائية لهم خلال فترة العلاج".
 
وتقول "من خلال تجربتي.. ومعاناتي مع المرض.. كانت معاناتي مع المجتمع من حولي أصعب.. حيث أن كل من حولي ساهم بالتأثير سلبيا على معنوياتي.. حتى أنهم من خلال نظراتهم يزيدون المرض مرضا من خلال يأسهم ورؤيتهم لنا، ولولا وجود مركز دنيا الذي ساعدنا في الفحص ووقف معنا، إضافة لبعض الأشخاص الذين قدموا المساعدات المالية لتغطية تكاليف العلاج الباهظة، ربما لكان الوضع أسوء".
 

وتشير شفا إلى ضرورة توعية المجتمع بشكل أكبر حول هذا المرض، وكيف أن الإرادة أهم من أي شيء آخر.. وأن الحياة هي نعمة من الله ويجب علينا أن نتمسك بها حتى الرمق الأخير.. وأن كلمة مستحيل لا توجد إلا في قاموس الجبناء.