السبت  30 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

استطلاع للرأي: 53 % من المواطنين يرون أن الفساد ازداد خلال عام 2020(صور)

2021-02-02 09:57:56 AM
استطلاع للرأي: 53 % من المواطنين يرون أن الفساد ازداد خلال عام 2020(صور)
مؤتمر صحفي نظمه إئتلاف أمان

الحدث – كرمل إبراهيم

 أظهرت نتائج استطلاع للرأي العام، حول واقع الفساد ومكافحته في فلسطين لعام 2020 في كل من الضفة الغربية، والقدس، وقطاع غزة، ونفذه ائتلاف "أمان"، أن 53% من المواطنين يرون أن الفساد ازداد، ويرتفع هذا الاعتقاد إلى 67% في الضفة الغربية مقارنة بـ 33% في قطاع غزة. وبالرغم من التحسن على توقعات المواطنين بشأن انتشار الفساد، إلا أن المواطن ما زال متشائما، إذ يعتقد 55% من المواطنين بأن الفساد سيزداد في العام القادم مقارنة بـ 60% في استطلاع العام الماضي.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي نظمه أمس ائتلاف "أمان" أعلن فيه مديره التنفيذي عصام حج حسين، نتائج الاستطلاع.

أغلبية المواطنين يرون أن الفساد ازداد في 2020

مشكلة الفساد على سلم أولويات المواطن 

وقال الحج حسين: "جاء موضوع الفساد ضمن أبرز أربعة تحديات تواجه المجتمع الفلسطيني في العام 2020 بحسب وجهة نظر المواطنين، فقد نالت القضايا الاقتصادية الأولوية الأولى بنسبة 26%، تلاها بفارق نقطة فقط مشكلة تفشي الفساد بنسبة 25%، ومن ثم ممارسات الاحتلال بنسبة 21%، وأخيرا الانقسام، والذي حصل على نسبة 14%".

وأضاف الملفت: "مشكلة تفشي الفساد حظيت بالأولوية الأولى لدى فئة الشباب لمن هم أقل من 30 عاما، ولدى العاملين في القطاع العام".

وأظهرت النتائج اختلافاً بين رأي المواطنين في الضفة الغربية وقطاع غزة بخصوص أولوية حل مشكلة تفشي الفساد، فقد حلّ تحدي تفشي الفساد في الضفة الغربية بالترتيب الأول، حاصلا على 30%، مقابل حلوله في الترتيب الرابع لدى المواطنين في قطاع غزة، حاصلا على 17%، في حين حظيت مشكلة استمرار الانقسام على الأولوية الأولى لدى مواطني قطاع غزة بنسبة 23%، فيما حصلت على نسبة 8% في الضفة الغربية.

46% من المواطنين يرون أن هيئة مكافحة الفساد ما بين فعّالة الى متوسطة الفعّالية

ولفتت النتائج إلى انخفاض تقييم المواطنين لفعالية هيئة مكافحة الفساد (فعّالة الى متوسطة الفعّالية)، حيث أشارت إلى انخفاض التقييم بواقع ثلاث نقاط (49% مقارنة بـ 46%)، مقارنة بنتائج الاستطلاع الذي تم إجراؤه في العام 2019.

84% من المواطنين يرون أن دور نيابة مكافحة الفساد وجرائم الأموال في غزة يقع بين متوسط وضعيف الفعالية

وبخصوص غزة، أظهرت النتائج أن 84% من المواطنين في قطاع غزة يرون أن دور الجهات التي تتابع قضايا الفساد (نيابة مكافحة الفساد وجرائم الأموال) في مكافحة الفساد يقع بين متوسط وضعيف الفعالية.

ما زال انطباع المواطنين حول صفة مرتكبي الفساد بأنهم "موظفون في الفئات العليا"

ووفقا للنتائج، يرى 58% من المواطنين أن مستوى حجم الفساد في مؤسسات السلطة الوطنية ما زال كبيرا، وأن انطباع المواطنين حول صفة مرتكبي الفساد بأنهم موظفون في الفئات العليا. وتعدّ الوزارات ذات العلاقة المباشرة بتقديم الخدمات هي الأكثر عرضة لانتشار الفساد من وجهة نظر المواطنين، إضافة الى هيئة الشؤون المدنية، وبشكل خاص في قطاع غزة.

وأظهرت النتائج، تباينات في ترتيب الوزارات الأكثر عرضة لانتشار الفساد فيها، فقد حصلت وزارة المالية على أعلى نسبة 19%، تليها وزارة الداخلية بنسبة 16%، ثم وزارة الصحة بنسبة 13%، ومن ثم وزارة التنمية الاجتماعية بنسبة 11%؛ وبالمرتبة الخامسة كل من وزارة الاقتصاد الوطني ووزارة التربية والتعليم والهيئة العامة للشؤون المدنية بنسبة 6% لكل منها، في حين اختلف ترتيب الوزارات في قطاع غزة، كالتالي: وزارة الداخلية، تليها وزارة المالية، ثم وزارة الصحة، ومن ثم الهيئة العامة للشؤون المدنية.

 

23% من المواطنين يرون أن الواسطة والمحسوبية هي أكثر أشكال الفساد انتشارا في فلسطين

وقال حج حسين استنادا للنتائج:"ما زالت جرائم الواسطة والمحسوبية، واختلاس الأموال العامة، وإساءة استعمال السلطة، والرشوة، وجريمة غسل الأموال، والمتاجرة بالنفوذ، أكثر أشكال الفساد انتشارا. للعام الثاني على التوالي، فقد رأى 23% من المواطنين أن الواسطة والمحسوبية هي أكثر أشكال الفساد انتشاراً في فلسطين، بارتفاع 12 نقطة في الضفة الغربية مقارنة مع قطاع غزة (28% الضفة الغربية مقارنة بـ 16% قطاع غزة). وجاء اختلاس الأموال العامة بالمرتبة الثانية بنسبة 20%، أما إساءة استعمال السلطة والرشوة مقابل تقديم الخدمة العامة أو الحصول على منفعة دون وجه حق، فجاءت بالمرتبة الرابعة بنسبة 13% لكل منها، يليها غسل الأموال الناجم عن جرائم الفساد، وإساءة الائتمان والمتاجرة بالنفوذ، وعدم الإفصاح عن تضارب المصالح (8%، 8%، 6% لكل منها) مرتبة على التوالي.

وأظهرت النتائج الاختلاف بين آراء الشباب (الفئة العمرية أقل من الثلاثين عاما) حسب مكان الإقامة في ترتيب أشكال الفساد، ففي الضفة الغربية جاءت أشكال الفساد حسب الترتيب: الواسطة والمحسوبية 30%، إساءة استعمال السلطة 22%، اختلاس المال العام 15%، الرشوة 12%.

 أما في قطاع غزة فجاءت أشكال الفساد حسب الترتيب: اختلاس المال العام 27%، الواسطة والمحسوبية 15%، إساءة استعمال السلطة 10%.

أكثر أشكال الفساد انتشارا حسب رأي المواطنين

عمليات الترقية والتعيين في الوظائف العليا تحظى بالمرتبة الأولى كأكثر الخدمات التي فيها فرصا للفساد بين المستطلعين

وقد أظهرت نتائج الاستطلاع أن 35% من المواطنين، الذين توجهوا للمؤسسات العامة خلال العام 2020، اضطروا للاستعانة بالواسطة للحصول على خدمة عامة. وتنوعت الأسباب التي رأى المواطنون أنها السبب في اللجوء إلى الواسطة، ما بين الخوف من عدم إمكانية الحصول على الخدمة بسبب محدودية الفرص، حيث قال 23% إنها السبب الأهم، بينما صرح 22% أنهم لا يثقون بنزاهة مقدمي الخدمات، في حين أشار18% إلى "الخوف من أن يستولي عليها شخص آخر غير مستحق بسبب الفساد، فيما رأى 16% أن سبب ذلك يعود إلى تقصير الوقت، لتجنب اتباع الإجراءات البيروقراطية.

وبيّن الاستطلاع أن 17% من المواطنين سبق أن دفعوا رشوة أو أعطوا هدايا لموظف عام مقابل الحصول على خدمة عامة، وترتفع النسبة في قطاع غزة، مقارنة مع الضفة (28% في قطاع غزة، 10% في الضفة الغربية).

في حين، اختلفت الآراء بين مواطني الضفة الغربية وقطاع غزة، حول المجالات والخدمات الأكثر تعرضاً لانتشار الرشوة؛ ففي حين حازت خدمات الصحة على النسبة الأكبر في الضفة الغربية بنسبة 29%، تلتها خدمات السفر عبر المعابر 22% ثم خدمات منح التصاريح وأذونات السفر 21%؛ كانت خدمات السفر عبر المعابر والحدود في قطاع غزة المجال الأكثر تعرضاً لدفع الرشوة بنسبة 31%، تلتها خدمات منح التصاريح وأذونات السفر 30%، ثم الخدمات الأخرى بنسب متقاربة.

يعتقد ثلث المواطنين أن أكثر الخدمات التي فيها فرصا للفساد هي عمليات الترقية والتعيين في الوظائف العليا، تليها توزيع المساعدات الإنسانية والخدمات الصحية، والخدمات التي تقدمها هيئة الشؤون المدنية بنسبة 20% في قطاع غزة.

المجالات الأكثر تعرضا للفساد في 2020

المواطنين يعتقدون بوجود فساد في الجهاز القضائي

ويعتقد 69% من المواطنين في الضفة الغربية وقطاع غزة بوجود فساد في المحاكم والنيابة العامة، وترتفع النسبة إلى 76% بين المواطنين في الضفة الغربية مقارنة بـ 58% في قطاع غزة.

وأظهرت نتائج الاستطلاع أن 79% من المواطنين يعتقدون بأن العقوبات المفروضة على مرتكبي جرائم الفساد غير رادعة، في حين أن 17% فقط يرونها رادعة.

الجهود المبذولة لمكافحة الفساد غير كافية

وأشارت النتائج إلى ارتفاع نسبة من يعتقد أن سبب فساد الادوية والاغذية يعود إلى ضعف الأحكام الرادعة في قانون العقوبات، وظاهرة التدخلات والواسطة، لمساعدة مرتكبي هذه الجرائم وخاصة كبار التجار والموردين.

وبينت أن 59% من المواطنين يرون أن الجرائم الخاصة بفساد الأغذية والأدوية قد زادت في العام 2020. كما اعتبر المواطنون أن أهم سبب أدى إلى ازدياد ظاهرة الأدوية والأغذية الفاسدة هو عدم محاسبة وملاحقة مرتكبي هذه الجرائم، حيث احتل بالمرتبة الأولى برأي 38% من المواطنين، كما احتل سبب " قانون العقوبات لا يوفر عقوبات رادعة" بالمرتبة الثانية بنسبة 24%، وحلّ في المرتبة الثالثة "استخدام الواسطة والمحسوبية والمحاباة بغض النظر عن الجرائم " بنسبة 19% من المواطنين. 

دور السلطة الرابعة ضعيف أو متوسط الفعالية في الكشف عن قضايا فساد

ويرى 85% من المواطنين أن دور الإعلام الفلسطيني ضعيف أو متوسط الفعّالية في الكشف عن قضايا الفساد. في المقابل فإن ثلثي المواطنين يرون أن وسائل التواصل الاجتماعي هي أكثر الوسائل الإعلامية فعالية في الكشف وتسليط الضوء على قضايا فساد حدثت في العام 2020. 

وقال حج حسين: "بالرغم من إقرار نظام حماية المبلغين، ما زال أغلب المواطنين يعزفون عن الإبلاغ عن الفساد؛ إذ يعتقد 60% من المواطنين أن المواطنين لا يقومون عادة بالإبلاغ، بينما يرى 32% أن المواطنين عادة يبلغون عن حالات الفساد التي يلاحظونها، وهي ترتفع في قطاع غزة إلى 38% وتنخفض في الضفة الغربية إلى 28%. وتعود الأسباب إلى "الخوف من الانتقام"، وإلى عدم وجود حماية كافية للمواطنين المبلغين والشهود، وإلى "عدم وجود وعي كافٍ بمعنى الفساد وأشكاله"، وعدم القناعة بجدوى التبليغ لأنه لن تتخذ الإجراءات بحق الفاسدين".