الحدث - عمان
اعتبر مشاركون في أعمال مؤتمر شبابي يناقش تحديات مناهضة الإرهاب، في العاصمة الأردنية عمّان، اليوم السبت، أن إيران وإسرائيل والحركات المتطرفة من "أكبر الأخطار" التي تهدد المنطقة العربية حاليا.
جاء ذلك في المؤتمر الذي حمل عنوان "أهمية دمج الشباب في المشاركة المدنية ومكافحة التطرف"، ويستمر يومين، ونظمه مركز الحياة لتنمية المجتمع المدني (غير حكومي)، بالعاصمة عمان، وشارك فيه مسؤولون أردنيون سابقون، وأعضاء حاليون في مجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان) برفقة مجموعات من الشباب الجامعيين.
وقال رئيس الوزراء الأردني الأسبق طاهر المصري إن "التنمية السياسية الحقيقية تكمن في تمكين الشباب من المشاركة في القرار في القضايا الوطنية".
واعتبر أن التحدي الذي يقلق الشباب هو ثالوث "الفقر، والبطالة، وغياب المشاركة فيما يخص حاضرهم ومستقبلهم".
وأكد المصري، في كلمة له بأعمال المؤتمر، أن لدى الشباب "شكوكا وتخوفات في جدوى المشاركة، سواء أكان تخوفا أمنيا، والذي يجب إنهاؤه، أو لعدم وجود برامج حزبية حقيقية تلبي طموحهم واحتياجاتهم، إضافة للظروف الاجتماعية، والمعيشية التي تحاصرهم بثقافات ومفاهيم خاطئة".
وذهب إلى أن "حل القضية الفلسطينية بشكل عادل، واستقرار الدول العربية سيعزز الثقة لدى الشباب العربي بعامة والأردني بخاصة، ويسقط مشاعر الإحباط ويساهم في المشاركة الإيجابية في مختلف المجالات".
وفي كلمة له، اعتبر رئيس مجلس النواب الأسبق عبد الهادي المجالي أنه "نتيجة لغياب الفهم الرسمي لواقع الشباب ولاشتغال الأطر والمؤسسات الشبابية بالأمور الهامشية حدث خلل واتسع هامش انعدام الثقة، وبات أغلب الشباب لا يشعرون أن صلتهم بالحكومات قائمة على أساس سليم".
واعتبر أن "التطرف يستمد قوته وصعوده من غياب الأفق السياسي وانعدام العدالة وانهيار قيمة تكافؤ الفرص وانتكاس مفهوم التنمية الشاملة وتعاظم الصعاب الاقتصادية والمالية والعجز عن توفير متطلبات المعيشة الكريمة".
وقال إن "المنطقة والإقليم أمام خطرين بارزين لا سبيل لإنكارهما أو التقليل من شأنهما، وهما خطر التمدد الإيراني، وخطر التطرف والتشدد المتمثل في تنظيم ما يوصف ظلماً بالدولة الإسلامية (داعش)".
فيما اعتبر عضو البرلمان النائب عبد المنعم العودات أن "المنطقة تمر بعملية تقسيم جديدة عبر أياد خفية تحرك هذا التقسيم"، من دون مزيد من التفاصيل حول أصحاب تلك الأيادي.
لكن الناشط بالعمل الشبابي، سامي المعايطة، اعتبر أن "أهم المعيقات والتحديات التي أوصلت لطريق مسدود من الحوار وغياب نضوج التجربة السياسية والحزبية والشبابية والاجتماعية والاقتصادية في بلاده يتمثل بحالة غياب الوعي لمفاهيم الديمقراطية والدولة المدنية والتعددية وأحياناً عدم الإيمان بها".
وقال مدير الشؤون السياسية في وزارة الشؤون السياسية والبرلمانية الأردنية علي الخوالدة إن "الوزارة تقوم بخطة عمل لمواجهة التطرف الفكري بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية"، لكنه لم يكشف عن ملامحها.
ومن المنتظر أن يستكمل المؤتمر أعماله غداً الأحد، وأن يخرج بتوصيات تدعو لإدماج الشباب الأردني في صناعة القرار، وتعديل التشريعات الناظمة للعمل السياسي في البلاد بخاصة قوانين الأحزاب والانتخاب والبلديات بما يمكن من تمثيل أوسع لهم في تلك القطاعات، بحسب منظمي المؤتمر.