حتى أختصر الوقت عليك عزيزي القارئ سأدخل بالموضوع مباشرة دون مقدمات، مع حُمى الانتخابات والتصريحات والغزل السياسي، بالتأكيد أنا مع الانتخابات الفلسطينية بكل مستوياتها من الرئاسة وحتى أصغر مجلس قروي؛ وأدعم جهود كل من يعمل لتحقيقه.
لكن المضحك المبكي بأن البعض يتعامل مع الشعب كأن عليه السمع والطاعة، وكأن الانتخابات عبارة عن ضغطة على إحدى كبسات جهاز التحكم عن بعد، دون الاكتراث بعلاج المرض باستئصاله بقدر ما يتم تسكينه بمسكنات.
موضوع الانتخابات مهم لكل مواطن، لكن الانتخابات لا تحدث بمجرد أننا نريد انتخابات، وسرعة «طبخها» ستحرقها بشكل يدمر ما هو موجود على الرغم من أن ما هو موجود سيئ.
أيضاً، هنا أتحدث من منطلق انتمائي الذي أفتخر به لحركة التحرير الفلسطيني (فتح) إلى من يطرح فجأة أن يشكل قائمة مشتركة «حماس_ فتح» «أخضر أصفر»_ أن هذا غير مقبول لغالبية أبناء الحركة وسيرفعون الكرت الأحمر في وجه هكذا قائمة.
فأبناء الحركة في كافة الميادين والقطاعات والمواقع التنظيمية هم من يجب أن يرشحوا ممثليهم لخوض الانتخابات، لأن الحركة بحاجة إلى تجديد كامل وليس لإعادة إنتاج نفس الوجوه القديمة.
ولنأخذ بعين الاعتبار وضمن خبرة الانتخابات أن «حماس» هي الأقدر على ضبط عناصرها ومؤيديها أكثر، وهنا يبرز السؤال: من يضمن أن يلتزم كافة عناصرها ومؤيديها بالتصويت لصالح قائمة مشتركة مع فتح؟!
قائمة أخضر _ أصفر ستجعل الانتخابات وكأنها استفتاء، وعدم الالتزام بالتصويت للقائمة من قبل أعضاء وأنصار كل حركة وارد وبقوة لثلاثة أسباب:
الأول: لعدم معالجة جذور الانقسام وكافة قضاياه، وترحيلها إلى ما بعد الانتخابات، وهو ما تحدثت عنه بالتفصيل في مقالات سابقة ضمن تجربة عدد من الدول التي واجهت الانقسامات والحروب الأهلية.
الثاني: حالة التعبئة وخطاب الكراهية الذي مارسته «حماس» ضد «فتح» (وبالعكس) الذي امتد لـ 14 عاماً، وفجأة تريد أن يتم التزاوج بعد هذا الطلاق والتشهير المتبادل.
الثالث: مأسسة المصالح الخاصة لعدد ممن يستفيدون من الانقسام.