الحدث- تل أبيب
كشف مُحلل الشؤون العسكريّة في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيليّة، أليكس فيشمان، اليوم الخميس، نقلاً عن مصادر أمنيّة وعسكريّة رفيعة المستوى في تل أبيب، أنّ حركة المُقاومة الإسلاميّة (حماس) أقامت كوماندوز بحريّ بهدف تنفيذ أعمال فدائيّة كبيرة ضدّ أهداف داخل العمق الإسرائيليّ.
وتابع المُحلل قائلاً إنّ حركة حماس انتهت من بناء القوّة البحريّة المذكورة، التي تشمل عشرات الغواصّين المتدّربين جدًا، والذين سيعملون على استهداف منشآت إستراتيجيّة إسرائيليّة وأخرى في البحر الأبيض المتوسّط.
وقالت المصادر أيضًا إنّ قرار حماس بإنشاء هذه القوّة البحريّة جاء بعد استخلاص العبر والنتائج من العدوان الأخير على القطاع، والذي أثبت فشل الأنفاق الهجوميّة التي كانت حماس قد عملت سنوات طويلة على حفرها.
وشدّدّت المصادر أيضًا على أنّ القوّة البحريّة الجديدة تضُمّ عشرات المُقاتلين من حركة حماس، ومن بينهم عدد كبير من الاستشهاديين، الذين سيُحاولون تنفيذ عمليات أسر وقتل إسرائيليين، على حدّ تعبيرها.
وبحسب فيشمان، فإنّ حماس ترى في هذه القوّة بمثابة نفق طويل يربط بين غزّة في الجنوب وحتى رأس الناقورة على الحدود اللبنانيّة-الإسرائيليّة، وبواسطتها يُمكن ضرب أيّ هدف في العمق الإسرائيليّ، وبشكلٍ خاصٍ الموانئ والمنشآت الإستراتيجيّة في المدن الإسرائيليّة، علاوة على مواقع تنقيب النفط الإسرائيليّة في البحر المتوسّط.
وقال فيشمان أيضًا إنّ إحدى اللحظات الأكثر تأثيرًا في الحرب العدوانيّة الأخيرة ضدّ قطاع غزّة في صيف العام 2014، والمُسّماة إسرائيليًا بعملية (الجرف الصامد) كانت عندما نجح مقاتلون من سلاح البحرية التابع لحركة حماس في عبور الحدود والتسلل لإسرائيل عبر البحر، ولم يُكشف أمرهم إلا وهم يمشون على الساحل البحريّ الإسرائيليّ، وذلك على الرغم من أنّ إسرائيل تُراقب المنطقة على مدار الساعة، مستخدمةً أجهزة الرادار الأكثر تقدّمًا في العالم، وعلى الرغم من أنّها تملك أكبر قاعدة تنصت في الشرق الأوسط، والتي تقع في منطقة النقب بالجنوب.
وكما هو معلوم، فإنّه في نهاية المطاف، تمكّن الجيش الإسرائيليّ من تحديد المقاتلين من قبل قوات المراقبة العسكرية الإسرائيليّة، وبعدها قام بإطلاق النار عليهم، الأمر الذي أدّى إلى استشهاد أفراد المجموعة.
وتابعت الصحيفة قائلة، نقلاً عن مصادر عسكريّة وأمنيّة رفيعة المستوى في تل أبيب، إنّ دخول عناصر سلاح البحرية التابع لحماس إلى المنطقة الواقعة تحت سيطرة الجيش الإسرائيليّ، دفع بقادة الجيش إلى التوصّل لنتيجة مفادها أنّه يجب العمل على حماية الحدود الإسرائيلية، وخاصة الحدود البحرية، بشكل أفضل من ذلك، على حدّ قول المصادر.
واليوم، بعد مضي أكثر من نصف سنة على الحدث، تابعت الصحيفة الإسرائيليّة قائلة إنّ إسرائيل ستستعمل منظومة Aquasheild، التي تُحدد الغواصين في البحر، على حدّ قول المصادر في تل أبيب، التي أوضحت للصحيفة أيضًا أنّه مع إدخال المنظومة، يُمكن للجيش الإسرائيليّ أنْ يعلم بوجود الغواصين في البحر وهم على بُعد كبير من الشاطئ.
علاوة على ذلك لفتت الصحيفة إلى أنّ المنظومة المذكورة تُعّد منظومة محكمة ومتقدّمة، فيها كشاف أمواج صوتية لتحديد الغواصين، وتحمي منشآت حيوية تحت البحر، مثل الكثير من الموانئ وحفارات التنقيب عن النفط والغاز.
كذلك، هناك للمنظومة قدرات متقدّمة في التعقب التلقائيّ، على حدّ قول المصادر.
وأضافت الصحيفة، نقلاً عن المصادر عينها، إنّه بعدما تمّ نصب المنظومة المذكورة على شاطئ إسرائيل الجنوبيّ مع قطاع غزة، تُعنى إسرائيل الآن بنصب المنظومة على كل شواطئها البحرية، مُشدّدةً على أنّها ستقوم في غضون الأشهر القريبة القادمة بنصب المنظومة عينها على الحدود الشماليّة، أيْ مع لبنان، لمنع أيّ اختراق بحريّ من قبل حزب الله اللبنانيّ للمياه الإقليميّة الأخرى.
كما سيتّم نصب المنظومة فيما بعد في البحر الأحمر، الذي تُتاخم فيه إسرائيل الأردن، مصر، بل وحدود السعودية على بعد قريب، بحسب قول المصادر. جدير بالذكر أنّ د.رونين بيرغمان، المختّص بالشؤون الأمنيّة والمخابراتيّة، كشف النقاب نقلاً عن مصادر استخبارية غربية عن أنّ هناك خشية في إسرائيل من قيام إيران وحزب الله باستهداف حقول الغاز الإسرائيليّة في البحر الأبيض المتوسط.
وتابع د.بيرغمان، مُحلل الشؤون الإستراتيجيّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت)، والذي يعمل أيضًا في صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكيّة، تابع قائلاً، نقلاً عن نفس المصادر، إنّ تل أبيب تتوجّس من أنّ حزب الله يُفضّل ضرب منشآت إستراتيجية، عوضًا عن توجيه ضربةٍ عسكريّةٍ لدوريةٍ إسرائيليّةٍ في المنطقة الحدودية، أوْ إطلاق قذيفة صاروخية على إسرائيل، الأمر الذي قد يؤدّى إلى اندلاع حرب شاملة، على حدّ قول المصادر.
وتابع د. بيرغمان، نقلاً عن المصادر الغربيّة، إنّ إسرائيل تخشى منذ سنوات من وصول الصواريخ البحريّة من طراز (ياخونت) إلى حزب الله، مُشيرًا إلى أنّه وفقًا لتقديرات الاستخبارات الإسرائيليّة فإنّ حصول حزب الله على هذه الصواريخ، من شأنه أنْ يُشكّل خطرًا على حقول الغاز والنفط في البحر المتوسط.
ولفت فيشمان أيضًا إلى أنّه بحسب تقديرات الأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة، فإنّه في المُواجهة القادمة بين جيش الاحتلال وبين حماس، ستكون القوّة البحريّة التابعة لحماس عاملاً رئيسيًا في الحرب، حيث سيُحاول عناصرها الدخول إلى العمق الإسرائيليّ لتنفيذ عمليات فدائيّة جريئة، على حدّ تعبيره.
وقال أيضًا، إنّ منظومة الكوماندوز البحريّة التابعة لحماس تُشبه إلى حدٍ كبيرٍ منظومات تدريب وحدات النخبة القتاليّة في الجيوش النظاميّة، بما في ذلك إلزام المقاتلين على التمتّع بقوّة جسمانيّة وعقلية كبيرة جدًا، تمامًا مثل باقي وحدات الكوماندوز في الجيوش الأكثر تقدّمًا في العالم، على حدّ قول المصادر الإسرائيليّة.
المصدر: وكالات