تحقيق صحفي يكشف تورط النظام الصيني في إخفاء معلومات انتشار كورونا

الحدث ـ محمد بدر

كشف تحقيق صحفي نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن آلاف الوثائق والمراسلات التي تثبت أن الصين سعت لإخفاء المعلومات التي ربما كانت ستساعد العالم في السيطرة على فيروس كورونا في مراحل مبكرة، وهي الشكوك التي كانت قد رفضتها منظمة الصحة العالمية وتبنتها الولايات المتحدة.

وجاء في التحقيق أن الشائعات بدأت تنتشر في الصين عن انتشار فيروس كورونا مع الإصابات الأولى، وحذر أحد الأطباء الكبار من الفيروس، لكن السلطات الصينية أسكتته، وتوفي في وقت لاحق، وتم إرسال تعليمات سرية إلى مختلف وسائل الإعلام والدعاية الصينية بإزالة التقارير عن وفاته.

وتمكنت صحيفة نيويورك تايمز من الحصول على 5000 وثيقة، تضمنت 3200 أمر سري، وشملت الجهود الصينية لإخفاء المعلومات حول انتشار كورونا، مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي من قبل متخصصين في هذا الشأن، وكذلك وسائل الإعلام التقليدية.

وحصلت صحيفة نيويورك تايمز على الوثائق من قبل مجموعة من الهاكرز تطلق على نفسها اسم (سي.سي.بي). وتتضمن الوثائق أيضًا ملفات ووثائق داخلية لشركة صينية تصنع برمجيات تتبع عبر الإنترنت لصالح النظام الصيني. 

وتشير آلاف الوثائق السرية إلى أنه في وقت مبكر من شهر يناير، بعد فترة وجيزة من تفشي فيروس كورونا، بدأت السلطات الصينية في فرض رقابة على أي انتقاد لـ "الاستجابة البطيئة" في محاربة انتشار الفيروس. كما وأصدر النظام الصيني أمرًا سريًا لوسائل الإعلام يأمرهم باستخدام المواد المنشورة من قبل الحكومة فقط.

وفي أوائل فبراير، بعد الإبلاغ عن وجود المزيد من حالات الإصابة الحرجة، أمر الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال اجتماع سري مع مسؤولي النظام بتشديد الضوابط على وسائل التواصل الاجتماعي، وطلب من كبار مديري شركات الإنترنت الصينيين "ليس فقط السيطرة على الرأي العام في الصين، وإنما في العالم".

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن الوثائق تكشف أن المسؤول السيبراني المكلف من النظام بدأ في نشر الأخبار التي يعدّها قسم الإعلام في النظام، على المواقع الإخبارية والشبكات الاجتماعية، وأصدر تعليمات لمحرري المواقع الإخبارية بالمقالات التي يجب عليهم وضعها في أعلى الصفحة، ومدة ترك الخبر على الرئيسية.

وتُظهر الوثائق أيضًا كيف عمل الآلاف من العاملين في الدعاية على مدار الساعة لإيصال الرسالة المطمئنة: "الحزب الشيوعي يسيطر على تفشي الفيروس". وشمل الجهد الهائل الذي بذلته السلطات الصينية أيضًا اعتقال واستجواب الأشخاص الذين حاولوا نشر معلومات مختلفة حول مدى انتشار كورونا على وسائل التواصل الاجتماعي. 

وتشير التقديرات إلى أن السلطات الصينية جندت مئات الآلاف من الأشخاص فور بدء انتشار الفيروس في محاولة لإخفاء حجم تفشيه ومنع تسرب المعلومات إلى دول العالم ونقل رسالة مفادها أن السلطات الصينية تسيطر بشكل كامل على الوضع.