الحدث-وكالات
تتحدث الدراسات الحديثة عن مسألة الإدمان على استخدام الهاتف الذكي. ويكفي قراءة الأرقام التالية لتظهر أن تعلق المستخدم بهاتفه الذكي أصبح مرضياً:
يختار ثلث الأمريكيين التخلي عن الجنس عوضاً عن الاستغناء عن هاتفهم الذكي. 55% من الصينيين وثلثا الهنود يفضلون التخلي عن يوم عطلة في الأسبوع على التخلي عن هاتفهم ليوم واحد.
ويستخدم الأمريكي الراشد التطبيقات ومتصفح الإنترنت على هاتفه بمعدل 43 ساعة و31 دقيقة في الشهر. هذا فيما يعاني 40% من مستخدمي الهاتف الذكي في الولايات المتحدة من النوموفوبيا Nomophobia، وهي الشعور بالخوف من فقدان الهاتف المحمول أو التواجد خارج نطاق الخدمة.
واستخلص بحث أجرته جامعة Glasgow الاسكتلندية أن نصف المشاركين في الدراسة يتحققون من بريدهم الإلكتروني مرة كل ساعة، فيما يقوم بعض الأفراد بالتأكد من البريد الوارد 30 إلى 40 مرة في الساعة.
في السياق نفسه، تحذر دراسة من أن استخدام الهاتف الذكي يضاعف خطر إصابة المستخدم بالنرجسية، وهو اضطراب في الشخصية يجعل صاحبه مغروراً ومتعالياً وغير آبه بالآخرين. وأوصى الباحثون في الدراسة بأهمية وضع تحذير على الهواتف الذكية بأنها تسبب الإدمان، ما جعل 35% من المستخدمين يستعملونه في أماكن حيث يحظر استخدامه.
وعزت الدراسة ازدياد الخطر على المستخدمين إلى "إدمان" استعمال الهاتف الذكي، أو الاستخدام المفرط له، وكشفت أنه يستخدم بمعدل 3.6 ساعات في اليوم الواحد.
وتربط دراسات أخرى بين الاستخدام المفرط للهاتف الذكي والاكتئاب، مستخلصةً أن استعماله بكثرة يثبت أن الشخص يعاني اضطرابات نفسية، فيترقب الإشعارات على أمل أن تحسن مزاجه. ويتفقد صاحب الهاتف الذكي هاتفه 150 مرة في اليوم.
ويتم، عبر الهواتف الذكية، نشر 500 مليون صورة كل 24 ساعة وتخطت الفيديوهات الـ55% من إجمالي المعلومات المنشورة عبر الهواتف في العام 2014.
ودفع الأمر جمعية ألمانية للمشاة إلى المطالبة بفرض غرامات على الأشخاص الذين يستخدمون هواتفهم الذكية أثناء سيرهم في الشارع، على غرار تلك المفروضة على السائقين معتبرة أن هذا السلوك يزيد من خطر وقوع الحوادث.
وأطلقت الجمعية حملة توعية بعنوان "فلنمش مرفوعي الرأس" مشيرة إلى وجوب انتباه المشاة إلى ما يجري حولهم. وقالت: "عادة توجه أصابع الاتهام إلى السائقين في حوادث الصدم، لكن العدل يقتضي أن يتحمل المشاة أيضاً المسؤولية في الحوادث التي تقع معهم أثناء استخدامهم الهواتف".
انتشار الهاتف الذكي
عالمياً، بيع أكثر من 1.2 مليار هاتف ذكي حول العالم في العام 2014 في زيادة بنسبة 28.4% مقارنة بالمبيعات المسجلة في العام 2013. ومن المتوقع أن يصبح ثلث سكان العالم من أصحاب الهواتف الذكية بحلول العام 2017.
أما في دول مجلس التعاون الخليجي، فارتفعت شحنات الهواتف الذكية أربعة أضعاف مقارنة بالعام الماضي، لتشكل نصف الهواتف التي تباع في منطقة الشرق الأوسط. وتشكل الهواتف الذكية في الوقت الراهن ما نسبته 75% من مجمل الهواتف التي تُشحن إلى دول الخليج.
وتحل منطقة الشرق الأوسط في المرتبة الثانية بين مناطق العالم من حيث عدد مستخدمي الهواتف الذكية بحوالي 525.8 مليون مستخدم، 72% منهم لا تتجاوز أعمارهم الـ34 عاماً.
كذلك يحقق سوق الهواتف الذكية نمواً سريعاً في أنحاء الشرق الأوسط الأخرى، إذ ارتفعت معدلات النمو في المدة الأخيرة. ويتوقع أن تتخطى نسبة اختراق الهواتف الذكية في المنطقة الـ60% في نهاية العام الجاري. وتتخطى نسبة اختراق الهواتف الذكية في قطر والكويت والبحرين والإمارات والسعودية الـ50%.
وفي حين لا تزال أفريقيا والشرق الأوسط متأخرين عن منطقة مجلس التعاون الخليجي وتركيا، فإن عدد الهواتف الذكية التي تم بيعها في الربع الثالث من 2014 قد تضاعف بنسبة 300% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق في تلك المنطقتين.
ومن العوامل التي تدفع سوق الهواتف الذكية إلى تحقيق نمو سريع، الديموغرافيا الشابة، إذ %44 من السكان لا تتعدى أعمارهم الـ20 سنة. ولدى أكثر من 125 مليوناً اتصال بالإنترنت، فيما يصل عدد الفاعلين على وسائل التواصل الاجتماعي إلى 53 مليوناً.