الحدث- رويترز
يدلي الناخبون الإسرائيليون بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية في 17 مارس آذار الجاري للاختيار من بين قوائم المرشحين الحزبية لعضوية الكنيسيت المكون من 120 مقعدا.
ولم يحدث أن فاز حزب بأغلبية المقاعد منذ أول انتخابات أجريت في إسرائيل عام 1949. وفيما يلي أسئلة وأجوبة عن الانتخابات والمفاوضات التي قد تعقبها لتشكيل ائتلاف للحكم:
* ماذا يحدث بعد إغلاق صناديق الاقتراع؟
تذيع قنوات التلفزيون الثلاث الرئيسية في إسرائيل استطلاعات لآراء من أدلوا بأصواتهم عندما ينتهي التصويت في العاشرة مساء (2000 بتوقيت جرينتش) لتقدير عدد المقاعد البرلمانية التي سيفوز بها كل حزب ثم تبدأ حسابات الائتلافات.
* من المتقدم في استطلاعات الرأي؟
من الناحية الظاهرية يتساوى وضع الحزبين الرئيسيين: حزب الليكود اليميني بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحزب الاتحاد الصهيوني الذي ينتمي لتيار يسار الوسط بزعامة اسحق هرتزوج وتسيبي ليفني. وبأخذ الارتباطات السياسية السابقة والسياسات الحالية في الاعتبار يبدو مرجحا أن يميل عدد أكبر من الأحزاب للانضمام إلى ائتلاف يشكله حزب الليكود.
* كيف تسير عملية تكوين الائتلاف؟
يتشاور الرئيس الإسرائيلي ريئوفين ريفلين مع زعماء كل حزب ممثل في البرلمان لمعرفة من يفضلون أن يكون رئيسا للوزراء ثم يختار عضو البرلمان الذي يعتقد أن لديه أفضل فرصة لتشكيل ائتلاف حكومي. ويكون أمام المرشح الذي قد لا يكون بالضرورة رئيسا للحزب الفائز بأغلب الأصوات 42 يوما لتشكيل حكومة قبل أن يطلب الرئيس من سياسي آخر أن يحاول تشكيل ائتلاف.
* ما هو شكل الائتلاف الذي قد يتم تشكيله؟
بناء على استطلاعات الرأي الحالية من المحتمل ان يشكل نتنياهو حكومة مع مجموعة من الأحزاب القومية المتطرفة واليهودية المتشددة وبعض أحزاب الوسط. وقد تعهدت أحزاب الوسط إما بتأييد نتنياهو أو استبعدت تأييده. والحسابات أصعب بكثير ليسار الوسط وإن لم يكن من المستحيل أن يتمكن من تشكيل ائتلاف محدود إذا فاز في الانتخابات.
* إذا فاز نتنياهو فما معنى ذلك لسياسة إسرائيل؟
على الأرجح سيعني فوز نتنياهو بقاء الوضع على ما هو عليه من خطاب متشدد عن ضرورة وقف البرنامج النووي الإيراني ومعارضة قوية لأي اتفاق بين طهران والقوى العالمية مثلما قال في خطاب أمام الكونجرس الأمريكي الأسبوع الماضي. ومن المرجح أن يستمر بناء المستوطنات اليهودية على الأقل في المناطق التي تعهدت إسرائيل بالاحتفاظ بها في الضفة الغربية في أي اتفاق سلام مع الفلسطينيين في المستقبل متحدية الادانات الدولية. كما قد يحاول نتنياهو أيضا استبعاد بعض الحلفاء التقليديين الذين اختلف مع بعضهم في الماضي وذلك من أجل إقامة شراكة مع خصمه الرئيسي حزب الاتحاد الصهيوني من خلال إقامة حكومة وحدة وطنية.
ولا يتوقع صدور أي قرارات كبرى فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية إذ انهارت محادثات السلام في ابريل نيسان الماضي كما أن الحزبين الرئيسيين يتفقان في الرأي أن أي اتفاق نووي مع إيران سيمثل خطرا داهما على إسرائيل. ومن ثم فليس من المستحيل تصور مثل هذا التحالف وإن كان مستبعدا.
وخلال ثلاث فترات قضاها نتنياهو في رئاسة الوزراء بالإضافة إلى عمله وزيرا للمالية من قبل كان مدافعا عن إصلاحات السوق الحرة فقام بخصخصة شركات مملوكة للحكومة وكسر احتكارات بينما حافظ على بقاء العجز في الميزانية تحت السيطرة.
وإذا فاز في الانتخابات فمن المتوقع أن يكون التركيز الاساسي على استمرار الدفع باتجاه المزيد من المنافسة في السوق.
* ماذا عن احتمال تكليف الاتحاد الصهيوني بتشكيل الحكومة؟
شهد خبراء الاستراتيجية في حزب الليكود نجاح الاتحاد الصهيوني في إحراز تقدم بسيط في بعض استطلاعات الرأي. وقالوا إن هرتزوج قد لا يحتاج سوى التقدم بفارق أربعة مقاعد فقط كي تكون له فرصة متساوية مع نتنياهو في تشكيل الحكومة. وقد قال هرتزوج إنه سيستكشف إذا فاز برئاسة الوزراء سبل استئناف محادثات السلام مع الفلسطينيين.
لكن الأمر لم يصل بالحزب إلى حد الدعوة لفرض تجميد كامل على بناء المستوطنات واكتفى بالقول إن البناء خارج المناطق التي تأمل إسرائيل أن تحتفظ بها بصفة دائمة سيؤدي إلى عزلة دولية.
وقد جعل الاتحاد الصهيوني من الإصلاح الاقتصادي عنصرا رئيسيا في حملته الانتخابية ووعد بخفض أسعار الإسكان بإصدار قانون "الايجار العادل" وخفض تكاليف التعليم والرعاية الصحية. ولأن العمال من ذوي الميول الاشتراكية يمثلون جانبا كبيرا من الحزب فمن المرجح أن يؤدي فوزه في الانتخابات إلى زيادة الانفاق الاجتماعي.
* ما هي العوامل غير المتوقعة التي قد تظهر في الساحة؟
للمرة الأولى شكلت أحزب الاقلية العربية في إسرائيل قائمة موحدة. وتظهر استطلاعات الرأي حتى الآن أنها ستفوز بنحو 13 مقعدا في الكنيسيت المكون من 120 مقعدا. وهذا قد يجعل منها ثالث أكبر مجموعة.
وستكون هذه هي المرة الأولى في تاريخ إسرائيل التي يكون فيها للاحزاب العربية هذا النفوذ. كذلك فقد فاز حزب يش عتيد (هناك مستقبل) الذي شكله الإعلامي السابق يائير لابيد وينتمي لتيار الوسط بعدد 19 مقعدا في انتخابات 2013 ليحتل المركز الثاني. وقد تراجع قليلا وتظهر استطلاعات الرأي أنه قد يفوز بعدد 12 أو 13 مقعدا لكنه يقول إن الاستطلاعات لا توضح التأييد الذي يتمتع به بين الشباب في المدن.
كما أن موشيه كحلون وزير الاتصالات السابق الذي حاز شعبية كبيرة لأنه كان سببا في خفض أسعار خدمات الهاتف المحمول شكل مجموعة من يمين الوسط من المتوقع في الوقت الحالي أن تفوز بنحو عشرة مقاعد. ومن المحتمل أن ينحاز إما لصالح نتنياهو أو يسار الوسط.