شخصيات وأحداث
توفي مساء أمس الثلاثاء الفنان الفلسطيني التشكيلي كريم دباح عن عمر يناهز 84 عاما، وستجري مراسم الدفن، اليوم الأربعاء في تمام الساعة الثانية عشر في مقبرة رام الله الجديدة.
ودباح، يعد أحد أبرز الفنانين التشكيليين الفلسطينيين، وقد درس الفن في موسكو، وتخصص في مجال المعادن وطرق النحاس الذي يشكل عليه إبداعه.
ولد كريم دباح في حي القطمون غربي القدس يوم 21 نيسان 1937، ثم انتقل للعيش في رام الله، ودرس في مدرستها الابتدائية.
امتلك دباح موهبة الخط العربي، وحظي بتشجيع ودعم معلميه، ما ساعده على توظيف خطه الجميل في لافتات المدرسة.
والتحق دباح في كلية رام الله الأهلية، وهناك اكتشف اهتمامه في السياسة، وشغل منصب قيادي في الحزب الشيوعي الفلسطيني منذ إعادة تأسيسه عام 1982، وكان مناصرا للحزب الشيوعي الأردني.
واعتقل دباح على يد وحدات البادية في الجيش الأردني، وهو طالب في الثانوية، حيث اقتيد ومجموعة من الطلبة الثانويين إلى مخفر الشرطة، ثم إلى سجن الجفر الصحراوي.
وفي السجن، التقى كريم بأحد كوادر الحزب الشيوعي غسان حرب، وتعرف على الأمين العام للحزب فؤاد نصار قبل أن يلتقيه خارج السجن، وحاور مجموعة كبيرة من معتقلي الحزب الشيوعي، البعث، الناصريين، القوميين العرب والإخوان المسلمين المحتجزين في سجن الجفر، الذين صدرت بحق معظمهم أحكام مرتفعة بالسجن الفعلي.
وغادر دباح السجن بعدما أصدر الملك الأردني حسين قرارا بالإفراج عن كل الطلبة الثانويين المعتقلين في الجفر وباقي سجون الأردن، عائدا إلى رام الله.
ثم توجه إلى الكويت للعمل في مجال النفط، قبل أن يحصل على بعثة سوفياتية لدراسة فن طرق النحاس وأشغاله الفنية.
درس دباح اللغة الروسية، ثم أكمل خمس سنوات متخصصاً في الفنون التشكيلية، وتعلم فنون الرسم بالزيت والنحت وطبعات الفن التشكيلي، وحاز على شهادة الماجستير في الأشغال الفنية اليدوية والسيراميك.
وعام 1973 عاد إلى الوطن وعمل محاضرا للفنون التشكيلية في كلية النجاح الوطنية، وانتخب كريم دباح عضواً في الهيئة الإدارية لرابطة التشكيليين سنة 1974 برئاسة نبيل عناني.
شكل دباح مع الفنان التشكيلي عوض أبو عرمانة عام 1988 جمعية ناجي العلي للفنون، التي أقامت مجموعة معارض فنية.
ثم عمل دباح محاضرا في قسم هندسة العمارة في جامعة بيرزيت وأسس سنة 2010 دائرة الفنون الجميلة في جامعة القدس، لكنه تلقى كتاب إقالة سنة 2012 .
وشارك الفنان التشكيلي، في عدة معارض، أبرزها: معرض عودة وبدايات عام 2014 في مدينة رام الله وعرض خلالها 27 لوحة فنية، كان أهمها ملصقا للشهيد الفتى محمد أبو خضير رسم فيها وجه الشهيد مع عدة أبيات من قصيدة الشاعر علي محمود طه "أخي جاوز الظالمون المدى"، وكذلك ملصقات تحاكي إضراب الأسرى عن الطعام ووقوف أبناء شعبنا مهم ضد عنجهية الاحتلال.
وكانت وزارة الثقافة الفلسطينية قد نعته صباح اليوم، في بيان، قائلة: "إن فلسطين خسرت أحد أبرز قامات وأعمدة الفن التشكيلي وأهم فنانيها الكبار، الذين أغنوا الثقافة الوطنية والفن الفلسطيني، من خلال مشاركته في عدة معارض فنية شخصية وجماعية تحاكي ما يتعرض له الفلسطينيون من اعتداءات الاحتلال من قتلٍ وتدمير واعتقال".