الجمعة  22 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

معاداة الصهيونية لا تعني معاداة السامية

2021-02-01 11:37:33 AM
معاداة الصهيونية لا تعني معاداة السامية
منظمات يهودية مناهضة للصهيونية ولإسرائيل - غيتي

ترجمة الحدث - براء بدر

كتب هذه المقالة جدعون ليفي في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، ترجمتها الحدث وجاء فيها:

يعود المؤرخ غيدي طاوب إلى جذور الدعاية الصهيونية: لا تملك خيارا سوى  تأييدها.  ليس هناك أية حاجة للإقناع أو الاقتناع بها أو الإيمان بها  أو دحضها. عندما يتعلق الأمر بأكثر الأيديولوجيات تقديسًا أي الأيديولوجيات المحصنة من الخطأ، فإن أي انتقاد لها يعد غير مشروع.  وكل من يعارض هذا مصيره واحد وهو الاتهام بمعادة السامية. لا يعرف طاوب أي طريقة أخرى لتبرير الحجج الأخلاقية التي أثيرت ضد الصهيونية.

وهكذا تصبح الصهيونية في أيدي مثقفين، مثل طاوب، أيديولوجية استبدادية لا يمكن رفضها. سيكون من الصعب التفكير في دليل واضح على الحاجة إلى إعادة مناقشة عدالة الصهيونية ومناقشة ضحاياها ومناقشة مدى مناسبتها  للواقع اليوم. أنت لست صهيونيًا، إذن، أنت معاد للسامية.

 نزع الشرعية هو الملاذ الأخير للصهيونية

لو كان الصهاينة أمثال طاوب مقتنعين حقا بعدالة قضيتهم لما كان يستفزهم أي انتقاد أو سؤال أو تشكيك. ومن هنا تشبه الصهيونية الإيمان الديني المتعصب أكثر من كونها وجهة نظر. ومثلما الحال مع الأرثوذكس المتطرفين، الصهيونية أيضًا لا تستجيب لأي فرصة للمناقشة أو التشكيك أو الانتقاد.  ولو لم يشعر الصهاينة  أن شيئًا ما في ماضي الصهيونية وحاضرها كان يحترق تحت أقدامهم، لما خاضوا مثل هذه المعركة الشرسة ضد خصومهم ومنتقديهم. هذا هو الحال عندما تكون حججك ضعيفة.

إسرائيل دمرت بمستوطناتها أي فرصة لحل الدولتين

تمسك طاوب بتعريف معاداة السامية كما عبر عنه التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست، وهي الأداة الجديدة والفعالة التي تستخدمها المؤسسة الصهيونية لسحق أي انتقاد لإسرائيل.

وقد أثارت عريضة قدمتها منظمات إسرائيلية ويهودية للرئيس الأمريكي الجديد تدعو إلى عدم تقنين هذا التعريف في القانون غضب طاوب.  فهو يتهم اليمين المتطرف بتشويش الخط الفاصل بين إسرائيل والأراضي المحتلة واتخاذ إجراءات من شأنها إفشال تقسيم "أرض إسرائيل".

إسرائيل هي التي أزالت حدود "الخط الأخضر" لعام 1967، ودمرت بمستوطناتها أي فرصة لحل الدولتين وليست حركة المقاطعة "بي دي أس".

وللأسف، فإن المنظمات التي يهاجمها طاوب، مثل صندوق إسرائيل الجديد وجي ستريت، لم تملك بعد الشجاعة لتنأى بنفسها عن الصهيونية. هآرتس أيضا، التي تعتبر أكثر يسارية من هذه المنظمات في أوساط معينة، تعرّف نفسها على أنها صحيفة صهيونية. ولكن تمردهم ضد التعريف غير المحدود للاسامية والذي يهدف الى تبييض الاحتلال وإسكات منتقديه يكفي لتحويلهم إلى يهود يكرهون أنفسهم ويعادون السامية بأنفسهم.

يجب أن يكون الرد على هذا حازما وغير اعتذاري. يمكن للمرء أن يعتبر الصهيونية عنصرية دون أن يشتبه في كونها معادية للسامية. من غير المعقول أن تتم إدانة أولئك الذين يكافحون العنصرية باعتبارهم عنصريين من السلالة اللاسامية.  من قانون العودة إلى قانون الدولة القومية، ومن التطهير العرقي عام 1948 إلى التطهير العرقي في غور الأردن وتلال الخليل الجنوبية في عام 2021، هذا هو الملخص الموجز للتاريخ الصهيوني. أليست هذه عنصرية؟

حقيقة التمييز العنصري مخفية فقط عن المكفوفين والجاهلين والدعاة والكاذبين

لا تسعى حركة المقاطعة "بي دي أس" إلى تدمير إسرائيل، بل تريد فقط استبدال نظام التفوق اليهودي الموجود فيها. وحق العودة للفلسطينيين لا يستهدف رمي اليهود في البحر، وحل الدولة الواحدة لا يستهدف إعادة اليهود إلى أوروبا. الجميع يرغب فقط، بشكل جزئي ومتأخر، في إصلاح خطأ تاريخي ارتكبته الصهيونية، عمداً أو بغير قصد، ودون ذلك لا يمكن تحقيق عدالة متأخرة هنا.

لم يعد بإمكان المرء مقاطعة المستوطنات فقط لأن إسرائيل حولتها إلى جزء لا يتجزأ من الدولة. هي التي قامت بمحو الخط الأخضر للتنصل من أية مسؤولية عما يحدث في تلك المناطق. جنين وتل أبيب تحت الحكم ذاته، وأي انتقاد لها يجب أن يوجه إلى القدس.

القدس هي مقر الحكومات الإسرائيلية، التي أصبحت حكومات فصل عنصري. ويجب على المرء محاربتها، حتى لو ادعى طاوب أن مثل هذه المحاربة يمكن أن تؤدي إلى الإبادة وأن مؤيديها معادون للسامية.  ولحسن الحظ، ليست الصهيونية وطاوب القضاة الأخلاقيين الوحيدين في العالم.