الحدث- عبد الرؤوف ارناؤوط
ليس بالضرورة أن تفوز بالانتخابات في إسرائيل لكي تشكل الحكومة ..هذا ما أثبته الواقع على الأقل مرة واحدة ومع تسيبي ليفني التي تقف حاليا بالشراكة مع يتسحاق هرتسوغ على رأس حزب "المعسكر الصهيوني" الوسطي صاحب الحظ الأوفر بالفوز في الانتخابات المقررة الثلاثاء.
كان ذلك في شهر فبراير/شباط 2009 حيث فاز حزب "كاديما" برئاسة تسيبي ليفني بـ 28 مقعدا متفوقا بذلك على "الليكود" برئاسة بنيامين نتنياهو، إلا أنها اخفقت في تشكيل حكومة ما دفع بالرئيس الإسرائيلي آنذاك شيمون بيريز للطلب من نتنياهو تشكيل حكومة وهو ما تم.
ويشير استطلاع أخير للرأي العام في إسرائيل نشرته القناة الثانية للتلفاز العبري ، مساء الجمعة الماضي ، إلى تقدم "المعسكر الصهيوني" بحصوله على 26 مقعدا على منافسه "الليكود" برئاسة نتنياهو الذي يحصل على 22 مقعدا.
ولا يكفي الحصول على أعلى الأصوات من اجل تشكيل الحكومة وإنما يتوجب الحصول على تأييد 61 عضوا من الكنيست (البرلمان) من إجمالي 120 عضوا .
مستذكرة تلك الحادثة المثيرة ، قالت ليفني في مقابلة مع صحيفة "جروزاليم بوست" الإسرائيلية يوم الجمعة إلى "الصعوبة التي سيواجهها "المعسكر الصهيوني" في تشكيل الحكومة القادمة".
ولكنها استدركت "في العام 2009 كان لدى نتنياهو تأييد 61 عضوا بالكنيست، إلا أن هذا غير متوفر له الآن".
وفي هذا الصدد، قال وديع ابو نصار، المحلل في الشؤون الإسرائيلية، "الانتخابات ليست نهاية المطاف فالمفاوضات الائتلافية التي ستعقب الانتخابات لا تقل أهمية لأنها من يحسم الشكل النهائي للحكومة".
وأضاف "ما زالت تجربة ليفني ماثلة في الأذهان ولم يمض عليها وقت طويل فقد وقعت في العام 2009 إذ حصلت على أعلى الأصوات ولكنها فشلت في تشكيل الحكومة".
ومع نشر كل استطلاع تنشغل محطات التلفزة الإسرائيلية بالحديث عن سيناريوهات محتملة للحكومة المقبلة منها من هو يميني برئاسة نتنياهو أو وسطي-يميني برئاسة يتسحاق هرتسوغ.
ورأى أبو نصار أن مبعث الأزمات التي يقع فيها المشهد السياسي الإسرائيلي وبالتالي انفتاحه على مفاجآت هو عدم وجود أحزاب كبيرة في إسرائيل.
وقال "نتحدث عن حزبين كبيرين ولكن مقاعد كل واحد منهما لا تصل حتى إلى نصف عدد المقاعد المطلوبة لتشكيل حكومة، ولذلك فإنهما يضطران لإقامة تحالفات، ولكن أيضا الأحزاب التي تنضم إلى هذه الائتلافات ليست كبيرة وبالتالي أنت تتحدث عن 5-6 أحزاب كي تصل إلى الرقم المنشود وهو ما يزيد عن 61 مقعدا وهذه هي الإشكالية الكبرى التي تواجهها إسرائيل".
ومع انتهاء الانتخابات يجتمع الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين مع قادة الأحزاب الإسرائيلية لاستطلاع أرائها بشأن الشخصية التي يكلفها بتشكيل الحكومة.
ولكن الرئيس الإسرائيلي عادة ما يكلف الحزب الحائز على أعلى الأصوات بتشكيل الحكومة، وفي حال فشله فإنه يطلب من الحزب الحاصل على ثاني أعلى عدد الأصوات بتشكيل الحكومة.
وكان ريفلين، قد قال في وقت سابق، إنه يحبذ تشكيل حكومة وحدة وطنية من الحزبين الكبيرين وبعض الأحزاب لإقامة حكومة قومية، ولكي لا تضطر إسرائيل لإجراء انتخابات كل عامين، إلا أن استطلاع للرأي العام الإسرائيلي أشار مؤخرا إلى أن 53% من الإسرائيليين يرفضون هكذا حكومة.
ولم يسبق أن خرجت الانتخابات الإسرائيلية بنتائج تخالف بشكل كبير نتائج استطلاعات الرأي العام الإسرائيلي.
غير أن المفاجآت لا تتوقف فقط عند إخفاق الحزب الأكبر بتشكيل الحكومة، إذ انه قد تفشل أحزاب أيضا في اجتياز نسبة الحسم البالغة 3.25 % من عدد أصوات الناخبين.
ويحصل الحزب الذي يجتاز نسبة الحسم على 4 مقاعد كحد أدنى ويرتفع عدد المقاعد مع ارتفاع عدد الأصوات.
وفي هذا الصدد، فتتم الإشارة إلى 3 أحزاب وهي "ميرتس" اليساري برئاسة زهافا غلؤون و"إسرائيل بيتنا" اليميني برئاسة وزير الخارجية افيغدور ليبرمان و"ياحد" اليميني برئاسة ايلي ايشاي.
وتضع استطلاعات الرأي العام الإسرائيلية هذه الأحزاب في أدنى قائمة الأحزاب الـ11 المتوقع أن تجد طريقها إلى البرلمان الإسرائيلي ما يجعلها في منطقة الخطر.
وكانت استطلاعات للرأي العام أشارت إلى أن "ياحد" قد لا يجتاز نسبة الحسم التي تؤهله لدخول البرلمان في حين أشارت أخرى إلى حصوله على 4-5 مقاعد.
ولكن لم يسبق أن أشارت استطلاعات إلى خروج "إسرائيل بيتنا" أو "ميرتس" ما يجعل خروج احدهما أو كلاهما مفاجأة لهذه الانتخابات.
وكانت زهافا غلؤون زعيمة "ميرتس" سباقة في التحذير من أن حزبها اليساري الوحيد في إسرائيل، قد لا يجتاز نسبة الحسم.
وقالت غلؤون في محاضرة في حولون (وسط إسرائيل) يوم السبت، أن حزبها "قد لا يحصل على الحد الأدنى من الأصوات المطلوبة للوصول إلى الكنيست وهو ما سيكون من شأنه عمليا إنهاء أي آمال لزعيم "المعسكر الصهيوني" يتسحاق هرتسوغ بابعاد نتنياهو عن رئاسة الوزراء".
ونقلت صحيفة "جروزاليم بوست" الإسرائيلية عنها حثها "المصوتين التقليدين لـ"ميرتس"الذين يفكرون بالتصويت ل"المعسكر الصهيوني" بإعادة التفكير بقرارهم".
وحذرت من أنه "اذا لم يكن هناك "ميرتس" (في الكنيست) فإنه لن يكون هناك يسار في إسرائيل".
المصدر: الاناضول