السبت  16 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

مساعدات الأونروا الغذائية.. انتظار طويل للحصول على حصة متواضعة

2015-03-14 10:05:20 AM
مساعدات الأونروا الغذائية.. انتظار طويل للحصول على حصة متواضعة
صورة ارشيفية

غزة- محمد مصطفى

باتت مراكز توزيع المساعدات الغذائية التابعة لوكالة الغوث الدولية "الوأنروا"، مقصداً لعشرات الآلاف من الفقراء ومعدومي الدخل، ممن ينتظرون مواعيد التوزيع بفارغ الصبر، ليوفروا بعضاً من المتطلبات الغذائية لأسرهم.

ومع الإعلان عن كل دورة توزيع، يتهافت اللاجئون الفقراء إلى المقار المذكورة، لتلقي كميات من المساعدات الغذائية المتنوعة، التي تصرف مرة كل عدة أشهر.

وفي أحد المراكز الواقع وسط مدينة رفح جنوب قطاع غزة، شوهدت طوابير من المواطنين يصطفون أمام النوافذ المخصصة لتوزيع المواد التموينية، بينما شوهدت المساعدات توضع على عربات كارو ودراجات توك توك، لنقلها من المراكز إلى المنازل.

وبدا لافتاً أن معظم المتوقفين في طوابير الانتظار، هم في الأصل صناع وعمال مهرة، كانوا ينعمون برغد العيش، ويتقاضون مبالغ مالية مرتفعة، قبل منع دخول العمال للعمل داخل إسرائيل.

مساعدات وحيدة

المواطن إبراهيم ناصر، من سكان مدينة رفح، وصل إلى مركز التوزيع في اليوم المحدد له، يصطحب معه بطاقة الهوية الخاصة به، وبطاقة التسجيل التي تصدرها "أنروا"، وبدأ بالتوقف أمام النوافذ وتسلم المساعدات.

ناصر أكد أنه يحصل مرة كل عدة أشهر على ثلاثة شوالات من الدقيق، وكمية من السكر وزيت الطعام والرز وبعض المعلبات، وهي المساعدة الوحيدة التي يتلقاها وأسرته، البالغ عدد أفرادها ثمانية أشخاص.

وأوضح أن وضعه المعيشي بات صعبا، وكل الأبواب مقفلة في وجهه، رغم أنه يمتلك حرفة البناء، ولو كان خارج حدود غزة لعاش وأسرته منعمين.

وأكد ناصر أنه وأمثاله من العمال باتوا منسيين، فالفصيلان الكبيران يتصارعان على المناصب والمكاسب السياسية، وهو وأمثاله يسحقون تحت الأقدام، دون أن يلتفت أحدا لمعاناتهم.

وليس بعيداً عن ناصر، كان المواطن خليل عبد الله، ينقل حصته الغذائية بمساعدة أحد أبنائه، ويضعها على متن عربة كارو يجرها حيوان، بهدف إيصالها لمنزله.

وأكد عبد الله، أنه مساعدات وكالة الغوث ورغم قلتها وتباعد توزيعها، إلا أنها باتت تعتبر بمثابة قطرة الماء التي تبلل حلوق الظمأى في قطاع غزة.

وانتقد عبد الله غياب دور حكومي فاعل لمساعدة الفقراء، وترك الأخيرين يتسولون المساعدة من وكالة الغوث، وانتظار موعد تسلمها بفارغ الصبر.

وطالب عبد الله وكالة الغوث، بالعمل من أجل تحويلها إلى مساعدة دائمة ومنتظمة، تصرف مرة كل شهرين، بدلاً من ثلاثة أو أربعة أشهر، لاسيما وأنها أضحت ضرورية للأسر الأشد فقراً.

وتصنف وكالة الغوث الفقراء إلى نوعين، الأول فقع مدقع، وهؤلاء يحصلون على مساعدة مضاعفة، وفقراء عادين يحصلون على مساعدات اعتيادية.

وأمام نفس المركز، كان يقف المواطن خالد حمد مع أحد التجار، لبيعه جزءا من حصته التي تلقاها لتوه.
 
حمد وهو عامل عاطل عن العمل منذ سنوات، أكد أنه مجبر على بيع جزء من حصته رغم حاجته لها، فهو بحاجة للمال لشراء حاجيات أخرى لأسرته.

وأوضح حمد أنه كان يأمل بأن يحصل على فرصة عمل مؤقتة من برنامج التشغيل الذي تنفذه وكالة الغوث، لتمنحه القليل من المال، لكنه وبعد مراجعة الموظف المختص، طلب منه الانتظار لبعض الوقت.

ولفت حمد إلى أن احتياجات أسرته كبيرة، ولا يمكن لحفنة من الدقيق والرز سدها، فالأبناء بحاجة إلى سلع غذائية متنوعة، وملابس وغيرها.

ويصل عدد المستفيدين من برنامج المساعدات الغذائية الطارئ الذي تنفذه "أنروا"، منذ نحو عقد ونصف من الزمن، إلى نحو 700 ألف مستفيد في كافة أنحاء القطاع.