الحدث - سوار عبد ربه
ضمن مساعي الاحتلال المستمرة في القدس لتهويد المجتمع المقدسي وأسرلته؛ يعمل الاحتلال جاهدا من خلال مؤسساته المختلفة على دمج المقدسيين في المجتمع الإسرائيلي، لانتزاع الطابع العربي الفلسطيني عن المجتمع المقدسي.
ولعل قطاع التعليم في القدس من أبرز القطاعات التي يصب الاحتلال جهوده فيها ويضع أمامها عقبات وعراقيل كثيرة؛ للتضييق على المؤسسات الفلسطينية، والطالب الفلسطيني؛ لاستقطابه إلى مؤسساته، ويمكن استقراء هذا من خلال الإقبال المتزايد للطلبة المقدسيين عاما بعد عام على الالتحاق بالجامعات الإسرائيلية، حيث تسعى الأخيرة إلى تقديم تسهيلات لا حدود لها إلى المجتمع المقدسي تتمثل في: المنح الدراسية، المباني الفاخرة، الوظائف التي توفرها للطلبة أثناء مرحلة الدراسة، إلى جانب أنها أصبحت تقبل الطلبة المقدسيين من حاملي شهادة الثانوية العامة الفلسطينية (التوجيهي) دون الحاجة إلى امتحان (البسيخومتري)، وتوفر لهم أيضا سنة تحضيرية مجانية يتعلمون فيها اللغة العبرية بشكل مجاني.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة هآرتس عام 2019، هناك قفزة كبيرة في عدد الطلاب المقدسيين الفلسطينيين الملتحقين للجامعة العبرية، حيث وصل عددهم 410 طلاب.
"النظرة اليوم في القدس أصبحت أن التوجه للجامعات الإسرائيلية يكون أسهل لطلاب القدس من حيث إمكانية الحصول على فرصة عمل بعد التخرج من الجامعة الإسرائيلية، فالشهادة معترف فيها ضمن المؤسسات الإسرائيلية التي نتواجد كمجتمع مقدسي تحت كنفها"، يقول رئيس اتحاد لجان أولياء الأمور في القدس زياد الشماري.
ويتابع: "المؤسسات الموجودة في القدس غالبيتها إسرائيلية وتكون الرغبة لتوظيف حملة الشهادة الإسرائيلية أولا، والجانب الإسرائيلي اليوم يحاول عرقلة خريجي الجامعات الفلسطينية فيطلبون اعترافا وامتحان مزاولة مهنة كي يتم معادلة الشهادة، وهذا يتطلب من الطالب بعد أن ينهي الدراسة الجامعية -التي تتراوح بين 4 إلى 6 سنوات- سنة أو سنتين إضافيتين كي يتمكن من دخول سوق العمل في المؤسسات التابعة للجهات الإسرائيلية".
ويضيف: "تقدم الجامعات الإسرائيلية مغريات كثيرة للمقدسيين كإعطاء سنة تحضيرية ودورة لغة تكلفتها في العادة لا تقل عن 15-20 ألف شيقل تقدم مجانا للمقدسيين، وبالتالي هذا يستحوذ على تفكير بعض الطلاب للتوجه إلى الجامعات الإسرائيلية".
ويردف: "تعطي هذه الجامعات منحا تعليمية بالمجان للطلبة المتفوقين، وبعضها تعطي منحا مقابل تقديم خدمة مدنية بمؤسسات إسرائيلية فيتم إعفاء الطالب من الأقساط الجامعية، مشيرا إلى أن التمويل يكون كله من صناديق إسرائيلية تهويدية".
ويؤكد الشماري أنه ليس مع هذا التوجه ويريد للطالب المقدسي أن يتعلم في الجامعات الفلسطينية ليكتسب ثقافة وطنية وانتماء.
ويطالب الحكومة الفلسطينية ووزارة التربية والتعليم أن تقدم تسهيلات مشابهة للطالب المقدسي خاصة والفلسطيني عامة.
عام 2013 شكل الكابينيت الإسرائيلي لجنة وزارية مهمتها وضع خطة مفصلة لكيفية التعامل مع التدهور الأمني، وخلصت اللجنة إلى أن التعامل يكون عن طريق تحسين ظروف حياة المقدسيين في مجالات الصحة والتعليم والتشغيل وغيرها، أي أن تحسين هذه الظروف هو مصلحة أمنية إسرائيلية.
وفي هذا الجانب يقول رئيس اتحاد لجان أولياء الأمور: "الهدف المركزي هو عملية تهويد العقل، فالطالب الفلسطيني عندما يدرس في الجامعات الإسرائيلية ستنعدم الثقافة الوطنية عنده، وحتى طريقة الحياة والأنشطة الميدانية ستبدو مختلفة".
ويتابع: "هذا كله يصبح مخزونا بعقل وذاكرة الطالب الفلسطيني ليتحول إلى عملية سلخ من ثقافة فلسطينية إلى ثقافة إسرائيلية، ويعطي دافعا لأن يصبح الطالب الفلسطيني لا يمانع التعاون مع الإسرائيلي".
ويرى الشماري أن العمل السياسي بمدينة القدس تقريبا شبه مشلول بسبب الأوضاع السياسية والأمنية الصعبة الأمر الذي يخلق حاجزا عند الشباب بألا يظهروا ثقافتهم الوطنية في هذه المؤسسات لأنها بالأساس إسرائيلية وفيها أمن ومراقبة شديدن.
تعمل المؤسسات الإسرائيلية على الترويج لجامعاتها من خلال المراكز المنتشرة في أرجاء القدس حيث أنشأت برامج تتبع لمجلس التعليم العالي الإسرائيلي، مهمتها زيارة المدارس الثانوية، وتعريف طلبتها بإمكانيات التعليم العالي في الجامعات الإسرائيلية.
وحول هذا تقول إحدى الطالبات المقدسيات التي أنهت مرحلة الدراسة الثانوية في مدرسة المأمونية التابعة لبلدية الاحتلال في القدس: "كانوا يعملون على مشروع من الجامعة العبرية يتضمن دورات لها علاقة بالطب واللغة وأمور أخرى، فالتحقت ببرامج اللغة العبرية من الصف الحادي عشر مدة سنة ونصف، بالإضافة إلى منحة لطلاب شرقي القدس فعرضوا علينا أن نسجل".
وتضيف: "كانت لدي رغبة في التسجيل في تخصص العلاج الوظيفي، ومن المعروف أن الجامعة العبرية من أفضل الجامعات التي تطرح هذا التخصص، كنت أفضل الالتحاق بجامعة فلسطينية لكن عدم وجود هذا التخصص سوى بجنين دفعني للالتحاق بالجامعة العبرية بسبب قرب المسافة وسهولة الوصل، كما أنه موجود في جامعة بيت لحم لكنها تطرحه كل سنتين وفي سنة تخرجي لم يكن مطروحا، ناهيك عن العقبات التي ستقف في وجه المقدسي بعد تخرجه من جامعة فلسطينية للالتحاق بسوق العمل".
وتتابع:" وبسبب معدلي العالي حصلت على منحة كاملة لدراسة سنة تحضيرية كاملة على حسابهم".
لكن الطالبة فضلت أن تترك الجامعة العبرية بعد سنة ونصف من الدراسة فيها، لأنها واجهت صعوبة في التأقلم مع الوضع الجامعي.
أما من الناحية الأكاديمية فتؤكد الطالبة أن "جو الجامعة بشكل عام دراسي بحت والمستوى التعليمي عال جدا ومتميز، وبالنسبة للأكاديميين فلا يوجد للسياسة مكان في أحاديثهم ولا يتعاملون معنا بعنصرية ولا يشعروننا بفرق بين فلسطيني وإسرائيلي".
ومن ناحية المناهج، تؤكد الطالبة أنها مليئة بالتطبيع وبعيدة عن الواقع، والتاريخ مكتوب من وجهة نظر إسرائيلية.
تتفق معها طالبة أخرى رفضت الكشف عن اسمها في أن الشهادة الإسرائيلية لها وزن كبير، خاصة عند التقدم لوظيفة في القدس، كما أن التسهيلات المقدمة للمقدسيين من ناحية الأقساط الجامعية والوظائف التي تتوفر للطلاب أثناء الدراسة، ما يتيح لهم إمكانية توفير مصروفهم الشخصي وتنمية القدرات العقلية والتعرف على أمور خارج نطاق التعليم كلها مغريات دفعتها للتسجيل في جامعة إسرائيلية.
لا تخلو هذه البيئة الجامعة للنقيضين من مناوشات ومضايقات إسرائيلية للمقدسيين وصفها المتحدثون في التقرير بالمحدودة، وتستذكر إحدى الطالبات، العملية الفدائية التي قامت بها عائلة أبو جمل في القدس، وتقول: "في حينها حدثت مناوشات باب الجامعة وأغلقت، لكنها سرعان ما فضت من قبل الأمن خاصة وأنه ممنوع على الطلاب الخوض في السياسة داخل الحرم الجامعي".
وفي موقف آخر تستذكر الطالبة الحادثة وتقول: "في ذكرى المحرقة، وقف الإسرائيليون لإحياء الذكرى ونحن بقينا واقفين جانبا فكانوا ينظرون لنا باستهجان".
وفي ذكرى النكبة التي هي ذكرى "استقلالهم" اقتصر إحياؤها على توزيع منشورات وحدثت وقفة من قبلنا ومن قبل الجانب الإسرائيلي كل رفع علمه وعبر عن وجهة نظره، تقول الطالبة.
وهناك موقف آخر تستذكره طالبة أخرى قائلة: "وقت الانتخابات الأمريكية كان الطلاب الإسرائيليون يمدحون ترامب أمامنا لمضايقتنا ويؤكدون على أنهم معنيون بفوزه لما قدمه لإسرائيل في عهد رئاسته".
وقدم ترامب لـ"إسرائيل" ما لم يقدمه أي رئيس أمريكي آخر، بحسب تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، إذ اعترف بالقدس "عاصمة لإسرائيل"، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وقطع المساعدات المالية
عن السلطة الفلسطينية، ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
عام 2019 فازت الجامعة العبرية في القدس بمناقصة لاستضافة مشروع "حفتسلوت" للتميز الأكاديمي في الجيش الإسرائيلي، يستوجب استقدام ما يشبه ثكنة عسكرية صغيرة حقيقية إلى داخل الحرم الجامعي.
واشترط الجيش في المناقصة، مزيدًا من الرقابة الأمنية على حرم الجامعة، بالإضافة إلى إلزام الجنود بالتواجد بالحرم الجامعي بزيهم العسكري وأسلحتهم.
في هذا الجانب تقول عضو حراك سير وصيرورة لينا جودة: "السنة الفائتة جاء موضوع العسكرة وصبت الحراكات الفلسطينية في الجامعة كل اهتمامها في هذا الموضوع".
وتضيف: "صدر قرار يقضي بأن الجيش الإسرائيلي سيدرس في الجامعة، لغة عربية ودراسات شرق أوسطية، وبدأوا يأتون إلى الجامعة بملابس الجيش مع السلاح فرأينا أنه من المفترض أن نقدم على خطوة في هذا الموضوع، خاصة وأن مجيئهم تزامن مع التسهيلات للطلاب المقدسيين للقدوم إلى الجامعة حيث أنهم أصبحوا يقبلون الطلاب على علامة التوجيهي ولا داعي للبيسخومتري، ودعايات في المدارس لاستقطاب طلاب من القدس إلى الجامعة، والتزامن هذا لم يأت من فراغ".
وأردفت: "كل حراكات الجامعة تجمعت وقمنا بحلقة نقاش وحاولنا أن نقرر ماذا سنفعل، لكن الخطوات تأجلت بسبب كورونا وانتقال التعليم إلى إلكتروني".
وأصدرت الحركة الطلابية في الجامعة العبرية بيانا جاء في نصه: " نشهد بالأشهر الأخيرة، تواجدًا مكثّفًا لعناصر الشرطة والجيش الإسرائيلي في الجامعة العبرية في القدس، كطلاب جنود يتواجدون بجانبنا بمشهد طبيعي يومي في الصفوف، المحاضرات، المكتبات والمقاهي. تعتبر هذه الخطوة نهجًا مستمرًا لمخططات العسكرة التي تتنافى مع القيم الأكاديمية العلمية العالمية، مُمارِسَة احتلالًا فكريًّا إضافيًّا مكملًا لسياسات الاحتلال الصهيوني.
بدأ هذا المخطط علنيًّا بخسارة شريحة كبيرة من الطلاب العرب لسكنهم الجامعي، واستمرت بإغلاق غرفة الدراسة المخصّصة لكلّ الطلاب في سكن "رزنيك" بناية رقم 15، حارمةً إيّاهم مساحة حُرّة للدراسة في أوقات عطل الجامعة، مستبدلة إيّاها بغرفة أضيق مساحةً وحجمًا. وسوف تتبع هذه الخطوات، مخطّطات أخرى كتخصيص الجزء السفلي من السكن للجنود فقط، أيّ ثكنة عسكريّة داخل السكنات في الفترة القادمة، وخطوات مجهولة ما زالت قيد التخطيط.
يُثير هذا المشهد العسكري اليومي مشاعر صعبة لدينا كطلاب وطالبات عرب، كإنكارنا لعنف المشهد العسكري بدءًا من وجود السلاح والقوة العسكريّة، وصولًا إلى تردّدنا اللاواعي من المشاركة وإبداء آراءنا في المحاضرات، ناهيك عن عدم الراحة بممارسة الأمور اليوميّة كالجلوس بالمكتبة، كل هذا يؤدي إلى غضب داخلي لكوننا جزءًا من هذه العسكرة الأكاديميّة وفي خدمة أهدافهم المخابراتيّة. بالإضافة لإجبارنا على إخفاء هويّتنا الفلسطينيّة والتنازل عن مركباتها الثقافيّة، الاجتماعيّة والدينيّة، وهو تكملة لجعل العلاقات العنيفة أمرًا طبيعيًّا متناقضًا مع واقع قدسنا الأليم.
نحن، كحراكات طلابيّة وناشطين جامعيين؛ نعي خطورة هذا الواقع علينا وأبعاده، مؤكدين على شرعيّة مشاعركم، تخبطاتكم ورفضكم تجاه العسكرة الجامعيّة. ندعوكم زملاءنا الطلاب، لمشاركتنا خطوات مستقبليّة ضدّ هذه الممارسات العنصريّة المستمرة الموجّهة لتضييق مساحتنا الأكاديمية. وإنّ التفافنا حول هذا الموقف الموحّد، هو قوة وتعزيز للعمل الطلابي الفلسطيني".
وتحاول الحركة الطلابية الفلسطينية في الجامعة العبرية أن تؤسس حاضنة للطلاب العرب، وأن تعمل على نشاطات ذات طابع عربي.
وفي هذا السياق تقول عضو حراك سير وصيرورة لينا جودة: للحراك نشاطات متنوعة كنشاط البيت بيتك والجولات الميدانية المتنوعة، وأسبوع اللغة العربية وأسبوع النكبة ومحاضرات باللغة العربية عن مواضيع تهمنا كفلسطينيين.
وتؤكد جودة على أن الهدف الأساس للحراك "أن نكون حاضنة للطلاب، لأننا في جامعة فيها بيئة لا تشبهنا".
وحراك سير وصيرورة هو حراك يعرف نفسه على أنه: "فلسطيني يحاول خلق إطار يوفر الحاجة الثقافية للطلبة العرب في الجامعة العبرية ويكون بمثابة حاضنة ثقافية جامعة".
ويسعى الحراك "لتمثيل الجميع كحراك فوق حزبي وفوق طائفي وفوق مناطقي، يحاول إنعاش الحياة الثقافية وتفعيلها عبر فعاليات ونشاطات مختلفة".
وتأسس الحراك رسميًا في شباط 2016 كحراك معرفي تطوّعي من الطلاب وإليهم ليتّسع عمله ويشمل عدة نشاطات متنوّعة لإثراء الساحة الطلابية بما يلبّي حاجة الطالب الفلسطيني ويغني تجربته الجامعيّة.
وترى جودة أن التسهيلات التي تقدم إلى المجتمع المقدسي كبيرة، في الجامعة العبرية لأنهم يسعون لتحويل المشهد غير الطبيعي إلى طبيعي مستشهدة بمثال الجيش في الجامعة حيث إن صورة الجيش في ذهننا هو الذي يوقفنا على الحاجز، أو قبل دخولنا إلى الأقصى، أي أنه العدائي، وهم يريدون للطالب المقدسي أن يراه بصورة غير صورته الحقيقية.
وبحسب جودة إنهم يحاولون استغلال الجانب التعليمي للتأثير على عقلية الشباب، آملين من ذلك أن يخفف حدة تعاطي المقدسي مع القضية الفلسطينية.
وبالرغم من كافة المحاولات الإسرائيلية لتهويد العقل المقدسي، من النادر جدا أن يجلس الفلسطيني إلى جانب الإسرائيلي داخل الجامعة، أو أن يكون معه صداقة، فحدود التعامل تنتهي عند الدراسة.
لكن "إسرائيل" لا تترك فرصة إلا وتستغلها كي تدمج المقدسيين أكثر في مجتمعها فعملت على منحة من شأنها أن يتبادل العرب واليهود اللغة حيث يجلس الطالب الفلسطيني إلى جانب الإسرائيلي ويعلم كل منهما لغته للآخر.
وتؤكد جودة أن الحراك في تخوف دائم عندما تسمح لهم إدارة الجامعة بالقيام في نشاطاتهم والتظاهر وغيرها أن تظهر الجامعة الإسرائيلية في صورة ديمقراطية، مشيرة إلى أن سير وصيرورة يعمل بشكل مستقل عن الجامعة مقابل وجود حراكات تعمل مع الجامعة وتأخذ تمويلها من الجامعة.
من جانبها دعت منسّقة الحملة الأكاديمية والثقافية لمقاطعة "إسرائيل" ندى حسين، فلسطينيي الأراضي المحتلة عام 1967 لإعطاء الأولوية في دراستهم للجامعات الفلسطينية، وإذا لم تتوفر فيها التخصصات المطلوبة، ففي الجامعات العربية أو الدولية.
وأكدت حسين على أنها لا تشجع الدراسة في الجامعات الإسرائيلية "لأن ذلك يسهم في إضعاف قطاع التعليم العالي الفلسطيني لذا فمن واجب الجميع المساهمة في رفع المستوى الأكاديمي لجامعاتنا الفلسطينية بدل الهروب منها إلى الجامعات الإسرائيلية الأكثر تطورا".
وأشارت منسقة الحملة إلى أنه في بعض الحالات القسرية لا يمكن اعتبار ذلك تطبيعا، كالحالات التي تدفع المقدسيين للدراسة في الجامعات الإسرائيلية بسبب عدم وجود التخصص المطلوب أو الدرجة المطلوبة (الدكتوراه، مثلاً) في أي جامعة فلسطينية و/أو عدم القدرة على السفر للدراسة في جامعة عربية أو دولية.
أما فيما يتعلق بالتعامل مع حملة الشهادات الإسرائيلية في الوطن العربي فدعت حسين لعدم معاقبة حامل الشهادة الإسرائيلية إذا كان حصوله عليها بشكل قسري.
أما في حال حصوله على الشهادة طوعيا فدعت حسين إلى عدم الاعتراف بالشهادة الإسرائيلية من قبل المؤسسات والجامعات العربية.
في سياق آخر تسعى إسرائيل بشكل حثيث إلى فرض منهاج التعليم الإسرائيلي على مدارس شرقي القدس بهدف إحكام سيطرتها الكاملة على جهاز التعليم.
وفي هذا الشأن يقول رئيس اتحاد لجان أولياء الأمور زياد الشماري إن "التوجه إلى البجروت ليس إراديا والدليل على ذلك بعد سنوات من التهويد لم يتجاوز عدد الطلبة الملتحقين بالنظام الإسرائيلي 8000 طالب من أصل 100 ألف طالب مقدسي، ولكن هناك تخوف، فالتوجه الإسرائيلي اليوم في بناء مدارس فقط للمنهاج الإسرائيلي والمناهج التي تدرس المنهاج الفلسطيني تبقى كما هي".
وبحسب الشماري في هذه الحالة يصبح الأهالي مجبرين، "لأن المدارس التي تدرس المنهاج الفلسطيني لا تكفي الأعداد الموجودة، ولا يوجد أمامهم خيار آخر".
ووفقا للشماري طرحت المعارف الإسرائيلية والبلدية الخطة الخمسية التي تعمل على أن تصبح نسبة المدارس التي تتبع الجانب الإسرائيلي 90% في القدس.
ويوجد 45-47% مدرسة في القدس تتبع إلى بلدية الاحتلال و23% مدارس خاصة ترخيصها وتمويلها إسرائيلي و10% مدارس أهلية وأيضا يتلقون أموالا إسرائيلية و8% مدارس تتبع للأوقاف الإسلامية والسلطة الفلسطينية.
وبحسب الشماري فإن ال8% أصبحت شبه فارغة من الأعداد اليوم بسبب عدم وجود دعم حقيقي وموازنات جيدة وتطوير من السلطة، كما أن أبنيتها مستأجرة.
في المقابل تتوفر في المدارس التابعة لبلدية الاحتلال مختبرات وملاعب وساحات وألواح إلكترونية.
ويوضح الشماري أن النقيض كبير والمشكلة بالقدس هي الحاجة إلى همة قوية ونهضة قوية لتوفير أكبر عدد ممكن من المدارس التي لا تخضع لتمويل إسرائيلي ولا لترخيص إسرائيلي؛ لتحافظ على المنهاج الفلسطيني.
ويقترح على السلطة الفلسطينية أن تعطي تمويلا لمؤسسات خاصة عن طريق مؤسسات دولية لبناء مدارس وتوفير أراض، فليس المطلوب من السلطة أن تأتي لتبني إذا كانت الحجة أنها ممنوعة من القيام بشيء داخل القدس.