الثلاثاء  26 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

هآرتس: حماس والامتحان الصعب ما بين إيران والسعودية

2015-03-16 04:17:22 PM
هآرتس: حماس والامتحان الصعب ما بين إيران والسعودية
صورة ارشيفية

الحدث- رام الله
قال محلل الشئون العربية في صحيفة هآرتس العبرية تسفي برئيل، أن حركة حماس ستكون أمام خيارات صعبة في الأسابيع القليلة المقبلة في حسم علاقاتها ما بين السعودية التي ترغب في انضمام الحركة لتحالفها ضد إيران، وما بين الأخيرة التي ترغب في استعادة تحسين علاقاتها مع أكبر منظمة سنية تحافظ على قوتها الشعبية باستمرار.
 
وحسب برئيل، فإنه وبالرغم من تضارب الأنباء بشأن دعوة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل لزيارة الرياض من قبل العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، إلا أن المؤشرات السياسية الأخيرة في مصر بشأن اعتبار حماس "منظمة إرهابية" قد تتغير مع استئناف الحكومة ضد القرار القضائي بحق الحركة. مبينا أن إلغاء القرار القضائي سيكون قريبا وأنه لا يوجد أي تفسير لهذه الخطوة سوى أنه قرار سياسي بحت.
 
ويضيف "حماس لم تعد مجرد منظمة فلسطينية أو أن الموضوع يتعلق بشأن مصري داخلي، بل أصبح ورقة مساومة سياسية ساخنة بين المملكة العربية السعودية وإيران"، مشيرا إلى أن السعودية تضع جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة "إرهابية" لكنها ترى في سياسة حماس مختلفة عن تلك الجماعة المنتشرة في مصر بشكل أكبر.
 
ويقول برئيل، أن العاهل السعودي يسعى لإقامة محور من شأنه أن يحد من نفوذ إيران في الشرق الأوسط، وأن أحد أطراف المحور ستكون حركة حماس التي ستجد صعوبة لتقرر في النهاية ما إذا كانت ترغب بالعودة إلى أحضان إيران أو التخلي عن محاولات تجديد علاقاتها معها والانضمام لتحالف عربي مع السعودية. مشيرا إلى أن إيران لا زالت مترددة في إمكانية تجديد علاقاتها مع حماس وأنها قد ترغب في استمرار انقطاع الاتصال السياسي والاقتصادي مع المنظمة بعد مواقفها تجاه الملف السوري.
 
ويرى برئيل أن حركة حماس أمام معضلة حقيقية وصعبة في اتخاذ القرار المناسب، ففي حال قررت حماس الانضمام للمحور الإيراني فعليها تحسين علاقاتها مع النظام السوري والتعاون مع حزب الله وبذلك تفقد الفرصة بالسيطرة على ملف إعادة إعمار غزة وسيبقى معبر رفح مغلقا دون تمكين قوات حرس الرئاسة الفلسطينية وحكومة الوفاق من ذلك ولربما تتوقف المساعدات لكثير من الدول التي يتم نقلها لغزة بواسطة مؤسسات مختلفة.
 
ويشير برئيل إلى أنه بانضمام حماس للتحالف العربي ممثلا بالسعودية ومصر، فإن الحركة مجبرة على تنفيذ اتفاق المصالحة مع حركة فتح وهو ما يعني تآكل قدرة الحركة للسيطرة على قطاع غزة وأن مصر ستطلب منها إثبات أن لا علاقة لها مع الإخوان المسلمين.
 
ويضيف "لا يعرف ما سيكون عليه القرار داخل حماس، لكن الوضع الاقتصادي للحركة وحاجتها لمليار دولار سنويا لدفع رواتب عناصرها وموظفيها وحاجتها للعديد من المليارات لإعادة بناء قطاع غزة هو المحور الذي يتوقف النقاش الداخلي للحركة عليه".
 
وتابع "أثبتت المملكة السعودية بالفعل إلى حماس أنها تستطيع أن تفعل ما لا تستطيع أن تفعله إيران تحت أي ظرف من الظروف وأن استئناف الحكومة المصرية ضد قرار المحكمة أولى تلك الخطوات، كما أن السعودية تعتزم تقديم مبادرة جديدة لتحريك المصالحة وكل ذلك سيكون مرتبطا بدعم سخي، كما أن المملكة الجهة الوحيدة القادرة على فتح مصر أبوابها لغزة بعد دعمها المالي اللامحدود للسلطة الحاكمة في مصر.
 
وبحسب محلل الشئون العربية في هآرتس، فإن الرياض تخطط لإحياء محور السنة في المنطقة والذي يشمل تركيا، كما أنها تعمل على تعزيز العلاقة مع السعودية ودول الاتحاد السوفياتي سابقا، مشيرا إلى أن إسرائيل تتابع بصمت ما يجري ولكن هذا التطور في العلاقة بين حماس والسعودية قد يشكل تغيرا في الموقف الإسرائيلي واعتبارها أنها تأتي في إطار "محور شر" جديد في المنطقة.
 
وبحسب برئيل، فإن مستقبل غزة والعلاقة مع إسرائيل سيحددها اختيار حماس خاصةً إن قبلت بالتحالف مع السعودية وحلفائها مصر والأردن وغيرهم ما يعني أن المملكة سيكون لها الأثر الكبير في فتح معبر رفح وإدخال كل ما يحتاجه القطاع بدون الحاجة لإسرائيل، مشيرا إلى أن الحكومة المقبلة في إسرائيل ستنظر إلى أين ستؤول النتائج والسيناريوهات المتوقعة.