الحدث - جهاد الدين البدوي
أفادت شبكة "BBC" الاخبارية أن الولايات الأمريكية كثفت من الإجراءات الأمنية ورفعت مستوى التأهب تحسباً لمواجهة مظاهرات مسلحة من أنصار الرئيس المنتهية ولايته، دونالد ترامب، بالتزامن مع تنصيب خلفه جو بايدن.
ونشرت قوات الحرس الوطني في واشنطن لمنع أي محاولات للإخلال بالأمن، على غرار ما وقع قبل نحو 10 أيام عندما اقتحم المتظاهرون مقر الكونغرس.
وحذر مكتب التحقيقات الفيدرالي من وقوع مظاهرات مسلحة من جانب أنصار ترامب في جميع الولايات الخمسين الرئيسة.
وفي العاصمة، ألقي القبض على رجل مسلح يوم الجمعة كما أكدت شرطة الكابيتول، يوم السبت، أن رجلاً من ولاية فرجينيا يحمل "أوراق اعتماد غير حكومية" أوقف واعتُقل عند نقطة تفتيش أمنية مع ما لا يقل عن بندقية واحدة و509 طلقات ذخيرة.
لكن الرجل، ويدعى ويسلي ألين بيلر، أُطلق سراحه لاحقا من الحجز وأخبر صحيفة "واشنطن بوست" أنه لا ينوي إحضار سلاح ناري إلى واشنطن، حيث قال إنه كان يعمل مع شركة أمنية خاصة.
وقال: "توقفت عند نقطة تفتيش بعدما ضللت الطريق في العاصمة لأنني ابن الريف". "أريتهم شارة التنصيب التي أعطيت لي".
ويأتي الاعتقال في الوقت الذي تعزز فيه السلطات الأمن في واشنطن، إذ أغلقت العديد من الشوارع - على بعد أميال من مبنى الكابيتول - بحواجز إسمنتية وأسوار معدنية.
وأغلق مركز تسوق واشنطن الوطني الذي عادة ما يكون مكتظاً بالآلاف من الأشخاص لحضور حفلات التنصيب، بناء على طلب "الخدمة السرية" - الوكالة المكلفة بحماية الرئيس.
وتتكون الولايات المتحدة من 52 ولاية، خمسون منها متجاورة في البر الرئيس، علاوة على جزيرة هاواي وولاية آلاسكا التي تفصل بينها وبين البر الرئيس دولة كندا.
وكان بايدن وفريقه الانتقالي قد ناشدوا المواطنين تجنب السفر إلى العاصمة لحضور حفل التنصيب حرصاً على تجنب تفشي وباء كورونا بين الحشود وطالبوهم بمتابعة الحفل عبر شاشات التلفزة.
وينتظر أن يشهد الأحد مظاهرات بعدما دعا أنصار ترامب والمتشددون على وسائل التواصل الاجتماعي إلى مظاهرات مسلحة في هذا اليوم، وفي يوم التنصيب أيضاً الذي يليه بثلاثة أيام.
وطالبت بعض الميليشيات المسلحة أنصارها بعدم حضور هذه المظاهرات، محذرة من أنها كمائن أعدتها أجهزة الأمن لاعتقالهم.
ويأتي ذلك بعد أسبوع أصبح فيه دونالد ترامب أول رئيس أمريكي يُعزل مرتين. ويواجه الآن محاكمة في مجلس الشيوخ بتهمة "التحريض على التمرد" المرتبطة باقتحام مبنى الكابيتول من قبل مجموعات من أنصاره في 6 يناير/ كانون الثاني في محاولة لإحباط تصديق الكونغرس على فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية.
وألقي القبض على عشرات الأشخاص على خلفية الاعتداء على مبنى الكابيتول.
وتقول شكوى جنائية إنه قُبض عليه في هيوستن في ولاية تكساس يوم الجمعة واتُهم بجريمتين فيدراليتين، بما في ذلك الدخول العنيف والسلوك غير المنضبط داخل مبنى الكابيتول.
أي الولايات تشدد إجراءاتها؟
كل الولايات الرئيسة اتخذت إجراءات استثنائية، مثل تظليل وتغطية نوافذ المباني الحكومية، ورفض السماح بأي مسيرات جماعية، بينما أعلن حكام ولايات ميريلاند ويوتاه ونيوميكسيكو حالة الطوارئ على مستوى الولايات.
ونشرت ولايات أخرى، مثل كاليفورنيا وبنسلفانيا وميتشغان وواشنطن وويسكونسين، آلاف الجنود من الحرس الوطني بينما قررت ولاية تكساس إغلاق مقرات الحكومة المحلية بدءاً من السبت وحتى اليوم التالي لتنصيب بايدن.
وحسب مدير الأمن العام لولاية تكساس، ترجح المعلومات الاستخباراتية وقوع أعمال عنف من جانب المتشددين خلال المظاهرات التي أعلن عنها خلال الأسبوع الجاري "بهدف ارتكاب أعمال إجرامية".
وقال حاكم ولاية فيرجينيا، رالف نورثان، خلال مؤتمر صحفي "إذا كنت تخطط للقدوم إلى العاصمة بنية سيئة في قلبك، يجب أن تتوقف الآن وتعود من حيث أتيت. أنت لست موضع ترحاب في عاصمة أمتنا ولو أصررت وأقدمت على فعل ما تخطط له فستجد ولاية فيرجينيا مستعدة".
ويرى محللون أن الولايات التي شهدت حملات دعائية عدوانية خلال الانتخابات هي الأكثر عرضة لوقوع أعمال عنف فيها، وعلى رأس هذه الولايات ميشغان التي نصبت حاجزاً يبلغ ارتفاعه نحو مترين حول مقر الحاكم والإدارة المحلية.
وقال مدير الشرطة في الولاية جو جاسبر "نحن على أهبة الاستعداد لأكثر السيناريوهات سوءاً ولكننا على أمل بأن من يرغبون في التظاهر حول مقر الحاكم سيفعلون ذلك بشكل سلمي".
وأوضح أن مقر الحاكم يشهد حراسة وتدابير أمنية مشددة، على رأسها نشر المزيد من عناصر الأمن والجنود بشكل مستمر حتى منتصف الشهر المقبل على أقل تقدير.