كابوس نتنياهو الجديد.. من هو جدعون ساعر؟

الحدث ـ محمد بدر

أثار إعلان انشقاق جدعون ساعر عن حزب الليكود، في البداية، سخرية زعيم الحزب بنيامين نتنياهو، الذي علّق بأن "ساعر الذي خسر أمامي في الانتخابات التمهيدية في كانون أول (ديسمبر) 2019، لن يجني شيئا بعد انشقاقه من هذه الخسارة بعام". لكن الموقف يبدو اليوم مختلفا تماما، فاستطلاعات الرأي ودلالاتها تشير إلى قوة المنشق وصعود نجمه، إلى درجة أنه أصبح يشكل كابوسا لنتنياهو.

من هو جدعون ساعر؟ 

ولد جدعون موشيه ساركتسانسكي في تل أبيب. عندما كان في الثانية من عمره، انتقلت عائلته لمدة عامين للعيش في مستوطنة متسبيه رامون في النقب، ثم إلى كيبوتس "سديه بوكير" لمدة خمس سنوات، ثم عادت إلى تل أبيب. أثناء وجوده في "سديه بوكير"، عمل والده طبيبًا في الكيبوتس.

انفصل والدا ساعر في عام 1982، عندما كان في السادسة عشرة من عمره. وأثناء دراسته الثانوية، انضم إلى حركة القيامة وهي حركة يمنية تأسست في عام 1979 وتفككت في عام 1992. في عام 1984 التحق بجيش الاحتلال الإسرائيلي وخدم كمقاتل في لواء غولاني، وأصيب أثناء تدريبات اللواء، وانتقل إلى ألوية المخابرات بعد إصابته، ثم عاد للخدمة في الجولاني، وخدم في الاحتياط حتى سن 36.

بعد تسريحه من الجيش الإسرائيلي، حصل على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة تل أبيب في غضون عامين بسبب تفوقه، وخلال دراسته تم انتخابه ليكون مفوض قبول الطلاب في رابطة طلاب الجامعة. أثناء دراسته وعلى الرغم من آرائه اليمينية، تم تعيينه كصحفي في أسبوعية "هذا العالم"، وكان له عمود سياسي يسمى "تقطير". بعد ذلك عمل لمدة عام ونصف تقريبا مراسلا لشؤون الأحزاب في صحيفة "نيوز". في عام 1993، كان مراسل الشؤون القانونية في الفريق المؤسس القناة الثانية العبرية.

حصل ساعر على درجة بكالوريوس أخرى في القانون (ليسانس الحقوق) من جامعة تل أبيب وعمل في مكتب المدعي العام لمنطقة تل أبيب. في الأعوام 1995-1997 عمل مساعدًا للمدعي العام مايكل بن يائير وفي الأعوام 1997-1998 كان مساعدًا للمدعي العام إدنا أربيل. ثم عمل محاميًا في مكتب المدعي العام لواء تل أبيب. في أوائل عام 1999، تم تعيينه سكرتيرا للحكومة في حكومة نتنياهو الأولى. وشغل هذا المنصب قرابة ستة أشهر حتى خسارة نتنياهو في الانتخابات. 

في آذار (مارس) 2001، تم  تعيينه مرة أخرى سكرتيرا للحكومة، هذه المرة في حكومة شارون الأولى، وشغل هذا المنصب خلال الانتفاضة الثانية وأثناء عملية احتلال الضفة. كما عمل ساعر في الكنيست، نيابة عن الحكومة، لسن قوانين حساسة في المجال الأمني ​​والسياسي. في 17 شباط (فبراير) 2003 انتخب للكنيست السادسة عشرة ممثلا لواء تل أبيب في قائمة الليكود.

 تولى ساعر رئاسة كتلة الليكود والائتلاف في حكومة شارون الثانية، واستقال مرتين بسبب معارضته لخطة الانسحاب من غزة، لكنه عاد بناءً على طلب رئيس الحكومة شارون. كان ساعر نائب رئيس لجنة الانتخابات المركزية قبل الكنيست الـ 17. في 12 كانون الثاني (يناير) 2006 انتخب خامسًا على قائمة الليكود للكنيست الـ17. بعد ذلك، تم انتخابه لعضوية الكنيست على الرغم من فشل الليكود في الانتخابات. ترأس لاحقًا حزب الليكود، وشغل منصب نائب رئيس الكنيست لمدة عام. شغل هذا المنصب حتى آذار (مارس) 2008، عندما حل محله عضو الكنيست ليا شمتوف.

في انتخابات الليكود التمهيدية في 25 و 26 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012، قبل انتخابات الكنيست التاسعة عشر، فاز ساعر بالمركز الأول مرة أخرى. حصل على المركز الثالث في قائمة مرشحي حزب الليكود و"إسرائيل بيتنا" للكنيست، بعد نتنياهو وليبرمان. في 18 آذار 2013 عين وزيرا للداخلية وعضوا في اللجنة الوزارية للشؤون التشريعية. كما تم تعيينه ممثلاً للحكومة في لجنة الاختيار القضائي ولجنة الاختيار القضائي.

في 17 سبتمبر 2014، أعلن ساعر عن اعتزال الحياة السياسية مؤقتا. في 3 تشرين أول (نوفمبر) 2014 قدم استقالته من الكنيست. إلا أنه شارك في أنشطة الليكود في حملة الحزب قبيل انتخابات الكنيست العشرين.

في مايو 2015، انضم سار إلى معهد دراسات الأمن القومي (INSS) كزميل أول وبدأ في نشر المقالات والدراسات السياسية. انضم أيضًا إلى هيئة التدريس في كلية أونو وبدأ بتدريس مساق حول "الحكومة والحوكمة والإصلاح" لطلاب الدراسات العليا. في نيسان (أبريل) 2017، أعلن ساعر أن اعتزاله السياسة قد انتهى وأنه يعتزم العودة للنشاط في حزب الليكود.

في الفترة التي سبقت انتخابات الكنيست الثانية والعشرين، احتل ساعر المرتبة السادسة في قائمة الليكود. في تشرين أول (أكتوبر) 2019، بعد الإعلان عن نية الليكود إجراء الانتخابات التمهيدية، كتب ساعر على تويتر: "أنا جاهز". في 26 تشرين الثاني (نوفمبر)، قال إن على زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو الاستقالة بسبب عدم قدرته على تشكيل حكومة.

بتشكيل الحكومة الخامسة والثلاثين، فضل نتنياهو عدم تعيين ساعر وزيرا في الحكومة، رغم أحقيته بذلك بحسب ترتيبه في قائمة الليكود. عرض نتنياهو على ساعر العمل سفيراً لدى الأمم المتحدة، لكنه رفض، واستقال في تشرين أول (أكتوبر) 2020 من لجنة الدستور والقانون والعدالة.

في 8 كانون أول (ديسمبر) 2020 أعلن استقالته من الليكود والكنيست وتأسيس حزب جديد تحت قيادته اسمه "أمل جديد - وحدة لإسرائيل". وانتقد الحكومة الإسرائيلية الخامسة والثلاثين ورئيسها وأعلن أنه سيرشح نفسه لرئاسة الوزراء في انتخابات الكنيست الرابعة والعشرين.